تحقيق إخباري : بمناسبة اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة فتاة سورية تتمنى منح الفرص لهم لاظهار مهاراتهم

دمشق 3 ديسمبر 2018 /قالت رؤى حمزة ، البالغة من العمر 25 عاما ، والتي تجلس على كرسي متحرك ، إن الأشخاص الذين يعانون من إعاقات جسدية يحتاجون إلى فرصا أكثر ليكونوا جزءا نشطا في المجتمع ، وليس التعاطف معهم فقط ، معتقدة أن هذه الشريحة يمكن أن تفعل أشياء عظيمة إذا كانوا تحت دائرة الضوء ومنحوا الفرص لإظهار قوتهم الحقيقية ومهاراتهم ، وإثبات ذواتهم .

وتنتقل الشابة السورية حمزة إلى خارج منزلها على كرسي متحرك في حين تمكنت من الوقوف بمساعدة أمها والتحرك داخل المنزل بعد أن عانت من وضع ما بعد الولادة وخضعت لعدة عمليات جراحية بهدف التخلص من الإعاقة ، ولكن كل المحاولات باءت بالفشل ، ولم تتمكن من المشي بمفردها بشكل مستقل حتى الآن.

وخلافا لمعظم الفتيات اللاتي يعجبهن غرف نومهن أكثر من غيرها ، قالت الشابة حمزة إن الجزء المفضل لديها من المنزل هو المطبخ ، حيث تقضي أوقاتها في العمل على الكمبيوتر المحمول الخاص بها لكتابة المواضيع عن الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ونشرها على المواقع المتخصصة في هذا الجزء من المجتمع.

وإلى جانب عملها التطوعي ، فإن الشابة حمزة لديها وظيفة يومية في مؤسسة حكومية بالقرب من منزلها الكائن بلدة صحنايا بريف دمشق الجنوبي الغربي .

وشاركت حمزة في العديد من الفعاليات التي نظمت لذوي الاحتياجات الخاصة ، وكانت مديرة في مشروع إنساني لمثل هؤلاء الأشخاص في جوارها.

وعلى الرغم من حقيقة أن حركتها قد تبدو مشكلة بالنسبة لها ، إلا أن الشابة حمزة تمتلك إرادة قوية ، وتقبل على الحياة بكثير من التفاؤل ، وقد يلحظ المرء ذلك من خلال النظر الى عيناها اللتان تبرقان بالتحدي في تغيير نظرة المجتمع لذوي الاحتياجات الخاصة والامل في تحقيق كل شيء يطلب منها .

بالنسبة لها ، فإن اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة الذي يحتفل به كل عام يوم 3 ديسمبر والذي كانت بداية الاحتفال به منذ عام 1992 مناسبة هامة لتوجيه رسالة إلى المجتمع والعالم مفادها أنها هي والناس من ذوي الاحتياجات الخاصة يتمتعون بقدرات فريدة وأنهم يستطيعون أن يفعلوا أشياء كثيرة ، مفيدة للمجتمع .

وقالت حمزة لوكالة انباء ( شينخوا) اليوم ( الاثنين ) وهي ترتدي سترة زرقاء جميلة وبنطال جينز وحذاء رياضي إنها لا تعرف المستحيل وأن أحلامها لا تنتهي أبدا وأن حلمها أن تصبح محررة إعلامية لتكون قادرة على إيصال صوتها وصوت اقارنها من ذوي الاحتياجات الخاصة لاكبر شريحة ممكنة بالمجتمع .

وقالت " أنا لا أعرف المستحيل وأحلامي لا تنتهي، لأنني أريد أن أكون نموذجاً يحتذى لكل شخص يعاني من إعاقة" وأن يكون لدى مركز خاص أساعد فيه هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من إعاقات لرؤية مطالبهم واحتياجاتهم وما ينبغي تقديمه لهم أو الفرص التي ينبغي أن تقدم لهم ، بينما حلمي على المستوى الشخصي أن أحصل على فرصة للعلاج من أجل الشفاء ".

وقالت حمزة إنها دائما في تحد مستمر مع وضعها ، وهذا الشيء يضعها في منافسة دائما لكي تحقق احلامها .

وأضافت حمزة "لا شيء بالنسبة لي هو مستحيل. أريد كسر الحاجز بيني وبين وضعي وأنا الآن في منافسة وتحدي بين طموحي وموقفي ".

وبالنسبة لهذه الشابة الطموحة وصاحبة العزيمة القوية ، فإن مفهوم الإعاقة هو مفهوم خاطئ ، مبينة أن الإعاقة موجودة لدى الذين يضعون العقبات أمام طموح ذوي الاحتياجات الخاصة فهؤلاء هم من يعانون من الإعاقة .

وقالت "لطالما كانت سوريا معروفة بسلامها وأمنها ، وقد حرمنا من ذلك خلال الحرب لأن أبسط شيء بالنسبة لنا هو أننا لم نتمكن من ممارسة أسلوب حياتنا المعتاد".

وأضافت حمزة تقول "عندما كنا نسمع أصوات الانفجارات والشعب في الشوارع الذين سيتعرضون للأذى ، فقد فقدت أنا شخصياً الأمل لبعض الوقت في أن أتمكن من الانتقال في عملي ، وتضاءلت أحلامي خلال تلك الفترة على أمل أن أكون آمنة مع عائلتي ، لذلك كان للحرب تأثير سلبي على نفسي ".

وتمتلك الشابة حمزة رؤية خاصة لمفهوم الإعاقة فهي بالنسبة لها الإعاقة هي إعاقة أخلاقية .

وبمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة ، كانت الشابة حمزة تأمل أن يكون لجميع المعاقين مستقبل مشرق.

وقالت "أتمنى الخير لجميع الأشخاص ذوي الإعاقة ، وقد تكون جميع أبواب الحياة والطرق مفتوحة لهم لأننا حقا نستحق أن نكون في مكان مناسب لنا" .

وأعربت عن أملها في أن يكون بالمستقبل هناك تكافؤ فرص لذوي الاحتياجات الخاصة ، وأن تقوم الدولة السورية بتكثيف الندوات والمحاضرات عن كيفية التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة .