人民网 2018:07:26.08:33:26
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> تبادلات دولية
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

النص الكامل لخطاب الرئيس الصيني في منتدى أعمال بريكس في جنوب افريقيا (2)

2018:07:26.08:35    حجم الخط    اطبع

ثالثا: يجب علينا أن نسعى إلى تحقيق النمو الشامل لجلب المنافع لشعوب كل البلدان. وإن التنمية غير المتكافئة وغير الكافية تمثل تحديا مشتركا لكل البلدان . والفجوة بين الشمال والجنوب، أي بين البلدان المتقدمة من ناحية والأسواق الصاعدة والبلدان النامية من ناحية أخرى، لاتزال ضخمة ، كما أن هناك فجوات تنموية بدرجات متفاوتة في داخل تلك البلدان .

إن أجندة 2030 للتنمية المستدامة توفر خطة عمل شاملة للمجتمع الدولي. ونحن، بلدان بريكس، ينبغي أن نتبع توجيهات أجندة 2030 في سبيل سعينا إلى تحقيق استراتيجيات التنمية الخاصة بنا استنادا إلى ظروفنا الوطنية الواقعية. ويجب علينا أن نضع الشعب أولا، وضمان تنمية اقتصادية واجتماعية منسقة،وحماية البيئة، وهكذا نمنح شعوبنا إحساسا أقوى بالإنجاز والسعادة. يجب أن نضمن تحقيق التناغم بين الإنسان والطبيعة وأن نحث المجتمع الدولي على تنفيذ اتفاقية باريس على نحو كامل. ويجب أن نتعامل مع الطبيعة بحذر وأن نبذل المزيد من الجهود لتعزيز نظام إيكولوجي يؤدي إلى تحقيق التنمية الخضراء. ومن الضروري أن نعزز التعاون في مجال التنمية الدولية وأن نحث البلدان المتقدمة على الوفاء بوعودها فيما يخص مساعدات التنمية الرسمية وزيادة الدعم للبلدان النامية.

ورغم أن أفريقيا تضم بلدانا نامية أكثر من أي قارة أخرى،فإنها تملك إمكانيات للتنمية أكثر من أي منطقة في العالم. ويتعين علينا تعزيز التعاون مع أفريقيا ، ودعم التنمية فيها وجعل التعاون بين بريكس وأفريقيا نموذجا لتعاون الجنوب - الجنوب. يجب علينا أن نعمل بنشاط في تنفيذ التعاون مع البلدان الأفريقية في مجالات تخفيف حدة الفقر والأمن الغذائي والابتكار وتطوير البنية الأساسية والتصنيع، على نحو متوافق مع الظروف الوطنية لكل بلد. ويجب علينا مساعدة البلدان الأفريقية في تطوير هيكلها الاقتصادي والمساهمة في تنفيذ أجندة 2063 للاتحاد الأفريقي، وهكذا نساعد أفريقيا، كقارة قديمة، لتكتسب حيوية قوية.

رابعا: يجب علينا التمسك بالتعددية وتحسين الحوكمة العالمية. إن توفير بيئة خارجية مواتية ومستقرة يمثل أمرا حاسما لتحقيق التنمية في كل البلدان، وبخاصة في الأسواق الصاعدة والبلدان النامية. ومن الواضح أن النظام الدولي الراهن ليس مثاليا. ولكن ما دام هذا النظام يقوم على قواعد،ويهدف إلى أن يكون عادلا ويحقق نتائج مربحة لكل الأطراف، فلا يجب التخلص من النظام الدولي متى شئنا، ناهيك عن أنه لا يجب تفكيكه كله وإعادة بنائه من جديد.

يجب علينا نحن بلدان بريكس، أن نتمسك بالتعددية. وينبغي أن نحث كل الأطراف على مراعاة القواعد الدولية التى اعتمدت على نحو جماعي ، ويجب أن نتعامل مع كل البلدان على قدم المساواة بصرف النظر عن حجمها،وأن نحل كافة القضايا التي تهم الجميع عبر التشاور وأن نعارض الهيمنة وسياسات القوة. كما ينبغي أن نعزز الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام،وأن نشارك مشاركة فعالة في جهود الوساطة لحل القضايا الجيوسياسية الساخنة. ومن المهم لنا أن ندعم بقوة نظاماً تجارياً متعدد الأطراف، ودفع إصلاح الحوكمة الاقتصادية العالمية وتعزيز صوت وتمثيل الأسواق الصاعدة والبلدان النامية . وعندما توضع قواعد جديدة حول قضايا الابتكار والتجارة والاستثمار وحماية حقوق الملكية الفكرية ، أو فيما يتعلق بمجالات ذات آفاق جديدة مثل الفضاء السيبراني والفضاء الخارجي والأقاليم القطبية ، يجب علينا أن نتأكد من أن وجهات نظر الأسواق الصاعدة والبلدان النامية تجد آذانا صاغية ،وأن مصالحها ومطالبها تؤخذ في الحسبان ، وأن هناك فرصا كافية للتنمية في هذه البلدان.

