القاهرة 17 يناير 2019 / رأى مراقبون سياسيون، أن جولة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو للشرق الأوسط لم تكن ناجحة، ولم تحقق أهدافها بالكامل.
وشملت جولة بومبيو كلا من الأردن ومصر والبحرين والإمارات والعراق والسعودية وسلطنة عمان وقطر.
وكان من المفترض أن تشمل الجولة أيضا الكويت، لكن وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت أن بومبيو أجل زيارته للدولة الخليجية إلى وقت لاحق، بعد أن قطع زيارته للشرق الأوسط لحضور جنازة عائلية.
وقالت الدكتورة نهى بكير أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية في القاهرة، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الهدف الرئيسى لزيارة بومبيو هو إقامة تحالف عربى ضد إيران، بالإضافة إلى أهداف ثانوية أخرى.
وأضافت أنه استناداً إلى هذا الهدف الرئيسي، فقد تم اختيار دول الجولة بعناية، موضحة أن الركيزة الأهم لبناء هذا التحالف هي إعادة قطر إلى التحالف العربي.
وكان بومبيو دعا إلى إنهاء الأزمة المستمرة بين قطر وجاراتها في منطقة الخليج بشكل أساسي.
وأكد بومبيو، أثناء تواجده في قطر، أهمية وحدة مجلس التعاون الخليجي في الأيام القادمة.
وكانت المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات ومصر قد قطعت علاقاتها مع قطر في يونيو 2017، بعدما اتهمت الدوحة بدعم الإرهاب، الشيء الذي نفته قطر بشدة.
وقال بومبيو في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إن استقالة الجنرال أنطوني زيني من منصبه كمبعوث أمريكي لحل الأزمة الخليجية لا تعكس أي تغير في جهود وسياسة واستراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط والتزامها في المنطقة.
وشدد على أن وجود مجلس تعاون خليجي موحد أمر مهم للتحالف الاستراتيجي المرتقب أو ما يعرف بـ "الناتو العربي".
وحسب بكير، لا يوجد إجماع بين الدول المقاطعة لقطر على حل الأزمة، وهو ما يعني أن دعوات بومبيو لإنهاء المشكلة لم تنجح، كما أرادت الإدارة الأمريكية.
وفيما يخص ايران، أوضحت بكير أن أولويات الدول العربية بشأن النظام الإيراني مختلفة.
وكان بومبيو أعلن خلال خطاب ألقاه في الجامعة الأمريكية بالقاهر أثناء زيارته مصر، أن بلاده تعمل على تأسيس تحالف استراتيجي شرق أوسطي، لمواجهة الأخطار وتعزيز التعاون.
وأكد أن "الدول في المنطقة لن تنعم أبدا بالأمن وتحقق الاستقرار الاقتصادي أو أحلام شعوبها طالما واصل النظام الإيراني نهجه الحالي"، مضيفا أن الحكومة الأمريكية تقف إلى جانب الشعب الإيراني في سعيه إلى "الحريات الجديدة" التي يستحقها.
وقالت بكير، إن الأولويات في زيارة بومبيو لمصر كانت مختلفة عن أولوياته في بقية دول المنطقة، مشيرة إلى أن السياسات الخارجية المصرية منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي السلطة، تستند إلى عدم الانضمام إلى أي تحالف أو إرسال قوات إلى الخارج، الأمر الذي تدركه الولايات المتحدة.
وأوضحت أن "هذا كان جليا خلال لقاء بومبيو نظيره المصري سامح شكري في القاهرة، فبينما ركز الأول على تشكيل تحالف لمجابهة النفوذ الإيراني، ركز شكري على مكافحة الإرهاب بكل أشكاله".
وأكدت أن بومبيو لم يتطرق إلى القضية الفلسطينية، التي تمثل أولوية كبيرة لمصر.
ورأت أن زيارة بومبيو لم تكن ناجحة، كما كانت تأمل الادارة الأمريكية، كما أن جولته قوبلت بعدم رضا شعبي واسع.
وقالت إن الشعب العربي يرى أن الولايات المتحدة هي القوة الرئيسية وراء تدمير العراق، بالإضافة إلى استغلال وتقليص الثروات العربية وإدخال المنطقة في حالة من الفوضى.
وتوقعت بكير، أن يشهد عام 2019 تغييرا في التحالفات في المنطقة.
وشاطرها الرأي، الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة قائلا إن زيارة بومبيو لم تحقق نتائج إيجابية "لأن الجانب الأمريكي أراد فقط التركيز على الفراغ السياسي في سوريا والمنطقة العربية، وكذلك الأزمة القطرية".
وأوضح فهمي، لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن "أجندات الدول العربية أجبرت بومبيو على الابتعاد عن جدول أعماله خلال جولته"، مؤكدا أن الوزير الأمريكي جاء لتسويق سياسات الإدارة الأمريكية كقوة إنقاذ للمنطقة العربية، بينما بعث العرب برسالة مفادها أنهم قادرون على التعامل مع مشاكلهم الخاصة.
وأضاف أن الطموح الأمريكي لتشكيل حلف ناتو عربي معاد لإيران أمر صعب وسط خلافات بين القادة العرب حول بعض الملفات فيما يخص إيران وغيرها.
وأشار إلى أن الانسحاب الأمريكي من سوريا كان محبطا أيضا لبعض القادة العرب، ولفت الى أن الجيش الأمريكي مازال موجودا في المنطقة من خلال تواجده في القاعدة العسكرية الأمريكية في قطر.
وختم أن "زيارة بومبيو لم تكن ناجحة بأي شكل من الأشكال، إذ فشل في إقناع العرب بتشكيل تحالف ضد إيران، كما فشلت في التوصل إلى مصالحة بين قطر والدول المقاطعة لها".