بودابست أول نوفمبر 2018 /توسعت العلاقات بين الصين والمجر سريعا في السنوات الأخيرة، مع تحقيق إنجازات في العلاقات السياسية والتجارية والعلاقات بين الشعبين.
ودفعت مبادرة الحزام والطريق وآلية تعاون "16+1" ،العلاقات بين الصين والمجر إلى مستوى جديد. وبحسب السفير الصيني في المجر دوان جيه لونغ فإن "العلاقات بين الصين والمجر دخلت أفضل مراحلها في التاريخ."
فأولا، حافظت الصين والمجر على تبادلات متكررة رفيعة المستوى وتمتع البلدان بصداقة عميقة.
ووقعت المجر مذكرة التفاهم حول مبادرة الحزام والطريق في يونيو 2015 لتصبح أول أوروبية تقيم مجموعة عمل حول الحزام والطريق مع الصين، ما يدلل على أهمية الربط الناجح بين المبادرة المقترحة من جانب الصين وسياسة "الانفتاح على الشرق" المجرية.
وفي مايو 2017، حضر رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي في بكين. وخلال المنتدى، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ وأوربان بشكل مشترك عن إقامة شراكة استراتيجية شاملة بين البلدين.
وفي نوفمبر 2017، قام رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ بزيارة رسمية للمجر وحضر الاجتماع السادس لرؤساء حكومات الصين ودول وسط وشرق أوروبا ال16 في بودابست.
وخلال محادثاته مع أوربان، قال لي إن الصين ملتزمة بتعزيز التعاون المشترك إلى مدى ابعد لرفع العلاقات لمستوى جديد.
وثانيا، تمتد جذور العلاقات الصينية - المجرية في التعاون البراجماتي.
وقد حققت إقامة سكك حديدية بين المجر وصربيا، وهو مشروع تعاون مهم، تقدما اتسم بالسلاسة. وعلاوة على ذلك، وصل الخط الحديدي السريع الصيني من مدن صينية مثل شيآن وتشونغتشينغ وتشانغشا، إلى بودابست العام الماضي.
والصين أهم شريك تجاري للمجر من خارج أوروبا. وتجاوز حجم التجارة بين البلدين العام الماضي 10 مليارات دولار.
وبلغت استثمارات الصين الإجمالية في المجر، التي تمثل نحو نصف إجمالي استثمارات الصين في وسط وشرق أوروبا، 4.3 مليار دولار ووفرت قرابة 10 آلاف فرصة عمل للمحليين، حسبما قال السفير دوان.
ثالثا، الإنجازات في التعاون المالي ملحوظة.
ففي 2015، بدعم من البنك الوطني المجري، فوض بنك الشعب الصيني أو البنك المركزي في الصين، بنك الصين ليكون بنك مقاصة لليوان الصيني في المجر ليكون بذلك أول بنك مقاصة لليوان الصيني في دول وسط وشرق أوروبا.
وأضاف أنه "منذ ديسمبر 2016، بدأت الصفقات المباشرة بين اليوان الصيني والفورينت المجري في سوق النقد الأجنبي بين البنوك بالصين."
وتعد المجر أول دولة تصدر سندات سيادية بالرنمينبي بين دول وسط وشرق أوروبا.
رابعا، تزدهر التبادلات الثقافية والشعبية بين الصين والمجر.
ومنذ 2016، أقامت الصين أربعة من معاهد كونفوشيوس في المجر وسيفتتح الخامس بجامعة دبرتسن قريبا.
وبالإضافة لذلك، فإن المدرسة التي تستخدم اللغتين المجرية والصينية، وتدعمها حكومتا البلدين، هى المدرسة الحكومية الوحيدة بمنطقة وسط وشرق أوروبا، التي تستخدم فيها اللغتان على نحو متكافئ.
وتلعب كل تلك المعاهد والمدارس دورا نشطا في تعزيز تعليم اللغة والثقافة الصينيتين في المجر.
وبحسب وزير الشؤون الخارجية والتجارة بالمجر بيتر زيجارتو، فقد زار 227 ألف سائح صيني المجر في 2017 بزيادة 34 بالمئة عن العام السابق. وخلال النصف الأول من العام الحالي، زار 140 ألف سائح صيني المجر بزيادة 11 بالمئة.
ومع التنمية السريعة للعلاقات الثنائية الودية، فإن المستقبل مشرق لفرص التعاون التي تنتظر الصين والمجر.