تقرير إخباري: تصعيد في فعاليات "مسيرات العودة" في غزة قبل أيام من إحياء ذكراها الأولى

غزة 24 مارس 2019 /قتل ثلاثة فلسطينيين وأصيب العشرات خلال اليومين الماضيين في ظل تصعيد في فعاليات مسيرات العودة على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، قبل أيام من إحياء ذكراها السنوية الأولى.

وانطلقت مسيرات العودة في 30 مارس من العام 2018 للمطالبة برفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007.

وأعلن الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة في بيان صباح اليوم أن "المواطن حبيب المصري (24 عاما) قضى متأثرا بجراحه التي أصيب بها ليلة أمس بالصدر برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي شمال قطاع غزة".

وأصيب المصري واثنان آخران خلال مواجهات ضمن فعاليات "الإرباك الليلي"، وهي تظاهرات ليلية قرب السياج الفاصل مع إسرائيل على أطراف شرق قطاع غزة.

وأول أمس قتل فلسطينيان اثنان وأصيب أكثر من 60 آخرين بجروح خلال مواجهات الجمعة رقم 52 من مسيرات العودة التي انطلقت في 30 مارس 2018.

وأعلنت "وحدة الإرباك" ضمن مسيرات العودة عن تنظيم تظاهرات ليلية على طول السياج الفاصل مع إسرائيل هذا الأسبوع مع تكثيف إطلاق بالونات حارقة باتجاه إسرائيل.

ودعت هيئة مسيرات العودة، التي تضم فصائل وجهات أهلية وحقوقية فلسطينية، إلى تنظيم "مليونية العودة" في الذكرى السنوية الأولى لانطلاق المسيرات التي تصادف يوم السبت المقبل.

وقال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) باسم نعيم، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "رسالة قطاع غزة سواء عبر الوسطاء أو تصعيد فعاليات مسيرات العودة تقوم على ضرورة رفع الحصار الإسرائيلي".

واتهم نعيم إسرائيل بـ"المماطلة وتعمد كسب المزيد من الوقت للتنصل من تفاهمات التهدئة في قطاع غزة وتحويل القطاع إلى جزء من العملية الانتخابية، وهو أمر مرفوض فلسطينيا".

وحذر من أن "استمرار الوضع الراهن من دون تلبية احتياجات سكان قطاع غزة الإنسانية والمعيشية قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد الذي لا يرغب به أحد".

وتتوسط مصر والأمم المتحدة، إضافة إلى قطر في مباحثات منذ عدة أشهر بين الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل لتعزيز التهدئة على إثر احتجاجات مسيرات العودة.

وبهذا الصدد أعلن نعيم أن وفدا أمنيا مصريا من المتوقع وصوله إلى قطاع غزة خلال الساعات المقبلة لإجراء مباحثات بشأن مساعي تعزيز التهدئة مع إسرائيل.

وقال "إن جهود الوسطاء سواء من مصر أو الأمم المتحدة مستمر، والجميع يدرك أن قطاع غزة قام بكل ما هو مطلوب لتهدئة الأوضاع على الحدود، لكن الطرف الإسرائيلي لم يلتزم بتفاهمات تعزيز التهدئة".

وأضاف أن "المطالب الفلسطينية لتعزيز التهدئة تم تحديدها بنقاط معينة وإبلاغها للوسطاء ولها علاقة بحل أزمة انقطاع الكهرباء وتوسيع مساحة الصيد ورفع القيود عن عمل المعابر ودفع رواتب الموظفين الحكوميين في غزة".

وردت إسرائيل على تصعيد فعاليات مسيرات العودة بشن عدة غارات على قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة، استهدف بعضها "خلايا إطلاق البالونات الحارقة"، ما أسفر عن عدد من الإصابات.

وأصيب ثلاثة فلسطينيين بجروح مساء السبت في غارة إسرائيلية وسط قطاع غزة، قال الجيش الإسرائيلي إنها استهدفت خلية كانت "كانت تهم بإطلاق بالونات حارقة".

وقتل أكثر من 260 فلسطينيا، بينهم 48 طفلا وأصيب أكثر من 29 ألف آخرين بالرصاص والاختناق منذ انطلاق مسيرات العودة في قطاع غزة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

ومن المقرر انطلاق تظاهرة "مليونية" يوم السبت المقبل في كافة مخيمات العودة شرق قطاع غزة، بالتزامن مع إحياء الذكرى السنوية رقم 43 ليوم الأرض الفلسطينية ودخول مسيرات العودة عامها الثاني.

وبهذا الصدد، أعلن عضو الهيئة العليا لمسيرات العودة عن حركة الجهاد الإسلامي محمد الحرازين "تواصل العمل والاستعدادات لإنجاح مليونية الأرض والعودة، وفق خطة إجرائية كبيرة".

وقال الحرازين في بيان إن "العمل جار على قدم وساق لمليونية حاشدة يخرج فيها الكل الوطني الفلسطيني رفضاً للحصار الإسرائيلي".

من جهتها، دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى "تكاتف كل أبناء الشعب الفلسطيني في الميدان لمواجهة جرائم الاحتلال والمخططات والمؤامرات التي تعصف بالقضية الفلسطينية".

كما دعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إلى أوسع مشاركة شعبية في مليونية الأرض والعودة يوم السبت المقبل "كعمل نضالي جماهيري حتى إرغام الاحتلال على كسر حصار غزة".

ويأتي التصعيد الحاصل في مسيرات العودة في قطاع غزة قبيل انتخابات إسرائيل البرلمانية المقررة في التاسع من الشهر المقبل، وهو ما يزيد من الترقب بشأن احتمال اندلاع تصعيد واسع يسبق هذا التاريخ.

ورأى المحلل السياسي من غزة حمزة ابوشنب، أن إسرائيل "تتوجس تصاعد أعمال المقاومة عشية انتخاباتها البرلمانية، وهي تدرك بأن جبهة غزة ساخنة واحتمالات التصعيد فيها مفتوحة".

وقال ابو شنب ل(شينخوا)، إن مسيرات العودة "شكلت أداة نضالية وشعبية جماهيرية تُساهم في الضغط على إسرائيل كونها تعالج حال الفراغ بين حالتي الهدوء والعدوان التي كان يعشيها قطاع غزة خلال السنوات الماضية وأوجدت حال اشتباك دائم".

وأضاف أن مسيرات العودة "أثبتت قدرتها على الضغط على الاحتلال الإسرائيلي وإحياء قضايا عدة، أبرزها قضية حصار قطاع غزة وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية".