الكتاب الأبيض : البلطجة التجارية الأمريكية تزعزع أساسات النظام التجاري التعددي العالمي

بكين 24 سبتمبر 2018 /قال كتاب أبيض نشرته الحكومة الصينية اليوم (الإثنين) إن ممارسات البلطجة التي تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية أدت إلى زعزعة أساسات النظام التجاري التعددي العالمي، الأمر الذي سوف يؤدي في النهاية إلى الإضرار بمصالحها طويلة الأجل.

وأضاف الكتاب الأبيض الذي حمل عنوان " الحقائق وموقف الصين إزاء الاحتكاك التجاري الصيني - الأمريكي"،أن الإدارة الأمريكية الجديدة منذ توليها السلطة مارست الأحادية والهيمنة الاقتصادية، مع تركيز يتسم بالمحدودية على مبدأ " أمريكا أولا".

وأوضح الكتاب أن هذا لم يؤد فقط إلى الإضرار بمصالح الصين وغيرها من البلدان، وإنما أدى أيضا إلى الإضرار بالسمعة الدولية للولايات المتحدة ذاتها.

وقال الكتاب إن الولايات المتحدة،وبشكل أحادي، تثير احتكاكا تجاريا تحت ذريعة قوانينها الداخلية.

وأشار الكتاب إلى أن الولايات المتحدة، متذرعة بالخسائر الصناعية وبحماية حقوق الملكية الفكرية، تحايلت بشكل منتظم على جهاز تسوية المنازعات في منظمة التجارة العالمية وأثارت احتكاكا تجاريا دوليا جرى فيه الاستناد إلى القانون الداخلي الأمريكي وحده كذريعه،وأطلقت مجموعة كبيرة من التحقيقات بموجب الفصل 232 والفصل 201 والفصل 301.

وتابع الكتاب الأبيض "تلك الإجراءات الأحادية أضرت بمصالح الصين وغيرها من أعضاء منظمة التجارة العالمية. والأهم من ذلك أنها قوضت سلطة منظمة التجارة العالمية وجهازها الخاص بتسوية المنازعات التجارية"

وأضاف الكتاب الأبيض أن الولايات المتحدة دأبت على توجيه اتهامات لا أساس لها ضد السياسات الصناعية للدول الأخرى. وتابع الكتاب " كوسيلة فعالة لعلاج نواحي الفشل السوقي وتعزيز الرفاهية الاجتماعية، لا ينبغي أن تكون السياسات الصناعية عرضة لاتهامات لا أساس لها ما دامت تلك السياسات تتفق مع قواعد منظمة التجارة العالمية"

ووفقا للكتاب الأبيض، فإنه من أجل تعزيز قيادتها العالمية في مجال التصنيع، قامت الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة بصياغة عدد كبير من السياسات الصناعية، لكنها في الوقت نفسه وجهت اتهامات لا مسوغ لها ضد سياسات صناعية مُبررة لبلدان أخرى.

وأشار الكتاب الأبيض إلى أن الولايات المتحدة تستخدم " الولاية القضائية طويلة الذراع" وتفرض عقوبات ضد بلدان أخرى استنادا إلى القوانين الداخلية الأمريكية، مضيفا أن الولايات المتحدة دأبت على مد " ولايتها القضائية طويلة الذراع" إلى مجالات أوسع من بينها قانون الأضرار المدنية ومكافحة الاحتكار والتحكم في الصادرات والأمن الإلكتروني.

وعلى صعيد الشئون الدولية، طالبت الولايات المتحدة مراراً الكيانات أو الأشخاص من البلدان الأخرى بالامتثال للقوانين الداخلية الأمريكية، وإلا فسوف يواجه هؤلاء عقوبات أمريكية مدنية أو جنائية أو تجارية في أي وقت.

وقال الكتاب إن الولايات المتحدة تضفي طابعا دوليا على قضايا داخلية وتضفي طابعا سياسيا على القضايا الاقتصادية والتجارية. وتابع الكتاب " إنها، بتقدير خاطئ، نسبت البطالة التي نجمت عن السياسة الداخلية والأخطاء المؤسسية، إلى التجارة الدولية"

وتابع الكتاب " الإدارة الأمريكية اتهمت بلدانا أخرى بسرقة الوظائف الأمريكية من خلال تجارة غير عادلة . والصين، بوصفها أكبر مصدر للعجز التجاري الأمريكي،هدف رئيسي ملائم لهذا الاتهام"

لكن إحصاءات الأمم المتحدة تبين أن التجارة الصينية - الأمريكية توسعت بمُعامِل يبلغ 4.4 بين عامي 2001 و2017، في الوقت الذي انخفضت فيه البطالة في الولايات المتحدة من 5.7 بالمئة إلى 4.1 بالمئة، كما أشار الكتاب الأبيض.

وأضاف الكتاب الأبيض أن الحقيقة هي أن البطالة في بعض الفئات الاجتماعية في الولايات المتحدة ناجمة عن أخطاء في السياسة الاقتصادية الداخلية وغياب آليات إعادة التوزيع وإعادة التوظيف الصحيحة، في ظل أوجه التطور التكنولوجي وإعادة الهيكلة الاقتصادية.

وأوضح الكتاب الأبيض أن الإدارة الأمريكية الحالية تنتهك التعهدات التي قطعتها على نفسها من خلال تجاهلها للقواعد الحاكمة للعلاقات الدولية المُعتَرف بها ودوليا والتي تتم مراعاتها على نطاق واسع، وقامت بسلسلة من الخطوات التي تمثل انتهاكا لتلك التعهدات.

وأشار الكتاب الأبيض إلى أن المجتمع الدولي رفض وانتقد انتهازية الولاية المتحدة تجاه العلاقات الدولية على نطاق واسع.

وتابع " إن الإجراءات قصيرة النظر التي تقوم بها الولايات المتحدة سعيا نحو تحقيق مصالح قصيرة الأمد تضر بمصداقيتها الدولية، وسوف تقوض مكانتها الدولية وتعرض مصالحها الاستراتيجية للخطر".