الكتاب الأبيض: الحمائية الأمريكية تقوّض النظام الاقتصادي الدولي

بكين 24 سبتمبر 2018 /ذكر كتاب أبيض صدر اليوم (الاثنين) عن المكتب الإعلامي لمجلس الدولة الصيني تحت عنوان "الحقائق وموقف الصين إزاء النزاع التجاري الصيني - الأمريكي" أن الولايات المتحدة اتخذت إجراءات حمائية تجارية متشددة قوّضت النظام الاقتصادي العالمي.

وقال الكتاب الأبيض إن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الأمريكية تسببت في حدوث أضرار للعلاقات التجارية والاقتصادية بين الصين والولايات المتحدة والعلاقات التجارية حول العالم، كما عطّلت سلسلة القيمة العالمية والتقسيم الدولي للعمل، وأربكت توقعات السوق، كما أدت إلى تقلبات عنيفة في الأسواق المالية وأسواق السلع على المستوى الدولي. لقد باتت هذه الإجراءات المصدر الأكبر لعدم اليقين والخطر الذي يواجه تعافي الاقتصاد العالمي.

وأوضح الكتاب "في التقدم نحو الحضارة، تقبّلت الإنسانية على نطاق واسع نظام حوكمة دولية يقوم على القواعد والمصداقية"، مضيفا أنه "ينبغي على كافة الدول، الصغيرة والكبيرة، القوية والضعيفة، احترام بعضها البعض، والانخراط في حوار على قدم المساواة وحماية القواعد الدولية بشكل مشترك بروح من التواصل. وهذا أمر أساسي لتعزيز التجارة والاستثمار على المستوى العالمي وكذا النمو العالمي."

ووفقا للكتاب الأبيض، فإن الخطوات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية مؤخرا، المخالفة أو حتى المدمّرة لقواعد التجارة الحالية متعددة الأطراف، تقوّض بشكل خطير النظام الاقتصادي الدولي الحالي.

وأوضح "الاقتصاد العالمي برز للتو من ظل الأزمة المالية العالمية 2008، والتعافي لا يعتمد حتى الآن على أسس قوية"، مضيفا "في هذا السياق، فإن تصرفات الإدارة الأمريكية للتحريض على احتكاكات تجارية واسعة النطاق وعرقلة تدفق التجارة العالمية ستؤثر بلا شك على تعافي الاقتصاد العالمي."

ووفقا للكتاب، فإنه من أجل تخفيف الخطوات الحمائية الأمريكية، لا يبقى أمام الدول خيار سوى اتخاذ تدابير مضادة، وهذا سيعطّل النظام الاقتصادي والتجاري على الصعيد العالمي وسيوقف التعافي العالمي، الأمر الذي يضر بمصالح شركات جميع الدول وشعوبها ويدفع الاقتصاد العالمي نحو الركود.

وقال الكتاب "من خلال زيادة التعريفات وإقامة حواجز تجارية، أثارت الإدارة الأمريكية احتكاكات تجارية في جميع أنحاء العالم. وتتعرض الشركات الأمريكية متعددة الجنسيات لتهديدات بوصفها "بالخيانة" وفرض ضرائب عقابية عليها إذا لم تنقل أعمالها إلى داخل الولايات المتحدة."

إن مثل هذه الخطوات ستقوض بشكل خطير أو حتى ستكسر سلسلة القيمة العالمية، كما ستعرّض التدفقات الطبيعية للتجارة وتخصيص الموارد في جميع أنحاء العالم، للخطر. وبسبب الترابط بين البلدان في التجارة والاقتصاد، فإن هذه الخطوات ستنتج عنها أيضا آثارا سلبية واسعة النطاق وستقلل من كفاءة الاقتصاد العالمي.

ووفقا للكتاب الأبيض، بفضل العولمة الاقتصادية، فإن الاقتصادات، لا سيما الكبيرة منها، مترابطة إلى حد كبير. وفي نهاية المطاف، فإن الحروب التجارية التي بادرت بها الإدارة الأمريكية من جانب واحد لن تؤذي فقط الاقتصادات الأخرى بل ستقوض المصالح الأمريكية كذلك.