وزير خارجية إيران يصل إلى بغداد بعد أيام من زيارة مفاجئة لنظيره الأمريكي إلى العراق (3)

/مصدر: شينخوا/  2019:01:14.10:06

بغداد 13 يناير 2019 /وصل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، اليوم (الأحد) إلى بغداد في زيارة رسمية يلتقي فيها قادة العراق، في محاولة لاحتواء "التحريض الأمريكي" ضد طهران، وذلك بعد أيام من زيارة مفاجئة لنظيره الأمريكي مايك بومبيو، حسب الإعلام الرسمي العراقي.

وقالت قناة ((العراقية)) المملوكة للدولة إن وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم، استقبل الوزير الإيراني والوفد المرافق له في مقر الوزارة، دون مزيد من التفاصيل.

وبحث الحكيم وظريف خلال اللقاء العلاقات الثنائية بين بغداد وطهران، والملفات التي تهم البلدين الجارين، حسب بيان لوزارة الخارجية العراقية.

ونقل البيان عن الحكيم تأكيده انفتاح العراق على دول العالم كافة، وخاصة دول الجوار على أساس المصالح المشتركة، ودفع الأخطار المشتركة.

ووصف الحكيم اللقاء مع وزير الخارجية الإيراني بـ"المثمر".

وقال الوزير العراقي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني في مقر وزارة الخارجية "تبادلنا الحلول المطروحة للقضاء على الإرهاب في سوريا، ودعم الحكومة السورية ووحدة أراضيها وسيادتها على جميع الأراضي السورية".

وتابع "بحثنا دعم جهود العراق لعودة سوريا إلى الجامعة العربية"، التي تعلق عضوية سوريا منذ العام 2011.

وفي السياق، قال ظريف "سنعمل بشكل مشترك مع العراق لإعادة سوريا إلى الصف العربي، ومواجهة التحديات التي تحصل في المنطقة".

وأكد وقوف إيران إلى جانب العراق في حربه ضد الإرهاب، والاستمرار في تقديم الدعم والمساندة في إعادة الإعمار.

وبحث الجانبان أيضا "الإجراءات الاقتصادية الأحادية الأمريكية والعمل مع الجارة إيران" بشأنها، بحسب الحكيم.

وقال وزير الخارجية الإيراني في هذا الإطار إنه بحث مع نظيره العراقي العقوبات الأمريكية ضد طهران وتنسيق المواقف في المحافل الدولية بما يخدم مصلحة شعوب المنطقة، والقضايا التي تهم البلدين الجارين.

وفرضت واشنطن في السابع من أغسطس الماضي حزمة من العقوبات بعد انسحابها بنحو شهرين من الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني الذي وقع بين إيران والدول الست الكبرى (الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا)، وفي الخامس من نوفمبر الماضي فرضت الحزمة الثانية من العقوبات ضد إيران، والتي شملت قطاع الطاقة والنفط وقطاع البنوك.

وحصل العراق على استثناء من العقوبات الأمريكية على إيران لحماية قطاع الكهرباء، بعد مفاوضات بين مسؤولين عراقيين وأمريكيين ممثلين للبيت الأبيض ووزارة الخزانة الأمريكية.

وشملت مباحثات الوزيرين أيضا مسائل الحدود المشتركة البرية والنهرية بين البلدين، والمشاكل العالقة في الملاحة بشط العرب وقضايا الحدود.

وأشار الحكيم إلى تشكيل لجنة مشتركة بين البلدين لوضع حلول لهذه المشاكل وتسهيل إجراءات الحصول على تأشيرة الدخول لمواطني البلدين.

وفي وقت لاحق مساء اليوم، التقى ظريف برئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي.

وقال عبدالمهدي، بحسب بيان صادر عن مكتبه، خلال اللقاء "إن سياسة العراق مبنية على إقامة أفضل العلاقات مع جيرانه كافة، ويتطلع لمستقبل أفضل للعلاقات الثنائية مع الجمهورية الإسلامية".

ولم يتطرق البيان إلى مباحثات الجانبين خلال اللقاء، لكنه نقل عن ظريف تأكيده وقوف إيران بجانب العراق وحكومته وتعزيز نظامه السياسي والديمقراطي والسعي لتوسيع العلاقات بين البلدين في جميع المجالات.

وتهدف زيارة ظريف إلى "محاولة استيعاب التحريض الأمريكي الرامي إلى عزل إيران إقليميا، والتأكيد على متانة العلاقات المشتركة التي تربط بغداد بطهران"، حسب ما ذكرت صحيفة ((الصباح)) العراقية المملوكة للدولة اليوم.

وقالت السفارة الإيرانية في بغداد في بيان إن زيارة ظريف تشمل بغداد واربيل والسليمانية.

ويرافق وزير الخارجية الإيراني وفد يضم أكثر من 30 شخصية سياسية واقتصادية، حسب السفارة.

وكانت السفارة قد قالت في وقت سابق إن ظريف سيلتقي مع يوم غد الإثنين رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، قبل أن يلتقيه مساء اليوم.

ومن المرتقب أن يلتقي ظريف أيضا رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي.

ويشارك ظريف أيضا الإثنين في ندوة إقتصادية من المقرر عقدها في بغداد بين التجار والمستثمرين العراقيين والإيرانيين برئاسة وزير التجارة العراقي.

وأشارت إلى أن الوزير الإيراني سيلتقي مع الرئيس العراقي برهم صالح، بعد ظهر يوم غد أيضا.

وقالت السفارة الإيرانية إن ظريف سيتوجه صباح الثلاثاء إلى اربيل للقاء مسؤولي كردستان، فضلا عن المشاركة في ندوة إقتصادية ثانية بين التجار الإيرانيين والكردستانيين، لافتة إلى أنه سيتوجه ظهر الثلاثاء إلى السليمانية للقاء القادة الأكراد.

وكان وزير النفط الإيراني بيجين زنكنه، قد بحث الخميس الماضي، في بغداد مع رئيس الحكومة العراقية ونوابه آلية تسديد مستحقات مالية على العراق جراء استيراد الطاقة الكهربائية والغاز، وتم الاتفاق على تشكيل لجنة فنية مختصة من الطرفين في هذا المجال.

وتأتي زيارة ظريف بعد أربعة أيام من زيارة مفاجئة لوزير الخارجية الأمريكي إلى العراق، في إطار جولة شرق أوسطية قال مسؤولون بارزون بالخارجية الأمريكية إنها ستركز على "موضوعين"، هما تعزيز الالتزام تجاه المنطقة بعد قرار واشنطن المتعلق بالانسحاب من سوريا، ومواجهة "الأعمال المزعزعة للاستقرار" الإيرانية.