القاهرة 21 سبتمبر 2018 / انطلقت في العاصمة المصرية القاهرة يوم الجمعة فعاليات الدورة الخامسة من المعرض الصيني للتجارة والاستثمار، ليكون "نقطة التقاء" جديدة بين المنتجين والمستوردين والتجار في البلدين.
ويقام المعرض الصيني للتجارة والاستثمار في دورته الخامسة على مدى ثلاثة أيام، بقاعة المؤتمرات في ضاحية مدينة نصر شرقي القاهرة، على مساحة 10 آلاف متر مربع، ويتضمن المعرض منتجات 210 مصانع صينية موزعة على 420 جناحا.
ويقدم المعرض منتجات أثاث وإلكترونيات ومواد بناء وأجهزة منزلية ومنتجات جلدية ومنسوجات وإكسسوارات وذلك من بين الكثير من المعروضات الأخرى.
واعتبر رئيس الوزراء المصري الأسبق الدكتور عصام شرف المعرض، الذي يعد أكبر معرض تجاري للمستثمرين الصينيين بمصر، "فرصة عظيمة للتعاون بين التجار والمنتجين من البلدين".
وقال شرف لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "المعارض التجارية تلعب دورا هاما في تمهيد الطريق لخلق بيئة مناسبة للتواصل، عوضا عما كان يتم منذ مئات السنين عبر القوافل التجارية التي كانت تمر بطريق الحرير القديم".
وتابع قائلا "لقد أصبحت المعارض التجارية تلعب دورا اقتصاديا وتجاريا مهما للغاية، وتعمل على تقليص المسافة باعتبارها نقاط التقاء تجارية".
وشدد على أن "مصر كبوابة لإفريقيا، يمكنها أن تعمل على الترويج للشركات الصينية باكتشافها أسواقا إفريقية جديدة وإيجاد فرص أفضل للتجارة الصينية الخارجية".
من جانبها، قالت وانغ شين يو مديرة مبيعات بإحدى الشركات الصينية التي تمثل العديد من المصانع التي تعمل في مجال الدوائر الحديدية والبلاستيكية التي تستخدم غالبا في محطات تكرير البترول وتصنيع المواد الكيماوية ومحطات الطاقة، "لقد اشتركنا في هذا المعرض للترويج للصناعات الصينية في مصر".
وأوضحت وانغ لـ((شينخوا)) أن هذه المنتجات تضمن سلامة عملية الإنتاج لأنها تمنع حدوث أي تسريبات.
وأعربت عن اعتقادها بأن الشركة ستوقع الكثير من الاتفاقيات مع رجال الأعمال المصريين، وعزت ذلك إلى كون "مصر لديها إمكانيات ضخمة للنمو".
وأضافت "لدينا الآن الكثير من الطلبات من العملاء المهتمين بمنتجاتنا لأن شركاتنا التي تعمل بالسوق على مدار 25 عاما لم تتلق أي شكوى بخصوص الجودة أو الأمان".
وفي جناح آخر، قال سيد عبدالعزيز بائع فاكهة بالجملة، بينما كان يفحص أواني سلال بلاستيكية، "هذا النوع من السلال يحافظ على الفاكهة والخضراوات نظيفة وطازجة لوقت طويل".
وأضاف عبدالعزيز في حديثه لـ((شينخوا)) أن سعر قطعة واحدة وإن كان يكلف 5 دولارات وهي مرتفعة الثمن مقارنة بالسلال التقليدية، إلا أنها ستعيش لسنوات طويلة ويمكن فيما بعد إعادة بيعها لشركات تدوير البلاستيك.
وعلى جانب آخر من المعرض تجمع زائرون آخرون لمشاهدة فيديوهات جذابة لشركة صينية أخرى متخصصة في صناعة النافورات الراقصة.
وقالت ألونا مساعد المدير العام لشركة جوانزو لتطوير العروض المائية إن "الشركة تسعى إلى عقد اتفاقيات في السوق المصرية التى تمثل مركزا سياحيا هاما في المنطقة للترفيه".
وأضافت ألونا لـ((شينخوا)) أن الشركة التي نفذت مئات المشروعات حول العالم، سوف تنتهي من تنفيذ نافورتها الراقصة بمول كيلوباترا بمدينة السادس من أكتوبر.
وتابعت أن "مصر بوصفها دولة استهلاكية مليئة بالمولات والمنتجعات، تكون هذه العروض مصدر سعادة وبهجة للمواطنين"، مضيفة بقولها "عروضنا ليس فقط مجرد نافورات مياه راقصة، وإنما تحكي قصص بالماء والنار وعروض الليزر".
وأوضح رئيس الوزراء المصري الأسبق الدكتور عصام شرف أن الخلافات التجارية الحالية بين واشنطن وبكين حفزت الصين على سرعة تبني إستراتيجيات تنويع الأسواق والاستحواذ على بدائل جديدة، مشيرا إلى أن المعارض التجارية سوف تقلص الفجوة الكبيرة في الميزان التجاري بين الصين والدول الأخرى.
ونوه إلى أنه بعد أن أدركت الصين مشكلات الميزان التجاري، عملت على إقامة المعارض بالدول الأخرى، لافتا إلى أنها ستقوم بتنظيم المعرض الدولي للاستيراد بشانغهاي في نوفمبر المقبل، حيث ستكون مصر ضيف الشرف فيه.
وأكد أن الصين ستستورد منتجات بنحو 10 تريليونات دولار على مدار السنوات الخمس المقبلة، معتبرا إياها فرصة ذهبية للمنتجات المصرية ذات الجودة المرتفعة.
ومن جانبه، يقول مصطفى إبراهيم نائب رئيس لجنة تنمية العلاقات مع الصين "لقد مررنا بظروف اقتصادية صعبة وكنا نبحث عن شركاء حقيقيين للتعاون معنا، والصين تعتبر الشريك المثالي لأنها لديها الرغبة والموارد المالية والتكنولوجية للتعاون وتحقيق المكاسب المشتركة".
وأشار إبراهيم لـ((شينخوا)) إلى أن التعاون الاقتصادي الحالي بين مصر والصين يبلغ حوالي 30 مليار دولار ممثلة في تبادل تجاري واستثمارات ومشروعات مشتركة واتفاقات مالية.
ووصف المعرض بأنه منصة لعرض المنتجات الصينية عالية الجودة واطلاع المستوردين والجمهور المصري عليها لدحض الفكرة الخاطئة لديهم عن المنتجات الصينية.