مقالة : "النصب التذكاري لإحياء الإنسانية بشرم الشيخ" ..دعوة مصرية للسلام الدولي والتعايش الإنساني

شرم الشيخ، مصر 5 نوفمبر 2018 /في نقطة يحتضنها الجبل، وتطل على منتجع شرم الشيخ، بجنوب سيناء، من نقطة مرتفعة تجعلها الأقرب للسماء، أقيم نصبا تذكاريا إيذانا بنشر رسالة إحياء الإنسانية للعالم كله، باعتباره دعوة مصرية للسلام الدولي والتعايش الإنساني.

وتم وضع النصب في شكل دائري، قسم من داخله على شكل قلوب احتوت أعمالا فنية للنحت من جميع دول العالم، لتأكيد فكرة الوحدة والتعادل، مع وضع القلب المصري في المنتصف تأكيدا لدور مصر المركزي في نشر رسالة الإنسانية.

وجرى تزويد الأعمدة الحاملة للقطع الفنية بوحدات إضاءة تأكيدا لفكرة الإشعاع والانتشار، كما جعلت الأعمدة بيضاء اللون ترسيخا لفكرة النقاء، وتأكيدا للمشهد الجنائزي الذي نتج عن أحداث العنف في مختلف أنحاء العالم.

وافتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي النصب التذكاري لإحياء الإنسانية، على هامش فعاليات منتدى شباب العالم الذي يستضيفه منتجع شرم الشيخ خلال الفترة من 3 إلى 6 نوفمبر الجاري.

وقال السيسي خلال افتتاح النصب التذكاري، "أقول بصوت الحق والحقيقة إن أمتنا قد صاغت خلال سنوات قليلة رؤية جديدة قائمة على العودة للأصول الإنسانية ومبادئ الحضارة وتسعى لاستبدال أطروحات الصدام الحضاري بالتكامل والحوار، وترسخ لفكرة احترام الإختلافات الثقافية واحتوائها، بدلا من محاولات فرض الرؤى والايدلوجيات بالقوة".

وأشار إلى أن "هذه الرؤية نابعة من الثراء الحضاري المكون للشخصية المصرية بأبعادها السبعة فمصر الفرعونية التي كانت مبدأ الحضارة والتاريخ قد اكتسبت أبعادا مكانية ثلاثة، ترتبط بامتدادها الأفريقى، والآسيوى، والمتوسطي، ثم تطورت بامتزاجها بالأبعاد الحضارية اليونانية الرومانية، والقبطية والعربية والإسلامية ".

وأكد السيسي أن "مصر أصبحت هي الرقم الصحيح في المعادلة الإقليمية والدولية الساعية لإيجاد حلول واقعية لهذه النزاعات والصراعات والقادرة على زيادة الرقعة المشتركة التي ستجمع الفرقاء من أجل عالم أكثر سلاماً واستقراراً ينعم بالمحبة والتآخي ويستعيد إنسانيته المفقودة".

وجاءت الفكرة الرئيسية للنصب التذكاري في صورة إقامة صرح يضم رمزا للإنسانية بحيث يكون كل رمز معبرا عن منظور دولة من دول العالم ليكون المنتج النهائي معبرا عن المناظير المختلفة لمفهوم الانسانية.

وتم توحيد مقاييس القطع الفنية لبيان تساوي الحقوق الإنسانية في كل مكان مهما اختلفت الأديان والثقافات، وعليه تم تحديد مقياس القطع الفنية واختيار (القلب) كرمز للإنسانية.

وقالت مصممة النصب التذكاري المهندسة شيماء أبو الخير "إن النصب التذكاري يهدف لتقديس الإنسان في كل زمان ومكان، فلا يوجد مكان تتجلى فيه الإنسانية بكل معانيها مثل مصر".

وأوضحت أبو الخير لوكالة أنباء (شينخوا) أن طريق النور داخل النصب التذكاري، هو الطريق الذي فقد فيه العالم أرواحا من نور، حاضرة اليوم ممثلة في مسلات النور.

وأضافت "أنه عمل إنساني تهديه مصر، التي اختارت أن يكون طريقها إلى المجد هو طريق النور والسلام، إلى العالم كله".

وتابعت أبو الخير قائلة "كلنا إنسان، وسنشعر بالسعادة إذا توحدت القلوب".

وتقدم للمشاركة بالنصب التذكاري لإحياء الانسانية نحو 400 نحات من مختلف دول العالم، اختير منهم 72 نحاتا يمثلون 72 دولة تتراوح أعمارهم بين 22 و 73 عاما.

وقد تم تقسيم الفنانين المشاركين بالنصب التذكاري إلى فريقين الأول يقوم بنحت أعماله الفنية في سمبوزيوم شرم الشيخ في الفترة (15 - 31) أكتوبر الماضي وفي الموقع المحدد من قبل اللجنة المنظمة في وادي الخروم، وشارك فيه 68 نحاتا.

والفريق الآخر شارك بالقطع الفنية عن طريق إرسالها بعد نحتها في بلده وهم من الدنمارك وفلسطين والإمارات العربية المتحدة والفلبين.

وقال الفنان أحمد مجدي (31 سنة) مصمم القلب المصري، إن العمل الفني يعبر عن مصر كونها "مصباح في العمق، كلما أظلم العالم تطفو كي تضيء هذا الظلام".

وأضاف مجدي "القلب مقر الحب، والإنسان بالحب والخير يحيا ويتقدّم ويسعد، ومن خلال الفن يستطيع الفنان أن يخاطب وجدان الإنسان وقلبه وعقله، ويوجهه، ويثير لديه الدهشة، ويدعوه للتفكير ويسعده، وعملي الفني قائم على هذه الفكرة، إحياء الإنسانية".