دمشق 25 يوليو 2018 / لقي ما لا يقل عن 215 شخصا مصرعهم وأصيب أكثر من 200 آخرين، يوم الأربعاء في سلسلة تفجيرات وهجمات شنها تنظيم "الدولة الإسلامية - داعش" على مدينة السويداء وريفها الشمالي والشمالي الشرقي، بالتزامن مع تقدم الجيش السوري في حوض اليرموك في الجنوب السوري، حسبما صرح به الاعلام الرسمي السوري، ومصدر طبي لوكالة ((شينخوا)) بدمشق.
وقال مصدر طبي في المشفى الوطني في السويداء، لوكالة (( شينخوا)) بدمشق، إن "الحصيلة شبه النهائية ليوم السويداء الدامي هي 215 شهيدا وأكثر من 200 جريح، العديد منهم إصاباتهم خطيرة"، مبينا أن عدد قتلى الإرهابيين من تنظيم "داعش" أكثر من 80 قتيلا .
من جانبه، أكد مصدر ميداني في محافظة السويداء لوكالة (( شينخوا))، شارك في عملية صد الهجوم عن ريف السويداء الشرقي، أن أكثر من 300 مقاتل من تنظيم "داعش" شنوا الهجوم فجر الأربعاء على عدة قرى بريف السويداء الشرقي والشمالي الشرقي من جهة البادية السورية، لافتا إلى أن التنظيم الإرهابي عمد إلى ارتكاب المجازر بحق المدنيين وقتل عددا كبيرا من الأهالي العزل وتمركز في بعض البيوت داخل البلدات.
وأشار إلى أن الأهالي وقوات الدفاع الشعبية تمكنوا من صد الهجوم واستعادة السيطرة على كل القرى التي دخل اليها تنظيم "داعش" الإرهابي ، بعد معارك عنيفة.
وأضاف المصدر الميداني أن حالة من الهدوء الحذر تسود محافظة السويداء وريفها، مشيرا إلى وجود انتشار كثيف لعناصر الأمن وقوى الأمن الداخلي واللجان الشعبية بداخل المحافظة تحسبا لوقوع أي هجوم مباغت من قبل تنظيم "داعش".
وقال شهود عيان لوكالة ((شينخوا)) بدمشق، إن حالة من الهلع والخوف سادت في نفوس الأهالي بعد سماع دوي الانفجارات القوية في داخل مدينة السويداء، وانتشار أخبار عن وجود انتحاريين آخرين ما زالوا بداخل المدينة.
وروى عدد من الأهالي لوكالة ((شينخوا)) حالة الخوف والرعب التي سيطرت عليهم خلال الساعات الأولى من وقوع التفجيرات، مؤكدين في الوقت ذاته على أن السويداء عصية على الإرهاب .
ميدانيا، تمكن الجيش السوري من السيطرة على 14 قرية وبلدة بريفي درعا والقنيطرة بعد القضاء على آخر تجمعات إرهابيي "داعش " فيها، كما وسع نطاق سيطرته في محيط بلدة جلين في منطقة حوض اليرموك.
ونقلت وكالة الأنباء السورية ((سانا)) عن مصدر عسكري قوله إن "وحدات الجيش السوري العاملة في المنطقة الجنوبية واصلت عملياتها القتالية ضد تنظيم داعش الإرهابي وأحكمت سيطرتها على العديد من القرى والبلدات شمال غرب درعا وجنوب شرق القنيطرة".
ولفت المصدر العسكري إلى أن "عمليات وحدات الجيش أسفرت عن القضاء على أعداد كبيرة من الإرهابيين ومصادرة أسلحتهم وعتادهم ، بينما تقوم وحدات الهندسة بفتح الطرقات بعد تفكيك الألغام وإزالة المفخخات" .
من جانبه، أكد المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن، أن الاشتباكات تتواصل بوتيرة متصاعدة على محاور واقعة في ريف درعا الغربي وأقصى ريف القنيطرة الجنوبي، بين عناصر من "جيش خالد بن الوليد" المبايع لتنظيم "الدولة الإسلامية - داعش" من جهة، وقوات النظام مدعومة بالمسلحين الموالين لها من جهة أخرى.
وأضاف المرصد السوري أن قوات النظام تحرز تقدما متسارعا وهاما مدعوما بغطاء جوي وصاروخي مكثف، حيث تمكنت من السيطرة على قرى وبلدات جديدة واستراتيجية، إذ ارتفع إلى أكثر من 18 عدد البلدات والقرى التي تقدمت إليها قوات النظام خلال الساعات الفائتة، وأبرزها عين ذكر وأبو حارتين بمنطقة حوض اليرموك، وسط انهيار "لجيش خالد" في المنطقة.
وكان الجيش السوري قد شن منذ 19 من الشهر الماضي، عملية عسكرية واسعة شملت أرياف السويداء ومحافظة درعا والقنيطرة في الجنوب السوري، وتمكن من السيطرة على أكثر من 91 بالمائة من مساحة درعا ، إما بالعملية العسكرية أو عن طريق المصالحات.
وتمكن من السيطرة على أكثر من 200 كلم مربع من مساحة ريف القنيطرة، التي كانت تحت سيطرة المسلحين.
ولايزال الجيش السوري يواصل عملياته العسكرية في الجيب الأخير الذي يسيطر عليه "جيش خالد بن الوليد" المبايع لتنظيم "داعش" في حوض اليرموك الاستراتيجي .