تقرير: تشخيص الأورام السرطانية في الصين يدخل عصر الذكاء الإصطناعي

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2018:11:15.16:58

وليد عبدالله

أعلنت شركة "ايتو للعلوم الطبية" الرائدة في مجال الذكاء الإصطناعي الطبي، على هامش انعقاد الملتقى الأكاديمي الصيني للطب الإشعاعي، عن اطلاقها مشروع "خريطة الذكاء الإصطناعي لمكافحة السرطان". حيث تخطط لإستثمار 100 مليون يوان خلال السنوات الخمس القادمة لدفع عمليات تشخيص الأورام السرطانية في الصين نحو عصر الذكاء الإصطناعي.

يعد مرض السرطان ثاني سبب رئيسي للوفاة في العالم، وتقدر منظمة الصحة العالمية بأن يبلغ عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بالسرطان في عام 2018 قرابة 9.6 ملايين شخص. مايعني بأن هناك شخصا على كل 6 وفيات يموت بسبب الإصابة بالسرطان. وفي الصين، تظهر بيانات المركز الوطني للسرطان، بأن عدد المصابين بالأورام السرطانية الخبيثة في عام 2014، قد بلغ 3.84 ملايين شخص، مايعني إصابة 7 أشخاص في كل دقيقة.

من جهة أخرى، تظهر بيانات منظمة الصحة العالمية بأن التكلفة الإقتصادية لهذا المرض قد بلغت قرابة 1.16 تريليون دولار في عام 2010. في ذات الوقت، تدرج المنظمة "التشخيص المبكر" كثاني عامل لتخفيف معدلات الإصابة، وانعاش حظوظ المصاب في الشفاء. ومع تطور إستعمالات الذكاء الإصطناعي في المجال الطبي، فتحت هذه التقنية امالا جديدة للمرضى، لتشخيص الأورام في مراحل مبكرة. وفي وقت سابق من العام الحالي، أجرى باحثون من ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة، منافسة بين نظام ذكي يعرف بإسم الشبكة العصبية التلافيفية "سي إن إن" و58 طبيبا من 17 دولة لتشخيص الأورام السرطانية. حيث استطاع النظام أن يتعرف على 95% من الحالات، بينما تعرّف الأطباء على85% فقط.

وتشهد صناعة الذكاء ادماجا واسع النطاق في عمليات تشخيص الأمراض السرطانية في الصين خلال الوقت الحالي. حيث دخل نظام care.aiTM الذي طورته شركة "ايتو للعلوم الطبية" عمليات التشخيص والعلاج في أكثر من 100 مستشفى من الدرجة الأولى في الصين. كما يشهد نطاق إستعماله توسعا مستمرّا في مختلف مستشفيات وأنحاء الصين. في ذات الصدد، قال الرئيس المدير العالم لشركة ايتو للعلوم الطبية لصحيفة تشاينا ديلي، ان الذكاء الإصطناعي بات العقل الثاني بالنسبة للطبيب. وأن الشركة تعمل على توسيع تغطية المناطق الأكثر عرضة لحدوث الإصابة، لتمكين المصابين من إكتشاف الأورام في مرحلة مبكرة وبدأ العلاج مبكرا. وحظي نظام care.aiTM، منذ بدء إستعماله في المستشفيات الصينية، بإعتراف واسع من الأطباء السريريين، وبلغت نسبة اعتماد التقارير البنيوية للذكاء الإصطناعي في المعالجة السريرية 92%.

وكانت الصين قد كشفت في أبريل من العام الحالي عن روبوت "لاندينغ"، الأول من نوعه في العالم، الذي بإمكانه تشخيص الخلايا السرطانية في عنق الرحم، عبر تتبع أثرها في الصور الرقمية. ويمكن للروبوت أن يتعرف بشكل دقيق على الخلايا السرطانية والخلايا المريضة السابقة للإصابة، والخلايا العادية، مايحقق أتْمتة كاملة لمختلف مراحل التشخيص. كما تم تعميم الروبوت في مئات المستشفيات بمختلف انحاء الصين. إلى جانب ربطه عبرالإنترنت والحوسبة السحابية بشبكة أجهزة المسح الضوئي لمنصّات تحليل الخلايا السرطانية في مختلف المستشفيات الصينية، مايقدم عمليات التشخيص الآنية للنساء في المناطق النائية.

ويساعد استعمال الذكاء الإصطناعي في تشخيص الخلايا السرطانية الصين على تعويض النقص في الكفاءات الطبية في هذا المجال. حيث يمكن للإقسام الطبية المعنية مراقبة مراحل ونتائج التشخيص عبر منصة التشخيص السحابية. ويمكن للنساء في الأرياف الحصول على نتائج التشخيص عبر الرسائل الهاتفية.

في نفس السياق ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية، أن باحثين صينيين قد نجحوا في تطوير خوارزمية يمكنها تشخيص سرطان البروستاتا بدقة تضاهي دقة أخصائي علم الأمراض. ونقلت عن الباحث هونغ تشيان قوه من جامعة نانجينغ، قوله: "ان هذا النظام سيساعد علماء الأمراض على إجراء تشخيص أفضل وأسرع، بالإضافة إلى القضاء على مشاكل التباين اليومي التي من الممكن أن تتسلل إلى التقييمات البشرية”. ما يعني بأن الروبوت بات على أهبة الإستعداد لإستلام مهام التشخيص للأورام السرطانية بشكل كامل عن الإنسان.