مقالة : رغم اللقاء المرتقب، الشكوك التجارية مازالت سائدة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة

بروكسل 9 سبتمبر 2018 / بعد مرور نحو شهر ونصف على توقيع الهدنة التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، يطلق الجانبان أخيرا الجولة الأولى لمحادثاتهما الرفيعة المستوى، حيث من المتوقع أن يصل هنا يوم الإثنين، المفاوض التجاري الأمريكي روبرت لايثيزر.

تلك الهدنة التجارية التي تم التوصل إليها بين رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في أواخر يوليو، أسهمت نوعا ما بتخفيف التوترات التجارية بين الجانبين في الأسابيع الأخيرة، ولكن هذا لا يعني أن التوترات انتهت.

فالخلافات لا تزال واضحة.

وفقا لتلك الهدنة، اتفق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على مناقشة رسوم جمركية لا تتعلق بصناعة السيارات، والغاز المسال وفول الصويا، ولكن الولايات المتحدة أشارت مؤخرا إلى أن بإمكانها أيضا أن تضغط على الاتحاد الأوروبي ليفتح أسواقه أكثر أمام الواردات الأمريكية، وهي نقطة مثيرة للجدل في أوروبا.

إضافة لذلك، يخشى الاتحاد الأوروبي أيضا من أن إدارة ترامب قد ترفع الرسوم الجمركية على السيارات الأوروبية، الأمر الذي سيضر بالعديد من الدول في أوروبا، ومنها أحد المحركات الأوروبية، وهي ألمانيا.

لقد نشرت صحيفة ((هاندلسبلات)) الألمانية يوم الأحد، تقريرا أشار إلى "أن المفاوضين الأوربيين يأملون في تحقيق سلام في الخلاف التجاري الحالي مع الولايات المتحدة من خلال تنحية النقاط الخلافية جانبا."

واستشهدت الصحيفة بمصادر أوربية قولها "إن المفوضة التجارية الأوروبية سيسيليا مالمستروم تخطط للبقاء بعيدا عن النقاط الحساسة مثل السيارات أو الزراعة، وتركز على مشاكل غير مثيرة، مثل صادرات اللحوم الأمريكية، والمعايير الفنية الأوروبية."

ويتوقع مسئولون أوروبيون أن يسعى المفاوض التجاري الأمريكي لدفع أوروبا لفتح سوقها الزراعي المحمي، أمام الصادرات الأمريكية، ولكنهم يأملون من خلال عدم شمول صناعة السيارات، أن لا يعطوه الكثير من الامتياز في هذا الجانب، حسب الصحيفة.

ولكن المفاوض التجاري الأمريكي، يغادر بلاده وسط أجواء غائمة، في وقت تزداد فيه الفجوة التجارية الأمريكية مع الاتحاد الأوروبي، وتصل لرقم قياسي، بما يتعارض مع الأهداف المحددة من إدارة ترامب التي تسعى لخوض مواجهات تجارية على عدة جبهات.

ويخشى محللون من أن العجز التجاري الكبير قد يشعل مرة أخرى مزاعم ترامب حول تعامل الشركاء التجاريين، ومنهم الاتحاد الأوروبي، مع بلاده، ويدفعه لاتخاذ خطوات قاسية أخرى فيما يتعلق برفع الرسوم الجمركية.

رغم ذلك، ليس كل الأوربيين مستعدين لإرضاء الولايات المتحدة.

وفقا لصحيفة ((هاندلسبلات)) فإن بعض جماعات الأعمال في ألمانيا، طالبت بروكسل "بالتوصل لاتفاق شامل مع الولايات المتحدة، بحيث يعكس أهداف شراكة متروكة حاليا، تعرف بشراكة التجارة والاستثمار عبر الأطلنطي."

وأضافت الصحيفة "أنهم يريدون حتى زيادة المطالب، مع رفع مذكرة معنية تطالب الولايات المتحدة بفتح مشترياتها العامة أمام المزودين الأجانب."