تحقيق إخباري: تكنولوجيات استشرافية ومغيرة للحياة تتلألأ في تجمع لمبتكرين عالميين بالولايات المتحدة

أوستن، الولايات المتحدة 10 مارس 2019 /جهاز موجات فوق صوتية محمول باليد، وبطة روبوتية مخصصة لرفقة الأطفال المرضى، ونباتات تزرع على جسم الإنسان -- تطورات تكنولوجية مبتكرة وأحيانا "غريبة" تقريبا تعيد تشكيل أساليب الحياة ورؤى المستقبل.

وضمن فعالية "مؤتمرات ومهرجانات ساوث باي ساوثويست" الجارية، شارك 65 من أكثر المشاريع الرقمية ابتكارا في عام 2018 في إذهال الحضور والتنافس على أرفع جوائز الابتكار التفاعلية في الفعالية.

وكان كشك غورو ساندرز واحدا من أكثر الأكشاك زيارة في المعرض يوم السبت حينما قام بعرض كيفية استخدام جهاز "بترفلاي آي كيو"، وهو جهاز موجات فوق صوتية لكامل الجسم خفيف الوزن ومحمول باليد، لالتقاط صور طبية لقلبه في غضون ثوان.

وجرى توصيل الجهاز مباشرة بهاتف ذكي وسرعان ما قدم تفسيرا باستخدام الذكاء الاصطناعي وتوجيها لاسلكيا عبر الواقع المعزز لرعاية المريض.

وقال سوندار، مدير التسويق بشركة ((بترفلاي نيتورك))، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "هناك 19 تطبيقا مختلفا، كل شيء من البطن إلى المثانة، والقلب والرئة، وصولا إلى الشريان السباتي".

وأضاف أنه تم إطلاق المشروع بهدف "دمقرطة الرعاية الصحية عن طريق إتاحة الوصول إلى التصوير الطبي" لأولئك الذين لطالما حرموا منه.

ولفت سوندار إلى أنه يتم شحن هذه الأجهزة إلى الآلاف من الأطباء والممرضين والمساعدين الطبيين في جميع أنحاء الولايات المتحدة، قائلا "نحن بصدد التوسع عالميا هذا العام، ومن المرجح البدء مع أوروبا وأستراليا".

وأشار إلى أن الصين هي سوق مستهدفة أيضا، باعتبار أن إحدى أكبر مستثمريها هي شركة أدوية صينية، مضيفا "نحن نتحدث إليهم ونعمل مع أشخاص آخرين من حيث كيفية جلب هذه التكنولوجيا إلى الصين ... نأمل بحدوث ذلك في العام المقبل".

ويعد جهاز "بترفلاي آي كيو" فائز واعد في فئات الصحة والطب والتكنولوجيا الحيوية. وهناك 12 فئة أخرى، مع تأهل خمسة متسابقين للتصفيات النهائية في كل منها. وسيتم منح الجوائز ليلة يوم الاثنين.

وفي فئة الروبوتات والأدوات، من المتوقع أن تفوز البطة الروبوتية المخصصة لدعم الأطفال خلال علاجهم من السرطان.

وتم تطوير البطة "أفلاك" الخاصة للتفاعل مع الأطفال المصابين بالسرطان الذين يخضعون للعلاج الكيميائي، ومساعدتهم على التعبير عن المشاعر بشكل أفضل لمقدمي الرعاية خلال عملية العلاج.

وقال أرون هورويتز، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة "سبروتل"، التي تشاركت مع شركة "أفلاك" في ابتكار الروبوت الاجتماعي، إن الهدف هو "التركيز على الطريقة التي يمكن أن نكون من خلالها قادرين على توفير الراحة والفرح للأطفال"، وكل ميزة من ميزات البطة مدفوعة بتحقيق هذا الهدف.

وأوضح هورويتز أنه "يمكن للأطفال إعطاء العلاج الكيميائي لبطاتهم. ويمكنهم استخدام بطاقات الشعور التي تأتي إلى جانب البطات لإعلام القائمين على رعايتهم بماذا يشعرون".

وتعهدت "أفلاك" بالتبرع بواحدة من هذه البطات لكل طفل، بين سن 3 و13 عاما، ممن تم تشخيص إصابتهم بالسرطان حديثا في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

ويتم إنتاج البطات في الصين. وقال هورويتز "نعمل مع شركائنا هناك عن كثب بشكل رائع. إنهم يقومون بذلك لأنهم ملتزمون بالقضية بقدر التزامنا. وهذا أمر أشعر بأنه خاص حقا حيال التعاون الذي يجمعنا".

ومن المشاريع المبهرة الأخرى في العروض النهائية نباتات تزرع على الجسم الإنساني، وهو مشروع بحسب ما وصفه المصمم يعتبر "رؤية للمستقبل" و"مغامرة"، حيث يستجيب لندرة الغذاء والماء الوشيك، إضافة إلى روبوت "فورهات"، الذي يستطيع تغيير الوجوه بلمسة زر واحدة.

وقال هيو فورست، رئيس قسم البرمجة ضمن الفعالية، إن المعرض "يمنح الحضور أفضل فرصة للحصول على خبرة عملية مع أحدث التطورات، ليس فقط في فئات المستهلكين وإنما أيضا للإطلاع على الأفكار الجديدة الجذرية، التي من شأنها أن تغير العالم من حولنا".

وتعتبر فعالية "مؤتمرات ومهرجانات ساوث باي ساوثويست لعام 2019"، التي انطلقت يوم الجمعة وتستمر لـ 10 أيام، منصة تجمع بين المبدعين ورواد الأعمال من مختلف أنحاء العالم لتوليد وتمويل الأفكار الجديدة.