طرابلس 21 يناير 2019 /وقعت القوات المتنازعة في جنوب العاصمة الليبية طرابلس مساء اليوم (الإثنين) اتفاقا نهائيا لوقف إطلاق النار، بوساطة محلية، حسب قناة (ليبيا) الفضائية الخاصة.
وأوردت القناة مراسم توقيع الاتفاق رسميا بفندق "باب البحر" في طرابلس بين أعيان ومشايخ وحكماء ترهونة، ونظرائهم في طرابلس، بحضور ممثلين عن الطرفين المتنازعين، وهما قوة "حماية طرابلس" و"اللواء السابع".
وتم التوصل للاتفاق بوساطة قادها وفد مصالحة من أعيان ومشايخ مدينة بني وليد برئاسة الشيخ محمد البرغوثي.
وقال البرغوثي، في كلمة "توصلنا برضا كافة الأطراف وفي أجواء أخوية لوقف نهائي لإطلاق النار جنوب طرابلس والتهدئة، وسحب القوات 15 كيلومترا عن آخر نقطة من الحدود الإدارية لكل طرف، وإعادة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة إلى داخل ثكناتها".
وأضاف البرغوثي أنه "تم الاتفاق أيضا على فتح الطرق وإزالة السواتر الترابية، وتبادل الأسرى والمعتقلين وأخذ كافة الالتزامات لتنفيذ الاتفاق، ورفع الغطاء الاجتماعي عن المجرمين وعدم مساندتهم عسكريا".
كما تم تفويض مديريات الأمن في مناطق الاشتباكات بتأمين الطريق الرابط بين منطقتي فم ملغة وقصر بن غشير والطرق المجاورة وعدم التعرض لمنتسبيها من كلا الطرفين.
واندلعت اشتباكات عنيفة جنوب العاصمة طرابلس الأربعاء الماضي بين قوات اللواء السابع المنحدر من ترهونة الواقعة على بعد (80 كلم) جنوب العاصمة وقوة "حماية طرابلس"، خلفت 16 قتيلا وأكثر من 60 جريحا، وفقاً لإحصائية طبية.
وقوة "حماية طرابلس" هي تحالف مجموعات مسلحة موالية لحكومة الوفاق، تشكلت عقب الاشتباكات الدامية التي شهدتها مناطق جنوب العاصمة العام الماضي.
وشهدت أطراف طرابلس اشتباكات في أغسطس من العام 2018 بين قوات موالية لحكومة الوفاق واللواء السابع بترهونة استمرت شهرا كاملا وخلفت 117 قتيلا وأكثر من 500 مصاب بجروح قبل نجاح وساطة قادتها الأمم المتحدة في إيقافها.
لكن الاشتباكات تجددت في هذه المنطقة بعد صمود اتفاق لوقف إطلاق النار جنوب طرابلس برعاية الأمم المتحدة لنحو أربعة أشهر.
ورحبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بجهود الوساطة، وتمنت النجاح لاتفاق وقف إطلاق النار.
وقالت البعثة في تدوينة عبر صفحتها الرسمية في (فيسبوك) اليوم إن "غسان سلامة الممثل الخاص للأمين العام اتصل بالشيخ محمد البرغوثي الورفلي، وشكره ومن رافقه من الحكماء والأعيان على الجهود الجبارة التي بذلوها لإعادة الوئام والسلم بعد الاشتباكات الدامية جنوبي العاصمة".
وتمنت البعثة الأممية النجاح والتطبيق الصادق للاتفاق الذي تم التوصل إليه.
ويرأس الشيخ محمد البرغوثي المجلس الاجتماعي لقبائل ورفلة بمدينة بني وليد الواقعة على بعد (180 كلم) جنوب غرب طرابلس، وهو مجلس يضم حكماء وأعيان وشيوخ واحدة من أكبر القبائل الليبية.