بكين 4 سبتمبر 2018 / أشاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالتعاون بين الصين وأفريقيا كمثال يحتذى به للتعاون الفعال والبناء بين الدول النامية ونموذج فاعل لأطر التعاون الأفريقي متعددة الأطراف.
جاء ذلك في كلمته التي ألقاها خلال حوار المائدة المستديرة لقمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي 2018 في بكين اليوم (الثلاثاء) والتي استعرضت النجاح المتحقق في تنفيذ خطة العمل المشترك الصادرة عن قمة جوهانسبرج واعتمدت خطة العمل الجديدة للسنوات الثلاث القادمة.
وخلال القمة، دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى تعزيز بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية وربط مبادرة الحزام والطريق الصينية بأجندة الاتحاد الأفريقي 2063 والاستراتيجيات التنموية للدول الأفريقية. وطرح في هذا الصدد 8 مبادرات لاقت الاستحسان لدفع هذه الأهداف التي ينتظر أن تعزز التنمية والسلم والأمن في القارة الأفريقية، بحسب الخبراء والمراقبين.
وتقدم السيسي في كلمته بجزيل الشكر للرئيس الصيني شي جين بينغ ولشعب الصين الصديق على الحفاوة الضيافة والاستقبال خلال استضافة بكين لهذه القمة المهمة. وأكد اهتمام مصر بتعزيز التنسيق والتعاون بين الدول النامية، بما يضمن تمثيل وجهة نظرها على الساحة الدولية وحماية مصالحها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وتعهد الرئيس السيسي بأن تستمر بلاده خلال الأعوام المقبلة في العمل على تطوير وتعزيز أُطر التعاون جنوب-جنوب، ومنصات التعاون الثلاثي، لخدمة مصالح الشعوب الأفريقية والدول النامية.
وقال السيسي، الذي ستتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي في العام المقبل، إن مصر ستولى الأولوية خلال رئاستها إلى تحقيق التنمية المستدامة وتوفير مزيد من فرص العمل للشعوب الأفريقية، وتطوير البنية التحتية، وتعزيز حرية التجارة في إطار اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية القارية، وتطوير المنظومة الاقتصادية الأفريقية وتنويعها، وتعزيز المنظومة الصناعية.
وشدد أن مصر ستواصل العمل على تعزيز وتفعيل الشراكة بين الصين وأفريقيا، "لأنها شراكة تتسم بالفعالية والمصداقية وتقوم المنفعة المتبادلة والمكاسب المشتركة".
وكانت مصر من أوائل الدول التي دعمت مبادرة الحزام والطريق الصينية وشاركت فيها. وتعد مصر بما تضم من موقع جغرافي متميز وممر ملاحي هام مثل قناة السويس نقطة رئيسية على الحزام الاقتصادي لطريق الحرير.
وفي هذا السياق، أكد السيسي أيضا أن مصر تؤمن بأهمية التكامل بين مبادرات التنمية المختلفة، لاسيما مبادرة الحزام والطريق، وأجندة 2063. وقدم الرئيس المصري المنطقة الاقتصادية لقناة السويس للعالم كمركز لوجيستي واقتصادي يتكامل مع مبادرة الحزام والطريق، ويربطها بأفريقيا.
وفي النهاية ثمن السيسي التوجه الصيني لتعزيز التعاون وتكثيف التشاور مع أفريقيا بناء على القواسم المشتركة، وتعزيز أواصر الصلة بين الشعوب، وتحقيق التنمية المستدامة التي تستجيب لمتطلبات الشعوب الأفريقية.