تقرير إخباري: خبراء: الصين تمضي على المسار السريع للسيارات الكهربائية دون دلائل على الاستعاضة بها عن السيارات التقليدية

هيوستن 14 مارس 2019 / تلعب الصين دورا رئيسيا في تطوير السيارات الكهربائية، ولكن لا توجد دلائل على الاستعاضة على نطاق واسع بها عن السيارات التقليدية في المستقبل القريب، هكذا قال محللون شاركوا في مؤتمر الطاقة السنوي الـ38 (CERAWeek) الذي عقدته شركة معلومات الطاقة في لندن (IHS Markit) على مدار خمسة أيام في هيوستن.

ففي مناقشة جرت بعنوان "السيارات والنفط: إعادة تشكيل ملامح الطلب" خلال المؤتمر، قالت ماريان كاه الباحثة في مركز سياسة الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا إن الصين هي السبيل إلى تطوير السيارات الكهربائية عالميا حيث تمثل 30 في المائة من جميع مبيعات السيارات الجديدة في العالم.

وشاطرها الرأي ليو تشاو تشيوان نائب رئيس معهد بحوث الاقتصاد والتكنولوجيا بشركة النفط الوطنية الصينية (CNPC).

وقال ليو إن مبيعات السيارات العاملة بالطاقة الجديدة في الصين، ومعظمها سيارات كهربائية، زادت بواقع أكثر من 60 في المائة على أساس سنوي، ليصل عددها إلى 1.2 مليون في العام الماضي.

وأشار إلى أنه "ولأول مرة، انخفضت مبيعات السيارات العاملة بالوقود الإحفوري في الصين في عام 2018. وارتفعت نسبة السيارات العاملة بالطاقة الجديدة في إجمالي مبيعات السيارات بشكل كبير، حيث وصلت نسبتها إلى حوالي 4.5 في المائة في عام 2018".

وأضاف أن الحوافز المختلفة التي طرحتها الحكومة هي السبب الرئيسي وراء النمو السريع للسيارات الكهربائية في الصين.

وقال إن "الحكومة الصينية تقدم دعما لكل من منتجي ومستهلكي السيارات الكهربائية. إنها لا تعزز مبيعات السيارات الكهربائية فحسب، بل تساعد أيضا في تحقيق أهداف حماية البيئة"، لافتا إلى أن الحكومة شجعت أيضا منتجي السيارات الكهربائية على ضخ مزيد من الاستثمارات في البحث والتطوير.

ولكن خلال حوار خاص حول الصين عقده مؤتمر الطاقة، ذكر هو تشي جيون نائب رئيس شركة النفط الوطنية الصينية (CNPC) أنه على الرغم من أنه لا ينبغي الاستهانة بدور السيارات الكهربائية كبديل للسيارات التقليدية على المدى الطويل، إلا أنه لن تحدث استعاضة واسعة النطاق بها حتى عام 2030.

وقال إن نسبة ملكية السيارات الكهربائية في إجمالي السيارات مازالت منخفضة للغاية في الصين، حيث تمثل حوالي واحد في المائة. ولا يزال شراء واستخدام السيارات العاملة بالوقود الإحفوري أمرا سائدا.

وهذا هو الحال أيضا على الصعيد العالمي. فقد بلغ متوسط الطلب اليومي على النفط في العالم 99.2 مليون برميل في عام 2018 ومن المتوقع أن يرتفع إلى 106.4 مليون برميل في عام 2024، وفقا لما ذكرته وكالة الطاقة الدولية.

ومن جانبه، أشار سبنسر ديل كبير الاقتصاديين في شركة ((بريتيش بتروليوم)) البريطانية إلى أن نمو السيارات الكهربائية سيكون مذهلا، ولكن ينبغي على الناس التفكير في حصة السيارات الكهربائية من إجمالي السيارات على الطريق.

وتابع بقوله إنه إذا ما تم استبدال ما يتراوح بين مليونين وثلاثة ملايين برميل يوميا من الطلب على النفط بسيارات كهربائية على مستوى العالم، فسيكون للسيارات الكهربائية تأثير ضئيل على طلب النفط ولكن تأثير كبير على النقل.

واتفق كل من ليو وكاه في أن التكلفة ستظل على المدى الطويل السبيل لتطوير التكنولوجيا ذات الصلة بالسيارات الكهربائية.

وذكر ليو أنه في السنوات القليلة الماضية، انخفضت تكلفة السيارات الكهربائية في الصين بواقع أكثر من 70 في المائة، ما ساهم في زيادة المبيعات.

ومع ذلك، جادلت كاه أيضا قائلة إنه مع طرح المزيد من السيارات الكهربائية في السوق، سينخفض الطلب على السيارات العاملة بالبنزين، وبالتالي سينخفض سعر البنزين، مضيفة أنه "مع انخفاض أسعار البنزين، سيكون من الصعب على السيارة الكهربائية التنافس مع السيارات التقليدية".

ومن ناحية أخرى، أكد فاتح بيرول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية أنه يجب إزالة الكربون من نظام توليد الكهرباء سعيا لتمكين السيارات الكهربائية من تقديم مساهمة إيجابية في تغير المناخ.

وقال بيرول إن السيارات الكهربائية تستخدم الآن في الغالب للتعامل مع تلوث الهواء ولكن ليس تغير المناخ.

تجدر الإشارة إلى أن CERAWeek، الذي انطلق يوم الاثنين بمؤتمر لوكالة الطاقة الدولية، هو مؤتمر سنوي للطاقة تعقده شركة معلومات الطاقة في لندن (IHS Markit) بحضور متحدثين بارزين من قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والمالية. ويحضر الدورة الـ38 من المؤتمر هذا العام أكثر من 4500 ضيف من أكثر من 70 دولة ومنطقة.

ويتضمن المؤتمر حوارا خاصا حول الصين وكذا العديد من المناقشات المتمحورة حول سوق الطاقة الآسيوية والصينية حيث أصبحت الصين واحدة من أكبر الاقتصادات المستهلكة للطاقة في العالم.