مجتمع المصير المشترك الصيني الغيني، مفعم بالحيوية

بقلم: بيان جيان تشيانغ،سفير الصين لدى غينيا

ستنعقد قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الافريقي فى سبتمبر المقبل، تحت عنوان "الصين وأفريقيا: نحو مجتمع مصير مشترك أقوى عبر التعاون المربح للجميع"،حيث سيجتمع قادة الصين وافريقيا فى بكين ليرسموا معا خطة جديدة للصداقة والتعاون بين الصين وافريقيا فى العصر الجديد.

منذ ان توليت مهام سفير الصين لدى غينيا قبل أكثر من أربع سنوات،شعرت بعمق بالأساس المتين والحيوية الكبيرة لمجتمع المصير المشترك بين الصين وغينيا والآفاق الواسعة للتعاون والفوز المشترك للجانبين.

وتتمتع العلاقات الصينية الغينية بتاريخ طويل وحيوية جديدة.حيث كانت الصين من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال غينيا،كما كانت غينيا أول دولة إفريقية جنوب الصحراء تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين. ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين قبل 59 عاما، حافظت العلاقات الثنائية على تطور صحي ومستقر.ظلت غينيا تلتزم بمبدأ الصين الواحدة، وتبادل البلدان الدعم في المصالح الأساسية والقضايا الدولية الرئيسية. وخلال السنوات الأخيرة ،وتحت قيادة الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الغيني ألفا كوندي، تطورت العلاقات الثنائية على نحو شامل وارتقت إلى شراكة استراتيجية شاملة في عام 2016.

يقول المثل الصيني، "نتعرف على المشاعر الحقيقية، أثناء المصاعب". في بداية فترة استقلال غينيا، قدمت لها الصين دعما قيما، لمساعدتها في التغلب على الصعوبات.وعندما تفشي وباء الايبولا في غينيا في عامي 2014 و2015، أخذت الصين زمام المبادرة في تقديم المساعدات المالية والمادية والغذائية والطبية إلى غينيا ،بالإضافة إلى ارسالها لخبراء الصحة العامة.وخلال تلك الفترة الحرجة،واصل الدبلوماسيون وأفراد الفرق الطبية وموظفو الشركات والمغتربون الصينيون وغيرهم من أكثر من عشرة آلاف شخص الإقامة في غينيا للتضامن مع الشعب الغيني في التغلّب على الوباء، مايعكس الأخوة والتضامن بين البلدين.وفي الوقت نفسه،قدمت الصين مساهمات إيجابية باستمرار لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في غينيا.فى هذا الصدد،قامت الصين خلال العام الحالي، بتجهيز 333 قرية غينية بالبث التلفزيوني الرقمي. مايتيح لعشرات آلاف الغينيين العاديين معرفة العالم الخارجي.

تتمتع الصين وغينيا بتكامل اقتصادي قوي،حيث حقق التعاون العملى بين البلدين انجازات جديدة في السنوات الأخيرة من خلال القروض التجارية والقروض الميسرة والاستثمارات الصينية في غينيا. وتم تشييد محطة قاليتا للطاقة الكهرمائية التي مولتها الصين في عام 2015، ما أسهم في معالجة النقص الحاد في الطاقة، الذي تعانيه العاصمة الغينية كوناكري والمناطق المحيطة بها. كما تم بناء عدد من المشاريع البارزة في غينيا باستثمارات الشركات الخاصة الصينية، مثل فندق كارم ذى خمسة نجوم ومنطقة الحياة الدولية "دايموند بلازا" وغيرهما من المشاريع. ما ساعد على تحسين ملامح غينيا ومدنها بشكل كبير،وهو ماجعل الدور الصيني يحظى بتأييد واسع في غينيا.

وتولى غينيا أهمية كبيرة بمنتدى التعاون الصيني الأفريقي،باعتباره منصة مهمة لتعزيز التعاون بين الجانبين. كما أشاد الرئيس الغيني ألفا كوندي عاليا، بما اقترحه الرئيس الصيني شي جين بينغ من مبادئ الصدق والتقارب مع إفريقيا والآراء السديدة بشأن العدالة والمصالح تجاه افريقيا. كما أعرب الرئيس الغيني عن تقديره للنجاحات لتي حققتها الصين في مجال مكافحة الفقر. حيث قال كوندي خلال مقابلة صحفية أجريت معه مؤخرا ان الصين مثال جيد لغينيا. وقال إذا تمكنت الصين،وهى بلد شاسع ومكتظ بالسكان، من التغلب على الفقر،فإنه بإمكان الدول الافريقية التي تضم عشرات الملايين من السكن فقط،تحقيق هذا الهدف أيضا. ويتطلع كوندي إلى اغتنام بلاده فرصة قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الافريقي، للمشاركة في بناء "الحزام والطريق"،والتعلم من تجارب الصين في التخفيف من حدة الفقر،وتعزيز التعاون مع الصين في مجالات الزراعة والتعدين وبناء البنية التحتية وغيرها،لتحقيق المنفعة المتبادلة والتنمية المشتركة بين البلدين.