الدوحة 12 مارس 2019 / أعلنت قطر اليوم (الثلاثاء) أن الولايات المتحدة وحركة طالبان أحرزتا تقدما كبيرا في أطول جولة مفاوضات لهما بالدوحة باتفاقهما على أن يتكون اتفاق السلام الشامل من أربعة عناصر سيجري تنفيذها وفق أطر زمنية وشروط يتم الاتفاق عليها.
وأفادت وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا) اليوم أن المحادثات بين الجانبين دارت حول موضوعين رئيسين هما انسحاب القوات الأمريكية وقوات التحالف من أفغانستان.
وأضافت (قنا) أن حركة طالبان تعهدت بمنع وعدم السماح باستخدام أراضي أفغانستان للإضرار بأمن الولايات المتحدة الأمريكية أو حلفائها أو أي دولة أخرى.
وتابعت "واتفق الطرفان، بمساعدة الوسطاء القطريين، على أن اتفاق السلام الشامل يتكون من أربعة عناصر رئيسة مترابطة، وسيتم تنفيذها وفق أطر زمنية وشروط يتم الاتفاق عليها"، دون تحديد ماهية العناصر الأربعة.
وأشارت إلى أن الدوحة جددت تأكيدها على ضرورة مساهمة كل الأطراف الإقليمية والدولية في توحيد وتنسيق الجهود التي تقوم بها الدوحة وحلفاؤها الاستراتيجيون لتحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان.
كما دعت الطرفين لاستئناف المفاوضات المقبلة بينهما في المدى المنظور.
وشكر الطرفان قطر على سعيها الحثيث لتوفيق وجهات النظر بين الطرفين ودعمها البناء وحسن استضافتها لمسار المحادثات في هذه الجولة التي تعد أطول جولة مفاوضات على الإطلاق إذ استمرت لمدة 16 يوما متتالية، بحسب (قنا).
من جانبه فصل المبعوث الأمريكي الخاص بأفغانستان زلماي خليل زاد في سلسلة تغريدات على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) "العناصر الأربعة" وهي ضمانات مكافحة الإرهاب، وانسحاب القوات الأجنبية، والحوار بين الأفغان، ووقف شامل لإطلاق النار، مؤكدا اتخاذ "خطوات حقيقية" في المفاوضات.
وقال خليل زاد "انتهيت للتو من جولة ماراثونية من المحادثات مع طالبان في الدوحة"، قبل أن يضيف " لقد تحسنت شروط السلام....من الواضح أن جميع الأطراف تريد إنهاء الحرب".
وتابع "رغم الصعود والهبوط، أبقينا الأمور على المسار الصحيح واتخذنا خطوات حقيقة".
وشدد على أن "السلام يتطلب الاتفاق على أربع قضايا: ضمانات مكافحة الإرهاب، انسحاب القوات، الحوار بين الأفغان، ووقف شامل لإطلاق النار"، مؤكدا أنه في مباحثات يناير "اتفقنا من حيث المبدأ على هذه العناصر الأربعة والآن نحن متفقون على مسودة في أول عنصرين".
وذكر أنه عندما يتم الانتهاء من الاتفاق على مسودة بشأن جدول زمني للانسحاب وتدابير فعالة لمكافحة الإرهاب، ستشرع طالبان والأفغان الآخرون بما في ذلك الحكومة في مفاوضات أفغانية داخلية حول تسوية سياسية ووقف شامل لإطلاق النار.
ولفت إلى أن خطوته المقبلة هي إجراء نقاشات في واشنطن والتشاور مع الشركاء الآخرين، مضيفا "سنلتقي مرة أخرى قريبا، ليس هناك اتفاق نهائي حتى يتم الاتفاق على كل شيء".
أما حركة طالبان فقالت بدورها في بيان نشره المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد في حسابه على (تويتر) إن هذه الجولة من المباحثات شهدت مناقشات مكثفة ومفصلة حول مسألتين تم الاتفاق عليهما خلال محادثات يناير.
وأوضح البيان أن المسألتين هما "انسحاب جميع القوات الأجنبية من أفغانستان والحيلولة دون أن يلحق أي أحد الضرر بالآخرين من الأراضي الأفغانية؛ وكيف ومتى ستخرج كل القوات الأجنبية من أفغانستان وبأي طريقة؟ وبالمثل، كيف سيتم منح الولايات المتحدة وحلفائها تأكيدات بشأن مستقبل أفغانستان".
وأكد أنه تم إحراز تقدم في هاتين المسألتين، لكنه على النقيض من تصريحات خليل زاد، أشار إلى أنه "لم يتم التوصل إلى أي اتفاق بشأن وقف إطلاق النار والمحادثات مع إدارة كابول، كما لم تشكل القضايا الأخرى جزءا من جدول الأعمال الحالي"، معتبرا أن التقارير الإعلامية في هذا الصدد لا أساس لها.
وذكر أنه في الوقت الحالي سيجري الجانبان مداولات بشأن التقدم المحرز مع قيادات كل طرف ثم يستعدان للاجتماع المقبل الذي سيحدده فريقا التفاوض.
وقد جرت هذه الجولة من المباحثات برعاية ووساطة قطرية ممثلة في المبعوث الخاص لوزير الخارجية لشؤون مكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات مطلق بن ماجد القحطاني، ومن الجانب الأمريكي المبعوث الأمريكي الخاص بأفغانستان زلماي خليل زاد، بينما مثل وفد حركة طالبان رئيس الفريق التفاوضي للحركة شير محمد عباس ستانكزاي.
وعقدت الجولة في الدوحة خلال الفترة من 25 فبراير الماضي إلى 12 مارس الجاري، استكمالا للجولة السابقة التي عقدت خلال الفترة من 21 إلى 26 يناير الماضي.