دمشق 16 أكتوبر 2018 /لا يزال الهدوء الحذر يسود المنطقة المنزوعة السلاح التي دخلت حيز التنفيذ يوم 15 أكتوبر الجاري ، وسط ترقب روسي لتنفيذ الاتفاق بشأن إدلب الذي تم التوصل اليه في 17 سبتمبر الماضي ، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان .
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن اليوم ( الثلاثاء ) إن فرض الهدوء الحذر لا يزال يخيم على مناطق سريان الهدنة الروسية – التركية، والمنطقة العازلة منزوعة السلاح، التي تشهد لليوم الثاني على التوالي، سريان موعد الجولة الثانية من تطبيق الاتفاق القاضي بوجوب "مغادرة الجهاديين" للمنطقة منزوعة السلاح، لبدء تسيير دوريات روسية – تركية مشتركة أو بشكل منفرد، ضمن المنطقة العازلة .
وأشار المرصد السوري إلى أن هذا الهدوء يأتي بعد الإخفاق التركي في إقناع "الجهاديين" الذين يسيطرون على 70% من المنطقة منزوعة السلاح، بمغادرتها، وسط معلومات عن غض نظر روسي عما توصلت إليه تركيا حول قضية انسحاب المجموعات "الجهادية"، بشرط عدم خرق الاتفاق بشكل نهائي وقطعي، بضمانة تركية كاملة، لإقناع الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي بمدى نجاح المساعي الروسية – التركية في إرساء السلام في الداخل السوري .
إلى ذلك أعرب الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، اليوم الثلاثاء، عن ارتياح موسكو لأداء الجانب التركي في ما يتعلق بتنفيذ اتفاق المنطقة منزوعة السلاح في إدلب.
وقال بيسكوف في تصريحات صحفية انه "حسب المعلومات التي تصلنا من عسكريينا، فإن الاتفاق ينفَّذ، والعسكريون راضون عن أداء الجانب التركي"، مضيفا "لا شك في أنه لا يمكننا التوقع بأن تسير الأمور بشكل سلس تماما، لكن العمل مستمر".
وتأتي تصريحات المسؤول الروسي بعد يوم على انتهاء الموعد المحدد لإقامة منطقة خالية من السلاح بعمق 15 كم على خطوط التماس بين الجيش والمعارضة.
وكانت تركيا أعلنت الأسبوع الماضي عن منطقة منزوعة السلاح في إدلب بعد استكمال عملية سحب الأسلحة الثقيلة من خط التماس في المحافظة بموجب الاتفاق مع موسكو.
وأفادت بعض التقارير بتقاعس الجماعات الإرهابية عن سحب عناصرها من المنطقة المذكورة، رغم عدم معارضتها علنا للاتفاق الذي توصل إليه زعيما روسيا وتركيا في سوتشي في 17 سبتمبر الماضي.
وتمكنت تركيا وروسيا من تجنيب إدلب أي عملية عسكرية محتملة قد يشنها الجيش السوري على معاقل المعارضة المسلحة، حيث توصلتا الشهر الماضي، لاتفاق على إقامة منطقة خالية من السلاح في محافظة إدلب، بحلول 15 اكتوبر الجاري ، ونص على سحب أسلحة كل الجماعات المعارضة، و إخلاء المنطقة من "كل الجماعات المسلحة المتطرفة، بما فيها "جبهة النصرة".
ومن جانبه قال المحلل السياسي مهند ضاهر لوكالة (( شينخوا)) إن الجيش السوري لن يقدم على أي عمل عسكري إلا بالتنسيق مع الحلفاء ، وخاصة الروسي ، لان هناك ضامن تركي إلى جانب الروسي " ، مؤكدا أن الجانب التركي يماطل بشأن المنطقة المنزوعة السلاح بغية إطالة امد الازمة السورية .
وأكد ضاهر أن العمل العسكري السوري لايزال قائما ، في حال رفضت هيئة تحرير الشام (النصرة) سابقا الاتفاق .
وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العراقي إن بلاده لديها "خيارات أخرى" في حال لم ينفذ الاتفاق الخاص بانشاء منطقة منزوعة السلاح في محافظة ادلب.
وأضاف أن "تنظيم جبهة النصرة الإرهابي مدرج على قائمة الإرهاب في الأمم المتحدة ولابد من استئصاله"، مشيرا إلى أن تحرير إدلب بالمصالحة أفضل بكثير من إراقة الدماء.
وأشار وزير الخارجية السوري إلى أن بلاده دعمت اتفاق سوتشي "من باب حرصنا على حقن إراقة الدماء ولا يمكن أن نسكت على الوضع الراهن إذا جبهة النصر رفضت الانصياع للاتفاق".
ولفت إلى أن بلاده تتشاور مع الأصدقاء والحلفاء ونتعاون معهم ولكن "في نهاية المطاف القرار سوري ـ سوري".
وأوضح أن الجانب الروسي يراقب الوضع في إدلب ولديه دوريات مشتركة ، مضيفا أن "القوات المسلحة جاهزة في محيط ادلب".