لندن 12 ديسمبر 2018 / كانت هناك ردود فعل سريعة من مختلف ألوان الطيف السياسي في بريطانيا يوم الأربعاء بعدما تغلبت رئيسة الوزراء تيريزا ماي على تحدي لقيادتها، حيث دعت جميع الساسة إلى "المضي قدما في بريكست".
وفي تصويت على حجب الثقة عنها أجراه نواب حزب المحافظين الذي تنتمي إليه، فازت ماي بدعم 200 مشرع فيما قال 117 آخرون إنهم لا يثقون بها كزعيمة للحزب.
وقالت ماي في تصريح أمام مكتبها في داونينغ ستريت عقب إعلان النتيجة إنها ستسعى للحصول على ضمانات قانونية وسياسية من الاتحاد الأوروبي حيال موقف الحدود مع آيرلندا، وهي قضية شكلت أحد العقبات الرئيسية أمام اتفاقها بشأن بريكست.
وذكرت رئيسة الوزراء إنها عاشت يوما طويلا مليئا بالتحديات، ولكن في نهايته كان من دواعي سرورها الحصول على دعم زملائها في التصويت.
وأضافت "بينما أنا ممتنة لذلك الدعم، فإن عددا كبيرا من زملائي أدلوا بأصواتهم ضدي. لقد استمعت إلى ما قالوه".
ولفتت ماي إلى أن لديها الآن مهمة متجددة لإعادة لم شمل البلاد، قائلة إنه "بعد هذا الاقتراع نحتاج الآن لمواصلة مهمة تحقيق بريكست من أجل الشعب البريطاني وبناء مستقبل أفضل لهذا البلد".
وذكرت صحيفة ((ديلي تليغراف)) اللندنية أن مخاطر كبيرة لرئاستها للوزراء ستظل قائمة في الأسابيع المقبلة.
وكانت ماي قد ألمحت قبل الاقتراع أنها لن تقود حزب المحافظين في الانتخابات العامة البريطانية المقبلة المقرر إجراؤها في عام 2022.
ويقال إن هذا الضمان قد أكسبها دعما من بعض النواب الذين كانوا سيصوتون ضدها.
ووصف أحد أشد منتقدي ماي، وهو النائب المحافظ جاكوب ريز موغ، النتيجة بأنها رهيبة بالنسبة لماي لكنه قال إنه يقبل نتيجة التصويت على حجب الثقة. وأضاف أن ماي لايزال ينبغي عليها مقابلة الملكة اليزابيث الثانية وتقدم استقالتها.
أما جيريمي كوربين زعيم حزب العمال المعارض الرئيسي، فقال إن التصويت لم يحدث فرقا في حياة الشعب البريطاني.
وذكر كوربين "لقد خسرت رئيسة الوزراء ما تتمتع به من أغلبيته في البرلمان، وحكومتها في حالة فوضى، وهي غير قادرة على إبرام اتفاق بريكست يفيد البلاد ويضع الوظائف والاقتصاد في المقام الأول".
وأشار كوربين إلى أنه يجب عليها الآن أن تعيد "اتفاق بريكست الهزيل" إلى مجلس العموم في الأسبوع المقبل حتى يتمكن البرلمان من استعادة السيطرة.
وأضاف أنه من الواضح أن ماي لم تكن قادرة على التفاوض على التغييرات اللازم إدخالها على اتفاقها في أوروبا.
وقال كوربين "إن حزب العمال مستعد للحكم من أجل البلاد بأسرها وإبرام اتفاق يحمي المستويات المعيشية وحقوق العمال".
ورحب بالنتيجة وزير الخزانة البريطاني فيليب هاموند. وذكر أن "التصويت الذي جرى الليلة على الثقة في رئيسة الوزراء هو الإجراء الصحيح. والآن حان الوقت للتركيز على المستقبل. فاتفاقها يعني أننا سنحترم نتيجة الاستفتاء فيما نحمى الوظائف ونحافظ على ثقة الأعمال".
ومن ناحية أخرى، قال وزير النقل كريس غريلنغ إن النتيجة كانت تصويتا قويا على دعم ماي.
ووصف النائب البرلماني أوين باترسون الذي أكد أنه كتب رسالة لحجب الثقة للمساعدة في إطلاق هذا التصويت، وصف النتيجة بالنسبة لماي بأنها ضعيفة للغاية.
وذكر "لقد حصلت على أقل من نصف أصوات أعضاء البرلمان من شاغلي المقاعد الخلفية"، مضيفا "يجب عليها الآن الاستماع إلى أولئك الذين ينتمون إلينا وقلقين من كونها فشلت في تنفيذ تعهدات برنامجنا الواضح بترك السوق الموحدة والاتحاد الجمركي واختصاص محكمة العدل الأوروبية".
وقال نايجل فاريج العضو بالبرلمان الأوروبي وأحد مؤسسي حزب الاستقلال البريطاني، وهو الحزب الذي تأسس قبل عقود للقيام بحملة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قال "السيدة ماي تعرج إلى إخفاقها المقبل، فالاتفاق لن يحظى بالموافقة والأزمة الحقيقية باتت قريبة".