تراجع حدة احتجاجات مسيرات العودة شرق قطاع غزة للأسبوع الثاني

غزة 9 نوفمبر 2018 / تراجعت حدة احتجاجات مسيرات العودة الشعبية على حدود قطاع غزة مع إسرائيل اليوم (الجمعة) للأسبوع الثاني على التوالي.

وأفاد الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة في بيان صحفي بإصابة 37 متظاهرا برصاص الجيش الإسرائيلي خلال احتجاجات اليوم على أطراف شرق قطاع غزة.

وذكر القدرة أن المصابين وبينهم 6 أطفال و9 إناث ومسعفة نقلوا إلى المستشفيات لتلقي العلاج، ووصفت حالة أحد الجرحى بأنها حرجة جراء إصابته بعيار ناري في الرقبة.

ودعت الهيئة العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار عن غزة إلى أوسع مشاركة شعبية في فعاليات اليوم تحت عنوان (المسيرة مستمرة).

ولم يتم إشعال إطارات سيارات للأسبوع الثاني على التوالي فيما توقف بشكل شبه كلي إطلاق الطائرات ورقية والبالونات الحارقة على الجانب الإسرائيلي من الحدود.

وركزت احتجاجات اليوم على فعاليات شعبية تراثية في خيام مسيرات العودة الخمسة وسط تراجع في حدة اندفاع المتظاهرين باتجاه إلى السياج مع إسرائيل.

وتوافد آلاف الفلسطينيين عصر اليوم إلى خيام العودة المقامة على بُعد مئات الأمتار من السياج الحدودي مع إسرائيل على أطراف شرق قطاع غزة للمشاركة في الاحتجاجات.

وهذه هي الجمعة رقم 33 من احتجاجات مسيرات العودة التي انطلقت في 30 مارس الماضي. وجرى الترويج لدعوات المشاركة الشعبية عبر مكبرات المساجد والسيارات المتنقلة.

وكان شاب فلسطيني قتل مساء أمس برصاص الجيش الإسرائيلي على أطراف وسط قطاع غزة.

من جهتها ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن الجيش الإسرائيلي أطلق النار على شبان فلسطينيين حاولوا اجتياز السياج الأمني بعد أحدثوا ثغرات فيه.

وتشهد حدود قطاع غزة وإسرائيل توترا منذ انطلاق احتجاجات مسيرات العودة في 30 آذار/مارس الماضي التي قتل فيها 222 فلسطينيا وأصيب أكثر من 24 ألف آخرين بجروح وحالات اختناق في مواجهات شبه يومية.

وبحسب وزارة الصحة في غزة، فإن بين القتلى 43 طفلا في حين بلغ إجمالي عدد المصابين 24516 نحو 45 في المائة منهم أصيبوا بالرصاص الحي والبقية بالرصاص المطاطي والاختناق.

وتطالب المسيرات برفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007 على إثر سيطرة حركة حماس على الأوضاع في القطاع بالقوة.

يأتي ذلك في وقت بدأت فيه وزارة المالية التي تديرها حركة حماس في غزة اليوم صرف منحة مالية من دولة قطر للموظفين الذين عينتهم الحركة في القطاع.

وقال مصدر حكومي في غزة لوكالة أنباء (شينخوا)، إنه تم بدء صرف المنحة القطرية لـ 27 ألف موظف من الشق المدني من الموظفين، فيما سيتم صرف الرواتب للبقية من الإيرادات المحلية.

وعينت حماس نحو 40 ألف موظف في قطاع غزة عقب سيطرة الحركة على القطاع بالقوة منتصف عام2007 بعد جولات اقتتال مع القوات الموالية للسلطة الفلسطينية.

وكان صندوق قطر للتنمية أعلن الشهر الماضي بتوجيهات من أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد عن تقديم دعم بقيمة 150 مليون دولار كمساعدات إنسانية عاجلة لغزة.

وجاء بدء صرف المنحة القطرية بعد وصول رئيس اللجنة القطرية لإعمار غزة السفير محمد العمادي إلى القطاع الليلة الماضية واجتماعه بقادة حماس.

وأجرى العمادي جولة تفقدية على أطراف شرق مدينة غزة رفقة قيادات من حماس وفصائل أخرى بالتزامن مع احتجاجات اليوم.

ووجه عضو المكتب السياسي لحماس خليل الحية في تصريحات للصحفيين الشكر إلى كل من قطر ومصر على جهودهما في تخفيف حصار غزة.

وقال الحية "نرى اليوم بعض ثمار مسيرات العودة وما زلنا ننتظر المزيد منها بتنفيذ كل التفاهمات التي تجري".

وأكد الحية أن مسيرات العودة ستستمر لحين تحقيق أهدافها كاملة وفي مقدمة ذلك رفع الحصار الإسرائيلي وتوفير حياة كريمة لسكان قطاع غزة.

وشهد قطاع غزة في الأيام الأخيرة تحسنا ملحوظا بإمدادات الكهرباء للسكان بفضل إدخال إسرائيل شاحنات وقود صناعي تمولها قطر لصالح محطة تشغيل الكهرباء الوحيدة في القطاع.

كما سمحت إسرائيل بتوسيع مساحة الصيد إلى 9 أميال وتحسين عمل المعابر في القطاع، وسط متابعة دورية لوفد أمني مصري وصل عدة مرات إلى غزة.

ويؤمل أن تؤدي هذه الخطوات التي ترعاها مصر وقطر والأمم المتحدة إلى تعزيز تفاهمات وقف إطلاق النار ومنع تدهور الوضع الميداني بين الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل.