بكين 23 ديسمبر 2018 /حظيت إنجازات التنمية التي أحرزتها الصين خلال العقود الأربعة الماضية بإشادة كبيرة باعتبارها "معجزات" للتاريخ البشري، ويتوقع اقتصاديون مثل لي داو كوي مزيدا من العجائب في المستقبل.
وخلال مقابلة مع وكالة أنباء (شينخوا)، قال لي، الذي يشغل حاليا منصب رئيس المركز الأكاديمي للممارسات والأفكار الاقتصادية الصينية في جامعة تسينغهوا "مقتنع بقدرة الصين على خلق مزيد من المعجزات."
ويوافق العام الجاري الذكرى السنوية الـ40 لسياسة الإصلاح والانفتاح الصينية التي أدت إلى إصلاحات موجهة نحو السوق وتفاعلات متزايدة للصين مع بقية العالم.
ووفقا لتقديرات لي، من المرجح أن يحافظ الاقتصاد الصيني على نمو مستقر وسريع نسبيا حتى عام 2050، وهو العام الذي تهدف الصين خلاله إلى أن تصبح دولة اشتراكية حديثة كبرى.
وأوضح لي "ذلك يعني إحراز سلسلة من إنجازات النمو المستقر على مدار 72 عاما [بما في ذلك ال40 عاما الماضية]، وماراثون بدون عقبات ومعجزة عظيمة في تاريخ التنمية."
نجحت الصين في تسجيل متوسط نمو سنوي نحو 9.5 بالمئة على مدى السنوات الـ40 الماضية، ما أدى إلى انتشال أكثر من 700 مليون شخص من الفقر وتحويلها من دولة فقيرة إلى دولة ذات دخل فوق متوسط.
ويعتقد لي أن "المعجزات" الاقتصادية الصينية التي جاءت نتيجة سياسة الإصلاح والانفتاح منذ عام 1978 مهمة في ثلاثة أبعاد: إسهام البلاد في أكثر من 70 بالمئة في الحد من الفقر العالمي ومعدل نمو لا مثيل له لأي اقتصاد في مرحلة اللحاق بالركب وغياب النمو السلبي خلال هذه الفترة.
ولفت إلى أنه "لا يزال الاقتصاد الصيني يتمتع بكثير من الإمكانات غير المستغلة"، مضيفا أن "الابتكارات التكنولوجية والتحديثات الصناعية والحضرنة والتحديثات الاستهلاكية ستتيح فرص نمو جديدة."
وإلى جانب إنجازات التنمية الاقتصادية، يتوقع لي أن تقيم الصين نظام حوكمة حديث يتناسب مع ظروفها الوطنية بحلول 2050، مع التعامل المناسب إزاء قضايا اجتماعية مثل التعليم والرعاية الطبية ورعاية المسنين.
ونوّه إلى أن "الصين ستنجح في تحقيق نمو مستقر وستحقق الحوكمة الحديثة مع الاستمرار في اتباع مسار التنمية السلمية على مدار هذه الفترة الطويلة"، مشيرا إلى أن الصعود الاقتصادي للبلاد لم يبرز أي توسع أو هيمنة على المستوى العسكري، ولكنه واصل التنمية المشتركة."
وأكد لي أن "المعجزة الصينية المقبلة تستحق الانتظار."
وتقترب البلاد من مركز المسرح العالمي على انها مدافعة معترف بها على نطاق واسع عن السلام العالمي ومساهمة في التنمية العالمية ومؤيدة للنظام الدولي.
وأوضح لي أن الاستقرار الاجتماعي والسياسي والتحسين المستمر للنظامين الاقتصادي والسياسي والتنمية السلمية واستيعاب أفضل الممارسات في البلدان الأخرى في إدارة الاقتصاد والمجتمع، من العوامل الرئيسية وراء نجاح الصين على مر السنين.
واختتم المقابلة "الآن، تستطيع الصين تقديم مشورة عملية للعالم مستمدة من أفضل الممارسات الخاصة بها في مجال التنمية."