واشنطن 31 أغسطس 2018 / بعد إجراء تخفيضات في التمويل، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية هنا يوم الجمعة إن الولايات المتحدة لن تقدم أي مساعدات تمويل أخرى إلى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا).
ووفقا لبيان صادر عن هيذر ناويرت، المتحدثة باسم وزارة الخارجية، فإن إدارة ترامب "قد راجعت بعناية هذه المسألة، وخلصت إلى أن الولايات المتحدة لن تقدم مساهمات إضافية للأونروا".
ولدى إشارتها إلى أن "الولايات المتحدة لم تعد مستعدة في تحمل حصة غير متناسبة للغاية من عبء تكاليف الأونروا"، قالت إن الاستجابة الدولية الشاملة لمعالجة المشكلة "لم تكن كافية".
كما هاجمت الأونروا لـ "عجز ميزانيتها" المزعوم و"الفشل في تحقيق تقاسم ملائم ومناسب للأعباء".
ولفتت إلى أن "نموذج الأعمال الأساسية والممارسات المالية، الذي اتسمت به الأونروا لسنوات ... هو ببساطة غير مستدام ويعاني من وضع الأزمات منذ سنوات عديدة".
وأوضحت ناويرت أن الولايات المتحدة لن تقوم بعد الآن بدفع المزيد من التمويل لهذه الآلية "المعيبة بشكل لا يمكن إصلاحه"، مبينة أن "الفلسطينيين، أينما كانوا يعيشون، يستحقون أفضل من نموذج تقديم خدمات يعاني أزمات بلا نهاية. إنهم يستحقون أن يكونوا قادرين على التخطيط للمستقبل".
وأضافت أن الولايات المتحدة ستكثف الحوار مع الأمم المتحدة والحكومات المضيفة وأصحاب المصلحة الدوليين حول نماذج جديدة ومقاربات جديدة لإصلاح الوكالة، والتي قد "تشمل مساعدات ثنائية مباشرة من الولايات المتحدة وشركاء آخرين، والتي يمكن أن توفر للأطفال الفلسطينيين اليوم مسارا أكثر ديمومة وموثوقية نحو غد أكثر إشراقا".
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قالت الأسبوع الماضي إن الرئيس دونالد ترامب قد أمرها بـ "تحديد توجيه جديد" لمساعدة اقتصادية للفلسطينيين تقدر بأكثر من 200 مليون دولار أمريكي.
وجاء قطع مساعدات الولايات المتحدة بعد أن هددت بتقليص الدعم المالي المقدم للفلسطينيين ما لم يوافقوا على العودة إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل، والتي توقفت منذ أربع سنوات.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن الخطوة الأمريكية تأتي في إطار محاولة ترامب تجاهل قضايا الوضع النهائي لعملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، وإبعاد قضيتي القدس واللاجئين "من على الطاولة"، وهو ما ذكره أيضا على حسابه بموقع التدوين المصغر (تويتر) بعد اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل في 6 ديسمبر عام 2017.
وكانت الأونروا قد أعلنت مؤخرا أنها نجحت في خفض العجز من 446 مليون دولار إلى 217 مليون دولار، لكنها حذرت من أنه سيتعين عليها خفض خدماتها بسبب العجز.
وتدير الوكالة الأممية أكثر من 700 مدرسة تقدم خدمات لقرابة 525 ألف طفل، كما توفر الرعاية الصحية لحوالي 3.5 مليون لاجئ من خلال شبكة مكونة من 150 عيادة.
بالإضافة إلى ذلك، يقدم برنامج الأونروا للمساعدة الغذائية والنقدية حوالي 1.7 مليون دولار للاجئين الأكثر ضعفا.
وتقدم الوكالة خدماتها لنحو 5.3 مليون لاجئ فلسطيني في جميع أنحاء المنطقة.
وحثت الصين سابقا المجتمع الدولي على مساعدة الأونروا في التغلب على أزمتها المالية من أجل الوفاء بالتزاماتها تجاه ملايين اللاجئين الذين يعتمدون على خدمات الأونروا، خاصة في قطاع غزة، حيث تتفاقم الأزمة الإنسانية.
وفي وقت سابق من أغسطس، وقعت الصين اتفاقية مع الأونروا لتقديم دعم قيمته 2.35 مليون دولار لبرنامج الغذاء في غزة لعام 2018.