人民网 2018:09:21.09:45:21
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: كيف تؤثر تكتيكات الولايات المتحدة "المنخفضة التكلفة" على الشرق الأوسط؟

2018:09:20.16:03    حجم الخط    اطبع

منذ وقت ليس ببعيد، أطلقت الولايات المتحدة النار في الشرق الاوسط مرة أخرى، بتصاعد الاحكام العرفية ضد سوريا باستمرار، وفرض عقوبات مالية على المزيد من الافراد والكيانات، والاعلان عن اغلاق منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، والغاء المساعدات الفلسطينية، واعادة فتح سلسلة من العقوبات ضد إيران، والتفكير في منع تصدير النفط الايراني في نوفمبر.

وتعتبر هذه صورة مصغرة لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط التي دشنها ترامب منذ أكثر من عام: السعي للحفاظ على الوجود الأمريكي والهيمنة في الشرق الأوسط دون استثمار الكثير من الأموال والموارد. ويعتقد المراقبون أن هذا التكتيك " منخفض التكلفة" الذي تنفذه الولايات المتحدة سيجعل منطقة الشرق الاوسط أكثر فوضى. وعلى المدى الطويل سوف تدفع الولايات المتحدة الثمن أيضا.

تكتيكات الولايات المتحدة " منخفضة التكلفة"

منذ عهد اوباما الى إدارة ترامب الحالية لم يتغير وضع " الانكماش الاستراتيجي" للولايات المتحدة في الشرق الاوسط كثيرا، لكن لا يعني أن الاخيرة ستتخلى عن الشرق الاوسط. بعد تولي ترامب منصبه، اختار الشرق الاوسط كوجهة لأول رحلته الخارجية، ما يظهر أن الاهمية التي تعلقها الولايات المتحدة على الشرق الاوسط لم تنخفض. وإنما فقط لا تزال عاجزة على مواجهة الفوضى في الشرق الاوسط.

وبالنظر الى اداء ادارة ترامب في الشرق الاوسط لأكثر من عام، لا تريد الولايات المتحدة الذهاب الى الشرق الاوسط على نطاق واسع تجنبا السقوط في مستنقع الحرب، ولا تريد أن تكون في عملية السلام في الشرق الاوسط، وإنفاق الطاقة على قضايا مثل اعادة اعمار افغانستان التي تتطلب استثمارات ضخمة ولكنها لن تكون فعالة في وقت قريب، ما جعلها تتجه نحو " تكتيكات منخفضة التكلفة"، والسعي للتمسك بإسرائيل وحلفاء الشرق الاوسط الآخرين، وقمع إيران وغيرها من الخصوم المهمين، والتمسك بالمبادرة لاستخدام القوة ضد الخصوم.

أشار محللون من الشرق الأوسط إلى أنه من سوريا إلى فلسطين، ومن اليمن الى إيران فإن النتيجة العملية لنهج الولايات المتحدة هي تسخين المنطقة أكثر وأكثر. وقد جلبت هذه الممارسات فوائد مباشرة إلى الولايات المتحدة، حيث أن المزيد من الدول في الشرق الأوسط تشتري أسلحة ومعدات من الولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن تكثيف سباق التسلح في الشرق الأوسط يشكل تهديدا أكبر للسلام والاستقرار الإقليميين

التناقضات معقدة ومتشابكة

التناقضات التي تسكن منطقة الشرق الاوسط من حيث السيادة والأراضي والعرق والطوائف معقدة ومتشابكة، جعلت العالم العربي منقسما اليوم.

تستغل ادارة ترامب منذ بدأ الحكم لأكثر من عام الفرصة لتكثيف الانقسام في العالم العربي ،والمزيد من المبادرات والاستراتيجية الدبلوماسية في الشرق الأوسط ، مع تقليل تكلفة الاستجابة السلبية: تكهنات طويلة الأجل بشأن قضية الأسلحة الكيميائية السورية ،الاستيلاء على الارض الاخلاقية العالية والحق في الكلام ، أخذ موقف غامض في النزاع بين المملكة العربية السعودية وقطر ،"التحيز" في القضية الفلسطينية - الإسرائيلية ، " العمل من جانب واحد" بشأن الاتفاق النووي الإيراني ،و" العصا الغليظة" نحو حليفها تركيا في الناتو.

