أكد مدير صندوق تطوير المناطق العشوائية بمصر، المهندس خالد صديق، القضاء على المناطق العشوائية غير الأمنة منتصف عام 2019.
وقال صديق في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء (شينخوا) إنه من المقرر وفقا لتكليف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، القضاء على المناطق العشوائية غير الآمنة، منتصف العام المقبل 2019، على أن يتم القضاء على نسبة 80 بالمائة منها بنهاية العام الجاري.
وأضاف أنه عندما تولى السيسي رئاسة مصر عام 2014، كان هناك حوالي 366 منطقة عشوائية غير آمنة، ونحو 40 بالمائة من المسطح العمراني لمصر غير مخطط، وأكثر من ألف سوق عشوائي في محافظات مصر.
وتابع قائلا، "هذه هي الأفرع الثلاث للعشوائيات التي نحن كصندوق معنيين بالتعامل معها والقضاء عليها".
ونوه إلى أنه في النصف الثاني من عام 2016 أصدر السيسي تعليماته بالقضاء على العشوائيات من النوع غير الآمن خلال عامين ، ومنذ ذلك التاريخ نبذل جهودا كبيرة للقضاء على العشوائيات غير الأمنة.
ولفت إلى أن القضاء على العشوائيات غير الآمنة يأتي في قمة أولوية العمل بحسب تكليف الرئيس السيسي، منوها إلى أنه داخل العشوائيات غير الأمنة تحتل العشوائيات الداهمة الاهتمام الأكبر لخطورتها على حياة الناس.
ويتمركز معظم هذا النوع من العشوائيات بمحافظة القاهرة خاصة في مناطق منشأة ناصر وشارع المحجر بعزبة خيرالله، حيث أن هناك 30 منطقة عشوائيات خطورة داهمة منها 26 داخل القاهرة وحدها، وقد تم تسكين سكان هذه المناطق بمشروعي الأسمرات 1 و2، بحسب صديق.
وتنقسم المناطق العشوائية غير الآمنة إلى أربعة أنواع، أولها عشوائيات الخطورة الداهمة وتتمثل في المساكن المعرضة لسقوط صخور أو انهيارات جبلية، أو الموجود في مجرى سيل أو خط سكة حديد ، والثانية السكن غير ملائم ويتمثل في مخالفات البناء ومساكن الصفيح والخشب والسقف الصاج.
أما النوع الثالث منها فيتمثل في المساكن الخطرة على الصحة مثل السكن في مناطق تلوث صناعية أو أسفل خطوط كهرباء ضغط عالي، مناطق برك ومستنقعات صرف صحي أو مياه شرب ملوثة، والرابعة الخاصة بالحيازة غير الآمنة من خلال بناء مباني على أراضي ليست ملك صاحب المنزل ويتم فيها التقنين القانوني لهذه الحالات.
وأوضح مدير صندوق تطوير المناطق العشوائية بمصر أن هناك من 37.5 - 40 بالمائة من مسطح العمران غير مخطط في حوالي 226 مدينة وصلوا إلى 230 مدينة، مساحة هذه المدن نحو 417 ألف فدان في المدن فقط، حيث أن الصندوق غير معني بالقرى والعزب والنجوع.
وأشار إلى أن هناك أيضا نحو 1103 اسواق عشوائية، منها 134 سوقا عشوائيا بالقاهرة، الجيزة 83، الأسكندرية 84، المنيا 73، سوهاج 69، الشرقية 55.
واستطرد قائلا، "لدينا مركز معلومات يقوم برصد وتحليل كافة البيانات، منها هذه العشوائيات بأنواعها المختلفة، وأسبابها خاصة فيما يتعلق بالهجرة الداخلية التي تعتبر السبب الرئيسي للعشوائيات ، والمحافظات الجاذبة للهجرة الداخلية مثل القاهرة والاسكندرية وبورسعيد ودمياط، والمحافظات الطاردة مثل الفيوم والمنيا وسوهاج وغيرها من المحافظات، ونسب كل منها، لافتا إلى أن هناك ديناميكية كبيرة في رصد هذه العشوائيات التي تتغير باستمرار.
