تحقيق إخباري: محطة طاقة شمسية مدعومة من الصين تستقر على قمة جبل عال في الأرجنتين

سان سلفادور دي جويوي، الأرجنتين أول سبتمبر 2018 /على قمة بمنطقة جبلية عالية أقصى شمال الأرجنتين، يرسي العمال الأساس لنصب محطة توليد طاقة كهربائية شمسية.

إنهم يعملون مع شركة شانغهاي لإنشاءات الطاقة الكهربائية (SEPC) ضمن مشروع يقع على قمة ارتفاعها 4000 متر فوق مستوى سطح البحر، قرب بلدة غاوتشاري بمقاطعة جويوي التي تتاخم تشيلي وبوليفيا.

هذا الموقع يعتبر مثاليا لاستقبال أشعة الشمس عبر 3 حدائق (مواقع)، ومن المتوقع أن يسهم في تقليل كلفة الطاقة وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما لا يقل عن 325 ألف طن، والمساعدة في دفع الطاقة النظيفة وحفز التنمية في هذه المنطقة النائية.

صرح ميخائيل قوني، المدير العام لشركة تاليسون الأرجنتينية للطاقة، وهي الشركة المسئولة عن تطوير المشروع، لوكالة أنباء ((شينخوا)) خلال جولة بموقع المحطة بأن "كافة الطاقة المولدة عبر المواقع الجديدة للطاقة الشمسية، ستدخل ضمن شبكة الكهرباء الوطنية."

كانت الحكومة المحلية في مقاطعة جويوي قد وقعت في منتصف عام 2017، اتفاقية مع شركة شانغهاي لإنشاءات الطاقة الكهربائية، للمساعدة على زيادة عوائد المقاطعة وتوفير الطاقة الكهربائية لهذه المنطقة النائية.

وأضاف قوني، وهو يشير إلى سهل صحراوي شمالي الأرجنتين "أن جويوي ستتمكن من بيع الكهرباء إلى الحكومة الوطنية، وعلى هذا الأساس، فالمقاطعة تطور فعلا حدائق صغيرة للطاقة المتجددة في المزيد من التجمعات السكانية النائية في أرجاء بيونا."

إن السكان المحليين بهذه البلدات التي تشهد مشاريع تطوير الكهرباء، لا يستفيدون من فرص العمل الناجمة عن المشاريع المشتركة الصينية-الأرجنتينية فحسب، بل أيضا من التجهيز المستقر للطاقة، بما يسهم في كبح هجرة المحليين إلى العاصمة بوينس آيريس ومدن كبيرة أخرى."

إن مشاريع الطاقة الشمسية ومشاريع البنى التحتية الأخرى في الأرجنتين وبقية أمريكا اللاتينية هي امتداد طبيعي لمبادرة الحزام والطريق، وهي خطة تنموية عالمية مقترحة من الصين، بهدف حفز النمو الاقتصادي بالعالم عبر تجارة وترابط أوثق.

ومضى قوني يقول إنه "في هذا المشروع، ظلت الصين تساعدنا في كل خطوة على الطريق، ومرافقة الكوادر الفنية الأرجنتينية ومن الدول الأخرى ممن يشاركون في المشروع. لقد شكلنا فريقا صينيا-أرجنتينيا رائعا."

أما خورخي ديلغادو، وهو مهندس مدني مع شركة (TSI) الأسبانية-الأرجنتينية، التي تشارك أيضا في هذا المشروع، فقد أكد أهمية التحول من الوقود الأحفوري المسبب للتلوث، إلى تطوير طاقة أكثر نظافة.

وأكد على أنه "هذا هو المستقبل. نحن نقضي على كمية كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، وينبغي مواصلة السعي لموارد طاقة متجددة بديلة."

يذكر أن محطة الطاقة الشمسية المتجددة هذه يتم بناؤها على مراحل، وسيكتمل نصب الألواح الشمسية في مارس من العام المقبل، وستدخل حيز التشغيل في خريف عام 2020، وستولد 750 ألف ميغاوات/ساعة، في السنة الأولى لتشغيلها، ولها عمر افتراضي يبلغ 25 سنة. وتطلبت استثمارات بلغت قيمتها 390 مليون دولار أمريكي، جاءت 85% منها من الصين، بينما قدمت حكومة مقاطعة جويوي 15% فقط.

وحالما تعمل المحطة بكامل طاقتها، في خريف عام 2020 على الأرجح، فمن المتوقع أن تولد نحو 1500 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة للمحليين.