تيانجين 21 سبتمبر 2018 /حظي التزام الصين الثابت بتعزيز الطاقة النظيفة، بتقدير كبير في منتدى دافوس الصيفي عام 2018، حيث توقع المشاركون أن تواصل الصين جهودها من أجل تعزيز الإصلاح الهيكلي للطاقة.
وقال لين بوه تشيانغ، رئيس معهد الدراسات في سياسة الطاقة بجامعة شيامن الصينية: "لا تزعم الصين أنها قائدة، ولكنها في الواقع قوة رائدة في الطاقة الخضراء."
وقال لين في إحدى جلسات الاجتماع السنوي، إن انبعاثات الكربون في الصين قد تبلغ الذروة بحلول عام 2022، أي قبل ثماني سنوات من تعهد الصين في اتفاقية باريس. كما وعدت الصين أيضا بخفض انبعاثات الكربون لكل وحدة من الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 60-65 بالمئة بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات عام 2005.
وفي السنوات الخمس الماضية، خفضت الصين الطاقة الإنتاجية للفحم بمقدار 800 مليون طن، وفقا لتقرير صادر عن أعلى هيئة تشريعية في الصين في يوليو، حيث انخفض استهلاك الفحم، وهو مساهم رئيسي في تلوث الهواء في البلاد، بنسبة 8.1 بالمئة في الفترة نفسها.
ونتيجة لذلك، شهدت الصين تحسنا ملحوظا في جودة الهواء، فيما انخفض متوسط كثافة الجسيمات الدقيقة (بي إم 10) في 338 مدينة صينية رئيسية في عام 2017، بنسبة 22.7 بالمئة مقارنة بمستويات عام 2013.
وبلغت استثمارات الصين في مجال الطاقة النظيفة 132.6 مليار دولار أمريكي في عام 2017، وهو ما يمثل حوالي 40 بالمئة من الإجمالي العالمي.
وبحلول 2020، تخطط الصين لاستثمار 2.5 تريليون يوان (حوالي 370 مليار دولار أمريكي) في الطاقة النظيفة، وفقا للإدارة الوطنية للطاقة.
وقالت إيزابيل هيلتون، محررة لـ((تشاينا ديالوج)): "مرّت البلاد بمرحلة من النمو السريع عالي التلوث. لكن ذلك انتهى، إذ تقوم الصين حاليا بالانتقال إلى قيمة أعلى واقتصاد أقل كربونا."
وتشير الإحصاءات إلى أن قدرة الطاقة الشمسية المركبة في الصين بلغت حوالي 30 مليون كيلوواط بحلول عام 2017، ومن المتوقع أن تتجاوز 160 مليون كيلوواط بحلول عام 2020، وهو ما يمثل حوالي 10 بالمئة من إجمالي الطاقة الكهربية المركّبة في البلاد.
كما احتلت الصين المرتبة الثالثة فيما يتعلق بإجمالي القدرة المركبة لتوربينات الرياح البحرية، حيث تمثل 11 بالمئة من الإجمالي العالمي في نهاية عام 2016 بعد بريطانيا وألمانيا.
وبسبب النمو الاقتصادي المستمر والدعم القوي لسياسة مكافحة تلوث الهواء، من المرجح أن يسهم استهلاك الغاز في الصين بنسبة 37 بالمئة في الارتفاع العالمي لاستهلاك الغاز بين عامي 2017 و2023، متخطيا أي بلد آخر في العالم.
وستكون هيكلة الطاقة في الصين أقل كثافة في الكربون مستقبلا، مع زيادة نسبة الطاقة منخفضة الكربون في مزيج الطاقة الأولية إلى حوالي 25 بالمئة بحلول عام 2020، وأكثر من 35 بالمئة بحلول عام 2030، و50 إلى 60 بالمئة بحلول عام 2050.
وبصرف النظر عن الجهود المبذولة في جانب العرض، فإن الصين تبحر أيضا في سوق استهلاك الطاقة إلى مدار أكثر خضرة.
وفي عام 2017، تجاوز الاستثمار في صناعة مركبات الطاقة الجديدة في الصين، 100 مليار دولار أمريكي، وهو ما يمثل أكثر من 50 بالمئة من الاستثمارات المتزايدة حديثا في صناعة المركبات في البلاد.
وقال وان قانغ، رئيس الرابطة الصينية للعلوم والتكنولوجيا: "إن تطوير مركبات الطاقة الجديدة في الصين يوفر فرصة لتطوير صناعتنا والتصدي لتلوث الهواء."
ولمدة ثلاث سنوات متتالية، ظلت الصين أكبر سوق لمركبات الطاقة الجديدة في العالم، حيث تم بيع نحو 777 ألف مركبة في عام 2017.
وبحلول يوليو من العام الجاري، قامت الصين ببناء 275 ألف من أجهزة الشحن للمركبات الكهربائية، بزيادة 52 بالمئة على أساس سنوي. وتم استخدام لوحات ترخيص حصرية لمركبات الطاقة الجديدة في جميع أنحاء البلاد.
وقال وان "إن الصين تسير على المسار الصحيح لتحقيق الهدف الذي حددته في المقام الأول."