القاهرة 19 أغسطس 2018 / أعلنت وزارة الآثار المصرية اليوم (الأحد)، هوية الهياكل العظمية التي عثر عليها داخل تابوت في منطقة سيدي جابر بمحافظة الإسكندرية، شمال غرب القاهرة، مطلع الشهر الماضي.
وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري في تصريح، إن الدراسات المبدئية التي قام بها فريق عمل بحثي تابع لوزارة الآثار تمكنت من تحديد نوع وجنس أصحاب الهياكل العظمية، وعمرها وقت الوفاة وأطوالها، وذلك طبقا للشكل التشريحي للجمجمة والحوض والعظام الطولية، باستخدام الفحص الأنثروبولوجي طبقا للمعايير العلمية الدولية المتبعة.
وأضاف إن "الفريق البحثي قد عثر أيضا على رقائق ذهبية لبعض الشارات وجاري دراستها".
من جهتها، قالت رئيسة الإدارة المركزية لآثار وجه بحري الدكتورة نادية خضر إن الهيكل العظمي الأول يخص امرأة يتراوح عمرها ما بين 20 و 25 عاما، ويبلغ طول قامتها ما بين 160 و 164سنتيمترا.
وأوضحت أن الهيكل العظمي الثاني يعود لرجل يتراوح عمره 30 و35 عاما، ويبلغ طول قامته ما بين 160 و165.5 سنتيمتر، بينما يخص الهيكل العظمي الثالث رجلا يتراوح عمره ما بين 40 و44 عاما، ويتمتع ببنيان جسدي قوي، ويظهر ذلك من خلال مقاييس العظام الطولية، حيث يبلغ طول قامته ما بين 179 و184.5 سنتيمتر.
وأشارت إلى أن فريق البحث عثر خلال الفحص الدقيق للمنطقة الخلفية من العظمة الجدارية اليمنى للجمجمة والمنطقة المحيطة بها على ثقب دائري الشكل ملتم الحواف بشكل جيد ذو قطر يبلغ حوالي 1.7 سنتيمتر، ما يدل على أن صاحب هذا الهيكل العظمي قد عاش بالثقب لفترة طويلة من الزمن، ويرجح أنه كان نتيجة إجراء عملية جراحية تسمى "عملية ثقب أو نقب الجمجمة".
وتعد عملية ثقب الجمجمة من أقدم الممارسات الطبية التي مارسها الإنسان منذ عصور ما قبل التاريخ إلا أن ممارستها كانت نادرة في مصر القديمة، حيث عثر على عدد قليل جدا من الجماجم تظهر بها علامات لهذه العملية الجراحية، حسب خضر.
ورجحت أن تكون عملية الدفن قد تمت على مرحلتين متلاحقتين، ويتضح ذلك من خلال وضع الهياكل العظمية داخل التابوت، حيث وجد الهيكل الأخير يعلو الجزء الأيمن للهيكل الأوسط.
بدوره، قال رئيس قطاع الآثار المصرية الدكتور أيمن عشماوي إن فريقا من المتخصصين انتشل جميع البقايا الآدمية من داخل التابوت الحجري، والتي كانت تغمرها المياه، حيث تم البدء في أعمال تنظيف العظام من الأتربة والطين وتجفيفها تدريجيا ثم تنظيفها، بالإضافة إلى أعمال التوثيق وتسجيل البقايا العظمية وتصويرها.
ونوه بأنه سيتم إجراء تحليل الحامض النووي للهياكل الثلاثة من أجل الكشف عن ما إذا كانت هناك أية علاقة قرابة ما بين أصحاب الهياكل العظمية الثلاثة، والوقوف على الأمراض التي كانوا يعانون منها وغيرها.
كما سيتم إجراء أشعة "Ct-Scan" على الثقب الموجود بجمجمة الهيكل العظمي الثالث لمعرفة طريقة وأسلوب التدخل الجراحي، وكذلك على عظمة العضد اليسرى لنفس الهيكل وذلك لاحتمالية وجود كسر قديم بها.