بكين 12 أغسطس 2018 /قام علماء صينيون بطي جزيئات الحمض النووي في طريقة تشبه قص الورق لتصبح " حصان طروادة " نانويا أرق من 1/4000 من الشعر البشري، لتطلق "مقاتلات" لمكافحة أورام السرطان.
وقال نيه قوانغ جيون، كبير الباحثين من مركز الصين الوطني لعلوم وتكنولوجيا النانو إن خلايا السرطان تحتاج إلى كميات كبيرة من الغذاء لتتضاعف، غير أنها لا تقدر على إنتاج مواد التغذية المطلوبة.
وتنقل الأوعية الدموية الدم والأكسيجين والطاقة إلى خلايا السرطان، ولذلك؛ يسعى عدد كبير من العلماء إلى خلق حواجز في الأوعية الدموية التي تغذي الأورام.
ومن خلال السيطرة الدقيقة، تمكن باحث اسمه دينغ باو تشيوان من طي جزيئ يحتوي على نوع من الفيروسات ليصبح على شكل مستطيل، ومن ثم وضع أربع "مقاتلات" .. جزيئات الثرومبين (وهو إنزيم يوجد في بلازما الدم) على إحدى الصفائح وقام بلفها، كما وضع أقفالا مصنوعة من جزء الحمض النووي من بروتين النوكليولين، ليصبح بمثابة روبوت نانوي على شكل أنبوب، يبلغ طوله 90 نانومتر وبقطر دائرة 19 نانومتر.
وبعد حقنه، سافر "حصان طروادة " في الأوعية الدموية فيما تملك الأورام فقط المفتاح لفتح الأقفال التي بمجرد أن تفتح يتم إطلاق جزئيات الثرومبين المقاتلة، ما يجذب الصفائح الدموية وبروتين الفيبرينوجين لتشكيل جلطة كبيرة في الأوعية الدموية ضمن عدة ساعات، لأجل قطع الإمدادات الدموية وتجويع الأورام حتى موتها حسبما قال نيه.
ويمكن إزالة الروبوت النانوي من الجسم بعد إتمام مهمته.
هذا وأجرى الباحثون تجارب على ما يزيد عن 200 فأر مصاب بسرطان الجلد وسرطان الثدي وسرطان المبيض وسرطان الرئة، ولاحظوا فعالية أداء الروبوتات النانوية في كبح الأورام.
وأضاف نيه أنه في تجربة أجريت على 8 فئران مصابة بسرطان الجلد، اختفت الأورام من ثلاثة منها. وازداد معدل وقت البقاء على قيد الحياة من 20.5 يوم إلى 45 يوم. ولم يتم ملاحظة انتشار الأورام الخبيثة.
وشهدت الصين تزايدا في حالات الاصابة بالأورام الخبيثة في السنوات الأخيرة، حيث بات السرطان يشكل تهديدا رئيسيا لصحة المواطنين.
ويعد علاج الانصمام التداخلي خيارا أوليا لدى المرضى المصابين بسرطان الكبد المتقدم، حيث يتلقى حوالي 600 ألف حتى 800 ألف مريض مصاب بسرطان الكبد في الصين هذا العلاج سنويا.