مقابلة : اليوناميد تقدر عاليا مجهودات الوحدة الهندسية الصينية فى إقليم دارفور السودانى

الخرطوم 29 أغسطس 2018 / أكد أشرف عيسى المتحدث باسم بعثة حفظ السلام المشتركة بين الأمم المتحدة والاتحاد الافريقى باقليم دارفور (يوناميد) أن البعثة تقدر عاليا المجهودات التى قامت بها الوحدة الهندسية الصينية العاملة ضمن البعثة، ودورها فى تأسيس أحدث قاعدة لليوناميد بمنطقة (قولو) بوسط إقليم دارفور بغربى السودان.

وقال عيسى، فى مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم (الأربعاء)، "فى مارس 2018 تولت الوحدة الهندسية الصينية مهمة معقدة لإنشاء القاعدة المؤقتة ليوناميد فى منطقة قولو، وهى منطقة وعرة وذات تضاريس صعبة كونها منطقة صخور بركانية".

وتابع "كما ان المنطقة تشهد بعض الاعمال العدائية بين حركة تحرير السودان، جناح عبد الواحد محمد نور والجيش السودانى، مما يعنى انها واحدة من المناطق الخطرة فى دارفور".

ومضى قائلا "ورغم هذه التحديات فان الوحدة الهندسية الصينية تمكنت وبكفاءة عالية من انجاز المهمة وبناء القاعدة فى اقل من شهرين، وقامت بتعبيد الطريق الرابط بين القاعدة وبلدة قولو بوسط دارفور وإنشاء السياج الخاص بالقاعدة وإنشاء 11 برجا للمراقبة، كما قامت بتوصيل كافة شبكات المياه والكهرباء وتوصيل ما مجموعه 4850 مترا من الاسلاك الخاصة بالاتصالات".

وأبان ان القاعدة التى تم تشييدها من قبل الوحدة الهندسية الصينية تتألف من مبانى سكنية ومكاتب ومرافق، كما تتضمن ملجا امنا تحت الارض للحماية فى حالة وقوع هجوم على بعثة حفظ السلام المشتركة.

وأكد عيسى أن الوحدة الهندسية الصينية التزمت فى انشاء القاعدة بالمعايير الدولية المتبعة فى بعثات حفظ السلام الدولية، وقال "ما تم فى قاعد قولو يوضح كفاءة وقدرة الوحدة الهندسية الصينية ويؤشر إلى دورها الكبير والخدمات المهمة التى قدمتها لبعثة يوناميد".

وتابع "منذ تأسيس يوناميد بداية العام 2008، ظلت الوحدة الهندسية الصينية تقدم خدمات مهمة وحيوية اذا ساعدت في تأسيس البنى التحتية الخاصة بالبعثة ولاسيما بناء المعسكرات وانشاء السياجات الواقية وأبراج الحراسة".

ومضى قائلا " كما ان الوحدة الهندسية الصينية قدمت مشروعات مهمة وضرورية لسكان اقليم دارفور، وقامت بصيانة بعض المطارات وإنشاء مدارس وبناء خزانات وحفائر لحفظ المياه وترميم بعض معسكرات النازحين".

وفى سياق آخر، أشاد اشرف عيسى المتحدث باسم بعثة اليوناميد بما يقدمه فريق صيني للمروحيات والذى انضم لبعثة يوناميد في دارفور فى يونيو 2017.

وقال عيسى " يعد هذا الفريق العامود الفقرى لعمليات اليوناميد فيما يتعلق بالنقل العسكرى والاخلاء الطبى والاخلاء فى حالة الطوارىء".

وأضاف "يساعدنا هذا الفريق فى عمليات النقل الجوى ونقل الجنود والمعدات والاخلاء الطبى، وتخدم هذه الوحدة المروحية 29 موقعا ميدانيا للبعثة، ومنذ تاريخ انضمامها للبعثة وحتى الآن نفذت عدد 778 ساعة طيران بمعدل 727 طلعة جوية، وقامت بنقل 4995 من حفظة السلام واكثر من 20 الف طن من البضائع والمواد المختلفة".

ويتكون فريق المروحيات الصينى من 140 عسكريا، بالإضافة إلى 4 مروحيات من طراز (مي -171).

ويتبع فريق المروحيات الصيني للواء الجوي من مجموعة قوات رقم 81، لجيش التحرير الشعبي الصيني، ويقوم الفريق بعدة مهام، بما فيها الدوريات الجوية ونقل قوات حفظ السلام وإجلاء الأفراد الذين يتم إنقاذهم بالإضافة إلى تقديم الإمدادات الجوية.

ونشرت قوات يوناميد مطلع العام 2008 في إقليم دارفور الذي يشهد نزاعا بين الجيش ومتمردين منذ العام 2003، ما أدى إلى مقتل 300 ألف شخص وتشريد نحو 2.5 مليون آخرين، حسب إحصائيات أممية.

وتعد يوناميد ثاني أكبر بعثة لحفظ السلام حول العالم بعد البعثة الأممية في الكونغو الديمقراطية، إذ يتجاوز عدد أفرادها 20 ألفا من الجنود والعسكريين وعناصر الشرطة والموظفين من مختلف الجنسيات، بميزانية بلغت 1.4 مليار دولار للعام 2014.

وتشارك الصين بفعالية في عمليات حفظ السلام الأممية منذ أكثر من 27 عاما، وحاليا، هناك 2622 من حفظة السلام الصينيين الذين يعرضون حياتهم للخطر في مناطق مضطربة من العالم، وذلك وفقا لتقرير للأمم المتحدة نشر في يوليو 2016.

وتعد مساهمة الصين في صناديق حفظ السلام ثاني أكبر مساهمة في العالم حيث قد امتدت مناطق النشر العسكري لحفظة السلام الصينيين من الشرق الأوسط إلي مناطق في آسيا وإفريقيا ووسعت الصين نطاق القوات من فرق هندسية إلي وحدات متعددة تضم مشاة ومهندسين وأفراد نقل ورعاية طبية وأمنا وطيرانا عسكريا.