يينتشوان 10 أبريل 2019 / في ورشة صغيرة في منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي بشمال غربي الصين ، تقوم لي يو شيا بتحويل الخيوط ذات الألوان المتناسقة بدقة متناهية، إلى أزهار فاوانيا على قطعة قماش.
يذكر أن لي هي خياطة متخصصة بفن التطريز لقومية هوي، وهو فن غني بالألوان ذو نسيج دقيق، ويحمل سمات الثقافة الفريدة لقومية هوي في الصين.
تأخذ لي يو شيا البالغة من العمر 41 عاما أحدث أعمالها إلى دول واقعة على طول الحزام والطريق في أبريل، على أمل جذب طلبات أجنبية من التطريز.
وقالت لي إن "الكويت ستكون محطتي الأولى، وربما سأحصل على طلب هناك". وقد شاهد رجل أعمال كويتي أعمال التطريز لديها وناقش معها هذا العمل التجاري في العام الماضي في ورشة العمل بمحافظة هاييوان في نينغشيا.
وتشتهر محافظة هاييوان، موطن عدد كبير من سكان قومية هوي، بفن التطريز لقومية هوي، حيث يمكن أن تطرز معظم النساء المحليات، كجزء من تقاليد الأسرة.
شاهدت لي والدتها وجدتها تنسجان الخيوط على وسادات وأحذية عندما كانت طفلة صغيرة، وتعلمت ذلك عن ظهر قلب.
وقالت لي "ذهبت إلى عمل آخر لفترة من الوقت، لكنني علقت بالتطريز، فاستقلت وفتحت ورشة العمل الخاصة بي في عام 2006."
وقد أصبحت الأزهار الجميلة على القماش لاحقًا أعمالا تجارية كبيرة، ثم أطلقت لي شركة خاصة بها في عام 2010.
وقالت إن السكان المحليين في هاييوان مغرمون بالتطريز، لكن السوق كانت محدودة والمنافسة شرسة، مضيفة أن "لذلك بدأت أفكر في نقل منتجاتي إلى سوق أكبر في الصين".
بدأت لي في حضور المعارض في جميع أنحاء البلاد، وأبدى الكثير من رجال الأعمال الأجانب اهتماما خاصا بأعمالها. خلال هذه الفترة تحول طموح لي من "الذهاب إلى مقاطعات أخرى في الصين" إلى "الذهاب إلى خارج الصين".
في عام 2010، ذهبت إلى المملكة العربية السعودية وتركيا ومصر لمعرفة ما إذا كان هناك أي آفاق. وعلى الرغم من عدم إبرام أي صفقات ، فقد رأت إمكانات هائلة.
وقالت لى "إن السكان المحليين فى هذه الدول مهتمون للغاية بالصور التذكارية الصينية المصنوعة يدويا، لكن منتجاتنا فشلت فى تلبية توقعاتهم بسبب الاختلافات الثقافية القوية". لذلك قررت تحويل أعمالها من خلال القيام بأعمال تطريز هوي المناسبة لأذواق محددة.
كما بدأت في بناء علاقات مع رجال الأعمال الأجانب في معرض الصين والدول العربية، الذي يعقد كل عامين في مدينة يينتشوان، حاضرة نينغشيا. وتمكنت من إقامة علاقات مع العملاء الماليزيين والإندونيسيين.
ومع ارتفاع عدد البلدان والمناطق المشاركة في بناء الحزام والطريق، فإن سوق التطريز لقومية هوي آخذ في التوسع. وعلى مر السنين، زارت لي أكثر من 10 دول في جنوب شرقي آسيا وغربي آسيا.
يذكر أن المنتجات التي تصنعها لي تشمل محافظ وأوشحة وأحذية ولوحات. كما يتم إنتاج منتجات فنية للمستهلكين المتميزين. وفي العام الماضي، وقعت اتفاقات بقيمة حوالي ثلاثة ملايين يوان (447 ألف دولار أمريكي) مع رجل أعمال ماليزي.
وقالت لي "لقد بدأت من الصفر، وكان الأمر صعبًا" ، مضيفة "لكن الحكومة تدعم تطوير التطريز لقومية هوي، وأنا أيضا من ذوي الخبرة ، لذلك أريد أن أذهب أبعد من ذلك في الأعمال التجارية."
وتوظف شركة لي حاليا أكثر من 30 من الخياطات، بما في ذلك ثمانية فنانين من "ورثة التراث الثقافي غير المادي" على مستوى المدينة أو المحافظة.
وقالت: "اعتدنا أن نكون نساء صغيرات نقضي أيامنا في الأعمال المنزلية، لكننا الآن نساء مستقلات نكسب المال من العمل الذي نحبه". ويمكن أن يصل الراتب الشهري لكل خياطة إلى ستة آلاف يوان، وهو دخل جيد في المحافظة المنكوبة بالفقر.
كما شجع المسؤولون المحليون المزيد من السكان للمشاركة في أعمال التطريز لقومية هوي. وفي عام 2015، أُنشئت قاعدة تدريب في هاييوان تساعد النساء الفقيرات على تحسين مهاراتهن في التطريز وقطع الورق، وهو تقليد محلي أيضا.
وقال لي جين شينغ، مسؤول محلي إن القاعدة قد دربت أكثر من 4200 مهني في مجال التطريز وقطع الورق.
وقال المسؤول "إن صناعات التطريز وقطع الورق في 24 قرية يمكن أن تحقق إيرادات سنوية تزيد على 16 مليون يوان".
قالت لي يو شيا إن "أنا آمل في تعزيز ثقة النساء في محافظتنا، مع توارث تراثنا الثقافي".