وحول سبل ووسائل التعامل مع المناطق العشوائية، قال صديق "هناك عدة سبل منها إعادة البناء في نفس المكان، ولكن هناك حالات العشوائيات البناء في نفس المكان مثل مناطق الانهيارات الجبلية وسقوط الصخور، فلا يمكن البناء فيها جيولوجيا، كما لايمكن البناء في حرم خطوط السكك الحديدية، وفي بعض الحالات الخاصة بمجرى السيول.
وأضاف "الأمر الآخر هو بناء مناطق جديدة في مكان آخر، يراعى فيه أن يكون أقرب مايكون من المنطقة العشوائية نفسها".
وتابع "أما الحل الثالث فيتمثل في تقديم تعويض مالي لسكان العشوائيات تتيح لهم تملك بديل آخر لايقل عن سكن في الاسكان الاجتماعي، بدلا من الايجار في المناطق العشوائية".
وشدد المهندس خالد صديق على أن الهدف ليس مجرد تطوير السكن فقط، وانما تطوير حياة كاملة، السكن جزء منها من خلال منظومة متكاملة، وتشمل المنظومة التطوير العمراني والثقافي والبيئي والاقتصادي.
وأوضح أنه بدون العمل على الجانب الثقافي والنفسي والاجتماعي للسكان فإن أي مناطق للتطوير ستتحول إلى عشوائيات جديدة، "لأننا نكون قد اكتفينا بنقل الناس فقط بطباعهم العشوائية مثل ما حدث بالماضي في مساكن الزلزال والايواء السريع فانهارت هذه المجتمعات، فنحن نركز حاليا على بناء البشر قبل بناء الحجر".
ولفت إلى أن القضية التي ستكون أكثر صعوبة تكمن في المناطق غير المخططة، حيث أن هناك أكثر من 160 ألف فدان على مستوى الجمهورية (الفدان 4200 متر) غير مخطط إما تفتقد بالكامل إلى الشبكات (مياه - كهرباء - اتصالات) والطرق والمحاور، أو يوجد بها ولكنها غير كافية نظرا للكثافة المرتفعة.
وأكد أن تطوير هذه المناطق يحتاج إلى نحو 350 مليار جنيه (الدولار يساوي 17.80 جنيه تقريبا)، وأن العمل بها قد يستغرق نحو 10 سنوات.
وأوضح أن هذه المناطق غير المخططة تمتد في 230 مدينة مساحة، هذه المدن حوالي 450 ألف فدان منها 160 ألف فدان غير مخطط، بها مباني حالتها الانشائية جيدة جدا، وبارتفاعات من 10 - 14 طابقا، ولكن شوارع ضيقة، مرافق وشبكات غير مستوعبة للكثافة الموجودة.
ولفت إلى أن الكثافة بهذه المناطق تصل إلى 700 فرد على الفدان وهي كثافة مرتفعة جدا مقارنة بالمعدل الطبيعي الذي يتراوح بين 150 - 200 فرد على الفدان.
وأردف قائلا "نحن مطالبون بإعادة تأهيل شبكات هذه المناطق من طرق وشوارع وإنارة ومياه وصرف صحي وغاز، وخدمات مختلفة، ونحن بالفعل نعمل في هذا الاتجاه حاليا في 7 مناطق بالجيزة و3 مناطق بالاسكندرية، و4 مناطق بالغربية والمنيا والوادي الجديد، وهناك مناطق انتهينا منها بالفعل".
وقال إن الصندوق يبذل جهودا لمواجهة الأسواق العشوائية، حيث تم الانتهاء من 12 سوقا ، وجاري العمل في 21 سوقا، ويتم حاليا إجراء دراسات لنحو 26 سوقا أخرين.
يشار إلى أن صندوق تطوير المناطق العشوائية بمصر، تابع لمجلس الوزراء، ويتولى رئيس الوزراء رئاسة مجلس إدارته.