دمشق اول أغسطس 2018 / يقترب الجيش السوري من إعلان السيطرة الكاملة على محافظتي القنيطرة ودرعا الواقعتين جنوب سوريا، بعد أكثر من شهر من العمليات العسكرية والمصالحات بين الحكومة السورية والمسلحين، وسط أنباء عن سيطرة الجيش السوري على حوض اليرموك، بحسب الإعلام الرسمي ومرصد حقوقي.
وقال التلفزيون الرسمي السوري يوم الثلاثاء إن الجيش يلاحق بقايا مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في بلدة القصير في منطقة حوض اليرموك في ريف درعا الغربي.
وبدوره أفاد الإعلام الحربي المركزي التابع للقوى المتحالفة مع الجيش السوري بأن الجيش السوري بسط الثلاثاء سيطرته على كامل منطقة حوض اليرموك بريف محافظة درعا لينجز بالتالي عملية تحرير جنوب غرب البلاد من المسلحين.
في سياقٍ موازٍ رفع الجيش العلم السوري في مدينة نوى بريف درعا الشماليّ الغربيّ، وتم رفعه وسط تجمّع شعبيّ حاشد بعد إنهاء الوجود الإرهابيّ في المدينة.
وبمجرد هزيمة جيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم (داعش) في تلك البلدة، سيتم إعلان محافظة درعا بأكملها خالية من المسلحين حيث وافقت عدة مجموعات مسلحة على الانسحاب باتجاه المناطق التي يسيطر عليها المسلحون في شمال سوريا بموجب اتفاق مدعوم من روسيا.
وكان الجيش السوري بدأ هجومه واسع النطاق في ثلاث محافظات سورية جنوبا في 19 يونيو الماضي بهدف السيطرة عليها وطرد المسلحين منها. وتمكن من السيطرة على عدة مناطق في درعا قبل أن تبدأ عدة بلدات كبرى بريف درعا بقبول المصالحات والاتفاقات بدعم روسي، وتسليم السلاح الى الجيش السوري وتسوية أوضاع من يرغب بالبقاء ، ونقل الرافضين إلى الشمال السوري .
وتقع محافظة درعا على بعد 100 كلم جنوب دمشق وتحتل هذه المحافظة أهمية للجيش السوري لقربها من الحدود الأردنية.
وخلال العملية العسكرية الجارية حاليًا في درعا ، قام الجيش السوري بتأمين الحدود الكاملة بين سوريا والأردن ، بما في ذلك معبر نصيب الحدودي، وهو النقطة الحدودية الوحيدة الرسمية بين سوريا والأردن التي تم إغلاقها منذ 2015 عندما سيطر المسلحون عليها .
ونتيجة لتقدم الجيش في درعا، وبعد المحادثات بين القوى الكبرى، وافق المسلحون في القنيطرة، بالقرب من مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، على تسليم أسلحتهم إلى الجيش السوري وإخلاء مواقعهم نحو شمال سوريا.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية ((سانا)) إنه "تم يوم الثلاثاء إخراج آخر دفعة من الإرهابيين الرافضين للتسوية مع عائلاتهم من بلدة جباثا الخشب والقرى التابعة لها ونقلهم بواسطة ست حافلات عبر ممر أوفانيا إلى شمال سوريا".
وتابعت أن بلدة جباثا الخشب أصبحت "خالية بشكل كامل من الإرهابيين"، لافتة إلى أنهم سلموا أسلحتهم الثقيلة، ومنها دبابات ومدافع وعربات عسكرية إلى الجيش السوري.
وأضافت الوكالة أن "بعض المجموعات الإرهابية الرافضة للتسوية مازالت تنتشر في قريتي بريقة وبئر عجم"، مشيرة إلى أنه "من المقرر إخراجها خلال الأيام القادمة".
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره ولندن إنه "تم توثيق تهجير نحو 9880 شخصا من القنيطرة ومحافظة درعا إلى الشمال السوري حتى 28 يوليو الجاري".
وبدأت عملية إجلاء مقاتلي الفصائل المعارضة وعائلاتهم من محافظة القنيطرة السورية إلى شمال سوريا في 20 يوليو الجاري بعد يوم من التوصل إلى اتفاق برعاية روسيا قضى باستعادة الجيش السوري جميع نقاط انتشاره قبل عام 2011 في محافظة القنيطرة وخروج المسلحين الرافضين له إلى محافظة إدلب شمال غرب البلاد.
وفي سياق متصل قال رئيس الوفد الرسمي في مباحثات استانا 10 في سوتشي الروسية بشار الجعفري، إن "الإرهابيين الذين هاجموا مدينة السويداء أتوا من منطقة التنف التي تسيطر عليها القوات الأمريكية"، فيما أشار إلى أنه سيتم استعادة إدلب عبر عملية عسكرية إذا لم يتحقق ذلك بالمصالحات.
ويشار إلى أن التنف تبعد أكثر من 300 كلم عن السويداء فيما يتواجد عناصر للتنظيم أيضا في منطقة على حدود الريف الغربي للمحافظة قام النظام السوري بنقلهم إليها عبر اتفاق للانسحاب من مخيم اليرموك في دمشق مايو الماضي.
وكان تنظيم داعش الإرهابي شن هجوما على عدة قرى في الريفين الشرقي والشمالي لمحافظة السويداء يوم الاربعاء الماضي أسفر عن سقوط مئات الضحايا، كما قام عناصر التنظيم بعمليات انتحارية داخل المدينة.
واتهم الجعفري الولايات المتحدة وإسرائيل "بدعم الإرهاب"، ولفت إلى أن تواجد الأمريكيين وحلفائهم في سوريا "غير قانوني"، داعيا التحالف إلى "سحب قواته فورا ودون شروط من أراضي البلاد".