فنانة صينية تكتب تهاني عيد الربيع بالكتابة النسائية القديمة النادرة في الصين

تشانغتشى 4 فبراير 2019 /مع اقتراب عيد الربيع، تنشغل نساء من قرية نائية في وسط الصين بإرسال أفضل امنياتهن بلغة النوشو (كتابة المرأة)، اكثر اللغات تحديدا بين الجنسين فى العالم.

ويعد تعليق مقاطع حمراء جديدة والرمز الصيني "فو" - ويعني حرفيا السعادة - على أبوابهن تقليدا مهما للدخول في عام جديد مزدهر وسعيد.

لكن العادات القديمة أصبحت حيّة في أشكال رقمية.

وبينما يلعب عشرات الملايين من مستخدمي على باي في جميع أنحاء العالم لعبة "البحث عن فو" من أجل الحصول على مظروف أحمر رقمي، تقوم هو شين، موظفة بالمتحف في محافظة جيانغيونغ في مقاطعة هونان، بممارسة فن الخط اليدوي.

وقالت هو "فى الشهر القمري الـ12 على مدار السنوات الاربع الماضية، قمت بكتابة الرمز فو كهدية العام الجديد لمن يحبون خطي".

وخلال الشهر الماضي، قامت بتسليم 500 مخطوطة مكتوبة برموز لغة النوشو بعد نشر اشعار على شبكة التواصل الاجتماعي لتطبيق الويتشات.

وتعلمت هو فن النوشو ، وهو كتابة مقطعية صينية نادرة تستخدم حصرا بين النساء في بلدة شانغجيانغشو في جيانغقونغ. ويجمع المتحف الذي تعمل به مخطوطات النوشو والقطع الأثرية الخاصة بها.

سواء رسمت بشكل طبيعي على الورق أو طرزت على القماش، تتسم رموز النوشو بالتعقيد، مع نمط الكتابة الفريدة، لتوضيح مواقف الإناث. استخدمت النساء هذه الطريقة القديمة للتعبير عن مشاعرهن الأعمق لبعضهن البعض. كما استخدموها لتسجيل حياتهن وكتابة الأغاني.

ويعد هذا النص الوحيد المستخدم حصرا بين النساء الذي عثر عليه ليكشف عن الرقة المميزة للنساء وفقا لما ذكرته هو. والنسخ الأصلية من النوشو نادرة لأنها غالبا ما تعرضت للحرق أو الدفن مع الموتى.

وتبقى نشأة النوشو وانتشارها على نطاق صغير لغزا. وقالت هو "ان مهارات الكتابة تنتقل الى الاناث فقط".

وأحدثت النوشو الفريدة من نوعها ضجة في جميع أنحاء العالم على اكتشافها الأول في الثمانينيات، وفي عام 2005 سجلت رقما قياسيا في موسوعة جينيس العالمية باعتبارها أكثر لغة محددة بين الجنسين.

وفي عام 2006، دخل هذا الفن القديم الى قائمة التراث الثقافي غير المادي الوطني.

وتشاطر هو مي يوي، وهي خبيرة في النوشو في منتصف الخمسينات من عمرها، تجاربها المتعلقة بالفن وتقدم تعليما فوريا للخط والغناء بلغة النوشو. وقالت "قراءة كتابات النوشو تدور حول استكشاف قصص النساء."

وتلقت الكتابة النسائية الاهتمام والترويج الوطني والمحلي في السنوات الأخيرة ، مع زيادة الدراسات الأكاديمية والمدنية.

في السنوات الأخيرة ، تم عقد معارض نوشو في مقر الأمم المتحدة في نيويورك ومكتبها في جنيف. كما تمت دعوة الممارسين لعرض وتعزيز الفن في اليابان.