البقاع، شرق لبنان 21 يناير 2019 /جذبت الثلوج المتساقطة عند الأطراف الغربية لجبل الشيخ مئات العائلات اللبنانية وعائلات النازحين السوريين إضافة لهواة سيارات الدفع الرباعي والصيادين.
وغصت هذه المرتفعات، والتي تعلو 1500 متر عن سطح البحر بالوافدين، من مختلف المناطق اللبنانية، فكانت فرصة للعب بكرات الثلج واللهو بصنع التماثيل الثلجية وسط أجواء من البهجة بهذا الزائر الأبيض.
وتجاوزت كمية الثلج المتساقط في أعالي جبل الشيخ حوالي الـ 3 أمتار، وفي الهضاب الغربية للجبل وصلت إلى ما بين الـ 50 الى 70 سنتيمترا، حسبما ذكرت مصادر قوى الأمن الداخلي اللبناني لوكالة أنباء ((شينخوا)).
وكانت العاصفة الثلجية التي ضربت لبنان والدول المجاورة وهي الثانية خلال شهر يناير، غطت حوالي ثلث مساحة لبنان البالغة 10452 كيلو مترا مربعا.
كما أكد مصدر في وزارة الموارد المائية والكهربائية اللبنانية لـ ((شينخوا))، أن الأمطار الغزيرة التي تساقطت أدت إلى تفجير الينابيع اللبنانية في المحافظات الخمس.
وعند ساعات الظهر قصد ابو عامر وعائلته المؤلفة من اربعة أشخاص مرتفعات شبعا لقضاء ساعات عدة يلعبون خلالها بكرات الثلج والتزحلق في ظل أشعة شمس كسرت من صقيع هذه المنطقة.
الحال نفسه كان مع اللبناني جمال شحرور الذي لم يفوت الفرصة للاستمتاع بهذا المشهد.
وقال شحرور (47 عاما) لـ ((شينخوا))، "لم نشاهد كثافة هذا الثلج منذ سنوات، شعور جميل ولحظات فيها الكثير من السعادة فأولادي الثلاثة تغمرهم الفرحة بهذا البساط الأبيض".
وأشارت زوجته حليمة والتي كانت ترتدي معطفا صوفيا وعلى رأسها قبعة بنية اللون، الى أن اللعب بالثلج ممتع، وقالت "لقد التقطنا صورا تذكارية مع العائلة سننشرها على صفحات الفيسبوك".
من جهتها، قالت الفتاة العشرينية سميرة قصب لـ ((شينخوا))، "استهوى زملائي في الجامعة ثلج هذه المرتفعات فقضينا عطلة ممتعة فيها الكثير من التفاؤل بموسم سياحي ممتاز".
أما اميل جودية (40 عاما) فقد اختار ثلوج جبل الشيخ ليحتفل مع عائلته وأصدقائه بعيد ميلاده الأربعين فكان أن قطع قالب الكيك بعد تركيزه فوق رجل الثلج.
في حين انهمك سامر غندور بوضع رجل الثلج على مقدمة سيارته لينطلق بها لاحقا باتجاه مدينته النبطية والتي لم تنعم ببركة الثلج بعد.
من جهته، أكد قاسم نبعة (54 عاما) لـ ((شينخوا)) أن كمية الثلج الكبيرة هذا العام ستنعكس إيجابا على أشجار اللوزيات خاصة الكرز والتفاح في الصيف القادم.
وأضاف نبعة "البرودة تلائم هذه الأشجار وتعمل على قتل الحشرات مما سينعش حتما المواسم الصيفية التي يعتمد على انتاجها المزارع في الريف اللبناني".
وكانت الثلوج هدفا لهواة قيادة السيارات الرباعية الدفع الذين توجهوا بموكب حاشد ضم حوالي 32 سيارة الى مرتفعات شبعا، كما قال لـ((شينخوا)) نزيه ماضي منسق هذه الهواية.
وقال جهاد (18عاما)، والمشارك في هذا النشاط الترفيهي، ان "التشفيط على الثلج والمتناغم مع هدير السيارات وما تنفخه من دخان أسود فوق بساط أبيض متعة لا تقاوم حقا".
"انها فرصة لا تتكرر سوى مرة أو مرتين في العام، لقد بات التشفيط على الثلج عرفا سنويا في أيام الصقيع" يقول جهاد..
أما الطفل السوري حسن زريق (9 سنوات) النازح من ادلب الى بلدة شبعا والذي حرصت والدته على ان يرتدي جاكيت من الصوف وقفازات حمراء اللون تقيه برد يناير القاسي، كان همه جمع كمية من الثلج لصنع تمثال رجل الثلج الذي كان يشاهده في كتب الدراسة.
وأضاف حسن "أجهد ليكون تمثالي هو الأجمل، وضعت على رأسه قبعة حمراء وفي فمه سيجارة والتقطت الصور بجانبه"، ويختم بالقول "صنع رجل الثلج متعة تستهويني".
وقصد عشرات الشبان من هواة الصيد مرتفعات جبل الشيخ يتباهون بأسلحتهم وملابسهم المرقطة همهم كما قال الصياد صابر حمد ملاحقة طيور الحجل التي تهرب من المرتفعات الى المناطق المنخفضة كما نصطاد أيضا طائر السمن الذي يأتينا في هذه الفترة من تركيا.
وقال جمال شحروري النازح من بيت جن الى حاصبيا ان الثلج زائر جميل بالرغم من أن بعض الناس لا تملك وقودا للتدفئة خاصة النازحين السوريين، الذين يعانون من أزمة خانقة في وقود التدفئة والغاز المنزلي وتقنين الكهرباء لساعات طويلة، مما يرفع من أعبائهم في هذا الشتاء القارس البرودة.