بكين 19 مارس 2019 / أكد خبراء عرب أن الجهود الدبلوماسية التي بذلتها جمهورية الصين الشعبية منذ تأسيسها عام 1949، في ظل سعيها المستمر إلى تحقيق السلام العالمي والعدالة الدولية والتعاون القائم على الفوز المشترك، ساهمت في سلام وتنمية الشرق الأوسط.
وقال هشام الزميتي أمين عام المجلس المصري للشؤون الخارجية، وهو يشيد بمساعي الصين كشريك تعاوني في بناء السلام وتعزيز التنمية في المنطقة، إن "ما يحتاجه الشرق الأوسط بشدة الآن هو السلام والاستقرار. فالشعوب تتوق إلى الهدوء والكرامة، وإلى انخفاض حدة الصراعات والمعاناة".
وأضاف أن الصين، باعتبارها دولة تلتزم بكلمتها، تتعهد بتحقيق تعاون ثنائي عملي يتسم بالمنافع المتبادلة والنتائج القائمة على الفوز المشترك.
ومن جانبه، قال تشاي شاو جين المستشار بوزارة الثقافة وتنمية المعرفة بدولة الإمارات العربية المتحدة "لقد أصبحت الصين جزءا رئيسيا وجهة فاعلة في النظام الدولي فيما بعد الحرب منذ منتصف القرن العشرين. وقد بذلت جهودا هائلة تجاه تحقيق عالم سلمي ومزدهر وأكثر عدلا".
وذكر المحلل السياسي التونسي الجمعي القاسمي أن منجزات الصين الدبلوماسية على مدى السنوات الماضية معترف بها على نطاق واسع في الدائرة السياسية، وبالمثل يحظى موقفها المتمثل في الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى في إطار العلاقات الثنائية.
وأضاف أن الصين لا تختار فرض إرادتها على الدول الأخرى، وإنما تختار تطوير علاقاتها مع جميع البلدان على قدم المساواة.
أما أحمد رفيق عوض أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس الفلسطينية فقد أكد على التزام الصين على مدى السنوات السبعين الماضية بالتنمية السلمية، والتعاون القائم على الفوز المشترك، والعدالة على الساحة الدولية، واصفا إياها بأنها مناصر حقيقي للسلام العالمي والتنمية المشتركة.
وأضاف الباحث أنه من المثير للإعجاب أن الصين تدعو إلى التوصل لحل تفاوضي لقضايا الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية على أساس القانون الدولي والقرارات الصادرة في إطار المؤسسات الدولية، مشيرا إلى أن حلولا على هذا النحو تحظى بشكل شامل بالدعم بين الفلسطينيين والشعوب العربية بأسرها.
وعلق بشار المنير رئيس تحرير جريدة ((النور)) الأسبوعية السورية، قائلا إن "الصين لم تغير منهجها الراسخ في السياسة الدولية من حيث الحفاظ على السلم الدولي وإقامة علاقات ودية مع جميع البلدان بغض النظر عن النظم السياسية".
وأضاف "في سوريا والمنطقة العربية بوجه عام، اختبرنا هذه العلاقة عند نقاط تحول مختلفة على طول الطريق وكانت الصين دائمة دولة صديقة تقف إلى جانب الشعوب العربية في سعيها للحصول على حقوقها الوطنية وتطوير مجتمعاتها".
وذكر وزير الاقتصاد المغربي السابق فتح الله والعلو أن "الصين تتحمل مسؤوليتها كدولة كبرى في القضايا الهامة المتعلقة بالحوكمة العالمية".
ويرى من وجهة نظره أن الجهود الدبلوماسية للصين تلعب دورا مهما في تعزيز السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وأن مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين هي مبادرة تاريخية وتحقق روابط أوثق في مجالي التجارة والبني التحتية بين آسيا وإفريقيا وأوروبا، وهو ما يعزز الاقتصاد في البلدان المعنية.
وقال محمد الخليل مدير مركز الجزيرة للدراسات إن "الصين والدول العربية متكاملتان إلى حد كبير مع بعضهما البعض في قطاعات مثل الطاقة والصناعة والزراعة"، معربا عن ثقته بأن مبادرة الحزام والطريق ستفيد الدول الواقعة بطول الطريق وستؤدي في النهاية إلى التنمية المشتركة وتقاسم المنافع مع الصين.
كما ذكرت نورهان الشيخ خبيرة الشؤون الآسيوية بجامعة القاهرة المصرية أنها لم تجد أي حالة من تدخل الصين في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى.
وقالت إن العالم سيتمكن في المستقبل القريب من رؤية مبادرة الحزام والطريق وهي تسهل السلام والاستقرار ورفاه الشعوب في البلدان العربية.