تعليق: الولايات المتحدة تجدد مسرحية هزلية من خلال اتهام الصين بالتجسس السيبراني

بكين 25 ديسمبر 2018 /أحرجت الولايات المتحدة نفسها مجددا باتهامها اثنين تزعم أنهما من مخترقي الشبكات الصينيين باختراق أجهزة كمبيوتر تابعة لهيئات حكومية وشركات في الولايات المتحدة، وفي دول أخرى.

إنها حملة افتراء تقوم بها الولايات المتحدة، التي تصوّر نفسها بشكل روتيني كضحية للتجسس السيبراني في الوقت الذي توجه فيه إصبع الاتهام إلى مكان آخر.

وقد اتخذت واشنطن هذه المرة نهجا مختلفا، إذ شددت على أن مخترقي الشبكات الصينيين المزعومين سرقوا أسرارا من دول أخرى كذلك.

هناك مشكلة واحدة فقط: لا يوجد دليل قاطع لدعم هذه الجرائم المزعومة.

وأكدت شركة ((انترناشونال بيزنس ماشين- آى بي إم))، المدرجة على قائمة "الشركات التي وقعت ضحية الاختراق"، أنها لا تمتلك أي دليل بشأن اختراق بيانات حساسة ومعلومات تخص العملاء لديها.

وفي الواقع، لم تكن هذه هي المرة الأولى بالنسبة للولايات المتحدة، التي لديها سجل سيئ السمعة في القضايا السيبرانية ، لإلصاق اتهامات لا أساس لها بـ "مخترقي شبكات صينيين" عبر مصادر مجهولة.

ومنذ عدة سنوات، ذكرت صحيفة ((نيويورك تايمز)) الأمريكية أن "مدرسة لانكسيانغ المهنية"، وهي مدرسة مهنية صينية تقدم دروسا في موضوعات مثل الطبخ وإصلاح السيارات وتصفيف الشعر، هى "معقل صيني لمخترقي الشبكات"، وهو ما يجعل مصدر الأخبار هو نفسه مصدر النكات العامة.

وبالمصادفة ، زعمت مجلة ((بلومبيرج بيزنس ويك)) في تقرير صدر قبل شهرين، أن الصين زرعت رقائق خبيثة في أجهزة الشركات الأمريكية، والتي قوبلت بنفي سريع من قبل شركتي أبل وأمازون.

ولفترة طويلة، لم يخفَ على أحد أن الاستخبارات السيبرانية والقوات السيبرانية المؤسسية الأمريكية تخترق الحكومات والشركات والأفراد الأجانب وتتنصت عليهم. لكن السلطات الأمريكية ووسائل الإعلام الغربية يعملون بجد على صرف الانتباه عن هذه الحقيقة غير السارة من خلال توجيه اتهامات غريبة ضد الصين بدلا من ذلك.

وبينما تصمد الصين في مجال حماية الأمن السيبراني ومعارضة جميع أشكال التجسس السيبراني، فإن مزاعم الولايات المتحدة بالتجسس السيبراني ضد الصين غير مقبولة وانتهكت المعايير الأساسية للعلاقات الدولية وقوّضت التعاون الصيني-الأمريكي بشكل خطير.

كما ينبغي ألا يغيب عن أذهاننا أن اتهام الآخرين بالتجسس السيبراني لمجرد الإساءة والتشكيك في بلد ما، لن يساعد في معالجة قضايا الأمن السيبراني على المدى الطويل. دعونا نأمل أن تفهم واشنطن ذلك الأمر بسرعة.