أظهرت نتائج دراسة علمية أجراها علماء صينيون أن فيروس "زيكا" قد يتسبب بحدوث قصور هرموني لدى المصابين به، والذي قد يؤدي بدوره إلى تأخير حاد في النمو وضعف في الذاكرة.
وتُعرف الإصابة بفيروس "زيكا" خلال فترة الحمل عند المرأة بأنها غالباً ما تؤدي إلى وتشوهات دماغية مثل صغر الرأس وتشوهات أخرى عند الأطفال. وعلى الرغم من ذلك؛ فإن تأثيرات الفيروس على نمو الجسم، إلى جانب تطور نمو الأطفال المصابين به بعد الولادة، غير معلومة إلى حد بعيد.
وبحسب الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة "كابيتال ميديكال" في بكين، ظهر لدى صغار الفئران المصابة بفيروس "زيكا" تضرر في الغدة النخامية المسؤولة عن تنظيم عمل الغدد الصمّاء، وانخفاض في إنتاج العديد من أنواع الهرمونات الهامة لنمو الجسم وتطوره.
كما أظهرت نتائج التجربة العلمية التي أجريت على الفئران أيضاً، انخفاضاً ملحوظاً في وزن وطول الجسم وكثافة العظام، مقارنة بنظيراتها من الفئران الطبيعية، فضلاً عن تضرر واضح في قدرات التعلم والذاكرة المكانية.
وقال وانغ بي قانغ أحد الباحثين المشاركين في الدراسة المذكورة، إن صغار الفئران التي أُصيبت بفيروس "زيكا" عند الولادة عانت من التقزّم وبطئاً في النمو أقل من المعدل الطبيعي، كما حافظت على طول جسم أقصر خلال فترة النضوج.
وأضاف وانغ:" لكن الأخبار الجيدة تمثلت بأن علاج هرمونات النمو قد يُعالج بشكل جزئي تأخير النمو إذا ما تم التعامل معه ومعالجته في وقت مبكر".
وبدوره؛ قال آن جينغ الباحث الآخر المشارك في الدراسة إن المتابعة طويلة المدى متعددة المجالات والاختصاصات عند الأطفال المصابين بفيروس "زيكا" تعتبر أمراً ضرورياً. فبخلاف صغر حجم الرأس؛ لا يُمكن ملاحظة مسألة تأخر النمو بشكل فوري عند الولادة، حيث أنها تستغرق وقتاً للظهور، وأحياناً يمكن إغفالها".
ومن شأن الدراسة التي تناولت الآثار المحتملة لفيروس "زيكا" على تطور ونمو الأطفال، التي نُشرت في دورية "الخلية"، أن توفر مراجع هامة تساعد في وضع وتقرير السياسات الصحية المستقبلية بشكل أعمق وأفضل.