وفي ظل المفسد الأمريكي، أصبح الوضع في الشرق الأوسط الآن: الحرب السورية أكثر تعقيداً، والدول العربية أكثر انقساماً. الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يسخن وآفاق محادثات السلام أكثر قتامة. علاقات إيران مع المملكة العربية السعودية تشدد ولا تزال معادية لإسرائيل ... تعرض مختلف القوى في الشرق الأوسط للانقسام والمعارضة، مما يزيد من خطر نشوب صراعات إقليمية. علاوة على ذلك، شكلت المنطقة تدريجيا مجموعتين رئيسيتين في اللعبة "الولايات المتحدة وإسرائيل والمملكة العربية السعودية " و "روسيا وتركيا وإيران".

قال وزير الخارجية الألماني الأسبق، يوشكا فيشر أن المصالحة والتعاون هما الوحيدان اللذان يضمنان وجود نظام إقليمي سلمي. وأن الطريقة الحالية للولايات المتحدة هي إظهار الهيمنة، والنتيجة هي الارتباك.

الولايات المتحدة ستدفع الثمن

اعتادت الولايات المتحدة لسنوات على استخدام العقوبات كأداة للضغط، حيث ترى أن فرض ضغط على المعارضين من خلال العقوبات اقل تكلفة. وفي اللحظة التي أصبحت فيها إدارة ترامب في السلطة، تفرط الولايات المتحدة في استخدام العقوبات حسب إرادتها. ونشر في العدد الأخير من مجلة "الشؤون الخارجية" مقالا يسأل "ما إذا كانت الولايات المتحدة تسيء استخدام العقوبات".

قررت الولايات المتحدة الانسحاب من جانب واحد من الاتفاقية النووية الايرانية واستئناف العقوبات ضد إيران رغم اقناعها بالتراجع عن ذلك من قبل الحلفاء الأوروبيين مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا، مما تسبب في استياء شديد من الدول الأوروبية. وأن الاتحاد الأوروبي ليس ضد قرار الولايات المتحدة فقط، وإنما اتخذ المزيد من الاجراءات العملية للحفاظ على اتفاق إيران النووي، الذي من شأنه ان يسرع " فصل " الاقتصاد الاوروبي عن الولايات المتحدة.

وفي 23 أغسطس، أصدر الاتحاد الأوروبي بيانا وافق على تزويد إيران بـ 18 مليون يورو (حوالي 140 مليون يوان) من المساعدات، بما في ذلك مساعدة القطاع الخاص الإيراني، من أجل مساعدته في تعويض تأثير الولايات المتحدة على عقوباتها. بالإضافة إلى ذلك، تعتزم أوروبا إنشاء قناة دفع أوروبية خاصة بها مستقلة عن الولايات المتحدة، والتي ستمكن الشركات الأوروبية من تجاوز الولايات المتحدة ومواصلة التجارة مع إيران.

ذكر مقال نشر في مجلة "الشؤون الخارجية" أنه كما شاهد الجميع في القضية النووية الايرانية، فإن شرعية استخدام الولايات المتحدة من جانب واحد للعقوبات ستثير تساؤلات وتثير هجومًا دبلوماسيًا عالميًا هائلًا، وإذا استمر، فربما حتى حلفاء الولايات المتحدة سيتخذون تدابير صارمة لمنع تأثر اقتصادها وتجارتها بخطة العقوبات الأمريكية.

تركيا هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط في حلف شمال الأطلسي، والولايات المتحدة بحاجة إلى تركيا للعب دور في الشرق الأوسط. ولكن، فإن الوضع الفعلي هو أنه منذ فشل محاولة الانقلاب في تركيا في عام 2016، تشهد العلاقة بين تركيا والولايات المتحدة انخفاضا مستمرا، وأصبحت الاختلافات بين الجانبين في المصالح الأساسية أعمق وأعمق. كما أدت العقوبات إلى تدهور سريع للعلاقات بين البلدين، مما جعل تركيا تنفر أكثر من الولايات المتحدة في السياسة الخارجية وتقترب من روسيا. ويعتقد المراقبون أن هذا سيجعل الولايات المتحدة تواجه تحديات أكبر في المستقبل في الشرق الأوسط.  

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×