د. فايزة كاب
عقدت جامعة بكين يومي 3 و4 نوفمبر الجاري الدورة الثانية من منتدى التنمية الإقليمية في الشرق الأوسط، بحضور رئيس جامعة بكين هاو بينغ، ونائبه قونغ تشي هوانغ، وفو جي مينغ، نائب عميد كلية اللغات الأجنبية بجامعة بكين، ولي تشنغ ون، سفير شؤون منتدى التعاون الصيني العربي، وزارة الخارجية الصينية، ونائب وزير الخارجية السابق يانغ فو تشانغ، وعدد كبير من السفراء الصينيين السابقين في دول عربية متعددة، كما حضر المنتدى سفير الجزائر لدى الصين أحسن بوخالفة، وسفيرة تركمانستان في الصين شينار روستاموفا ، وممثلين عن سفارات دول عربية وأجنبية عديدة في الصين. وعن الجانب الأكاديمي، شارك في المنتدى الأكاديمية الإماراتية، رئيس مركز الإمارات للسياسات وعضو الهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتورة / ابتسام الكتبي، والبروفيسور فلينت ليفريت مدير أول لشؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأمريكي، وأستاذ بمعهد الشؤون الدولية بجامعة ولاية بنسلفانيا، و جون ألترمان النائب الأول لمدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، وغيرهم من كوكبة الخبراء والاكاديميين والباحثين في شؤون الشرق الأوسط صينيين وعرب وأجانب، بحثوا على مدار يومين الوضع الراهن في الشرق الأوسط ودور الصين في تعزيز التنمية في المنطقة.
قونغ تشي هوانغ، نائب رئيس جامعة بكين
قال قونغ تشي هوانغ، نائب رئيس جامعة بكين في كلمة القاها خلال افتتاح المنتدى أن توارث الروح البشرية الانسانية وتعزيز التفاهم المتبادل بين المجتمعات والحضارات المختلفة في العالم إحدى المهام الرئيسية للجامعة والاساس الذي تقوم عليه مبادرة " الحزام والطريق". مضيفا، أنه في ظل التغيرات الكبرى في الشرق الأوسط وحتى الخريطة السياسة العالمية، طرحت الصين مبادرة " الحزام والطريق"، و" بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية"، سعيا لتقديم الحكمة الصينية وبرنامج الصين لتحسين الحوكمة العالمية. كما أشار الى ان جامعة بكين باعتبارها أول مؤسسة اكاديمية في الصين في اجراء بحوث إقليمية في الشرق الأوسط قدمت مساهمات بارزة في التطوير الأكاديمي والتعاون الدولي في البحوث الإقليمية في الشرق الأوسط.
لي تشنغ ون، سفير شؤون منتدى التعاون الصيني العربي بوزارة الخارجية الصينية
أكد لي تشنغ ون، سفير شؤون منتدى التعاون الصيني العربي بوزارة الخارجية الصينية، على أهمية منتدى التنمية الإقليمية في الشرق الأوسط في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتنمية المستدامة، وتعزيز بناء " الحزام والطريق"، مشيرا إلى أن السعي لتحقيق سلام عادل والتنمية ذات المنافع المشتركة الموضوع الأبرز في العصر الحديث، ودائما ما كانت الصين تهتم بالشرق الأوسط، وتتطلع إلى تقديم مساهمات متعددة ومختلفة لتحقيق السلام والتنمية في منطقة الشرق الأوسط. مضيفا، الصين تسعى أيضا من خلال "الحزام والطريق" إلى تعزيز التعاون العملي مع دول الشرق الأوسط، لحقن المزيد من الديناميكية وقوة دافعة للتنمية في المنطقة، بالإضافة إلى تعاون دول الشرق الأوسط مع الصين لاستكشاف الطريق المناسب للدفع بالتنمية المستقلة وتعزيز التواصل والتعاون المتبادل. كما أكد أيضا أن "الحزام والطريق"، و"بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية" يتماشيا مع المتطلبات الجوهرية لتحسين نظام الإدارة العالمية، وأن الصين مستعدة للتعاون مع دول الشرق الأوسط لتعزيز السلام والتنمية في المنطقة.
السفير الجزائري لدى الصين أحسن بوخالفة
قال السفير الجزائري لدى الصين أحسن بوخالفة، أن منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي قد لعبا على مر التاريخ دورا حضاريا ساهم في تطور الإنساني، كما كانت منطقة الشرق الأوسط همزة وصل بين الشرق والغرب تمازجت فيها الثقافات وتعززت من خلالها العلاقات التجارية والاقتصادية، خاصة من خلال طريق الحرير القديم. وحول الوضع الراهن للمنطقة، قال السفير أن البلدان العربية تعمل منذ سنوات على الخروج برؤية استراتيجية موحدة تبعث الروح في العمل العربي المشترك قصد التكفل بمختلف القضايا المصيرية السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وحشد الطاقات لتجاوز التحديات وتخطي الصعاب، لا سيما تلك المتعلقة بمكافحة الإرهاب والتصدي للفكر المتطرف، والقضية السورية واليمنية، والتكفل بآمال شعوب المنطقة في التنمية والرقي والتطور والتكامل الاقتصادي والثقافي. مؤكدا أن القضية الفلسطينية مسألة جوهرية في تحقيق السلم والتنمية في الشرق الأوسط، وأن المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته كاملة للضغط على قوة الاحتلال بكافة الوسائل للوقف الفوري لعدوانها على الشعب الفلسطيني والانصياع لمبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية. كما أشار السفير إلى أن التنمية في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي تحتاج أيضا إلى نهضة ثقافية بغية تعزيز أواصر الاخوة والتضامن بين الشعوب وترقية الفعل الثقافي كأداة لخدمة التسامح والانفتاح على الآخر، والمساهمة في بناء صرح الثقافة الإنسانية وهو الامر الذي يوليه قادة البلدان العربي أهمية كبيرة. وحول مبادرة "الحزام والطريق" قال السفير أن المبادرة ستساهم بدون شك في تحقيق تنمية اقتصادية ونهضة اجتماعية وثقافية في المنطقة العربية.