السيدات والسادة،

الأصدقاء،

يواكب هذا العام الذكرى ال40 لتطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح الصينية. إن النجاح يتحقق فقط عبر العمل الجاد. وخلال ال40 عاما الماضية، قطعت الصين شوطا طويلا. وبالجهود الشاقة، شقت الصين طريقا لبناء الاشتراكية ذات خصائص صينية. وانطلاقا من واقع الصين وحقائقها وبوضع رؤية عالمية، فنحن في الصين اكتسبنا القوة من حكمة الحضارة الصينية القديمة، وتعلمنا أيضا من البلدان الأخرى، الشرقية والغربية. لقد احتضنا العالم ودمجنا بلادنا معه بشكل كامل. وفي الوقت الذي تسعى فيه الصين لتحقيق تنميتها الخاصة، فإنها أيضا قدمت إسهامات هامة لتحقيق السلام والتنمية للبشرية.

وكأكبر دولة نامية في العالم، فإن الصين تواكب اتجاه العصر وسوف تسعى نحو تحقيق تنمية مدفوعة بالابتكار ومنسقة وخضراء ومفتوحة للجميع. سوف نعزز جهود تحقيق تنمية مدفوعة بالابتكار وسوف ننخرط بشكل كامل في التعاون الدولي في الابتكار والتكنولوجيات. وسوف نشارك بفعالية في تعاون الجنوب - الجنوب من أجل تعزيز فرص أكبر للتنمية المشتركة في الأسواق الصاعدة والبلدان النامية.

سوف تستمر الصين في تطوير نفسها عبر فتح بابها واسعا. وخلال المؤتمر السنوي لمنتدي بوآو الآسيوي الذي عقد في أبريل الماضي، أعلنتُ عن عدد من المبادرات الجديدة لجعل الصين أكثر انفتاحا، وهذه المبادرات يتم تنفيذها بسرعة. سوف تبني الصين بيئة أكثر ملاءمة للاستثمار، بما يتفق مع المعايير الدولية، وأكثر شفافية ومستندة إلى القانون، وسوف تشجع المنافسة وتعارض الاحتكار. وسوف تتخذ الصين إجراءات صارمة في إنفاذ القانون من أجل تعزيز حماية حقوق الملكية الفكرية وسوف تفرض تكاليف باهظة على انتهاك حقوق الملكية الفكرية. نحن نحث الشركات على الإبقاء على التبادلات والتعاون في مجال التكنولوجيا، وسوف نحرص على أن تكون حقوق الملكية الفكرية ، محمية في إطار القانون. وسوف تعمل الصين على زيادة الواردات لتعزيز توازن ميزان المدفوعات وفق الحساب الجاري.

وسوف تقيم الصين الدورة الأولى من المعرض الصيني الدولي للواردات في شانغهاي في نوفمبر من العام الجاري، وهي خطوة كبيرة من أجل تعزيز تحرير التجارة وفتح أسواق الصين بقوة. وسوف يمثل المعرض منصة جديدة للعالم للوصول إلى السوق الصينية. وحتى الآن،أكد أكثر من 130 دولة ومنطقة ، وأكثر من 2800 شركة مشاركتها في المعرض، كما أنه من المتوقع أن يحضر المعرض أكثر من 150 ألف مشتر من الصين وخارجها. وإني أرحب بقادة الأعمال من بلدان بريكس والبلدان الأفريقية الأخرى في حضور المعرض.

وسوف تستمر الصين بقوة في بناء مبادرة الحزام والطريق لخلق فرص جديدة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلدان المشاركة، ومن أجل تمكين تلك البلدان من تحقيق أجندة 2030 للتنمية المستدامة. إن مبادرة الحزام والطريق التي يوجهها مبدأ السعي إلى تحقيق المنافع المشتركة عبر التشاور المكثف والمساهمات المشتركة، قد نشأت في الصين لكنها تخص العالم كله . إننا نأمل بصدق أن البلدان الأخرى من مجموعة بريكس والبلدان الأفريقية والأسواق الصاعدة، سوف تقيم شراكات قوية مع هذه المبادرة حتى تصل المكاسب والمنافع إلى المزيد من البلدان والشعوب.

إنه كان لامحالة أن تقوم بين الصين والبلدان الأفريقية علاقة جيدة من الصداقة والأخوة والشراكة . ويبدو التعاون الصيني - الأفريقي مثالا جيدا لتعاون الجنوب - الجنوب. وسوف يشهد سبتمبر القادم إعادة تجمع الصين والدول الأفريقية في قمة منتدى التعاون الصيني - الأفريقي في بكين. ولأنها تحمل عنوان " الصين وأفريقيا : نحو مجتمع أقوى ذي مصير مشترك عبر التعاون المربح للجانبين " ، فإن قمة بكين تهدف إلى تعزيز التكامل بين الجهود الصينية - الأفريقية المشتركة في تنفيذ مبادرة الحزام والطريق وأجندة 2030 وأجندة 2063، من ناحية، فضلا عن تنفيذ استراتيجيات التنمية الخاصة بالبلدان الأفريقية، من ناحية أخرى. وهذا سوف يمكِّن الصين وأفريقيا من تحقيق تعاون عالي الجودة ورفيع المعايير للمنفعة المتبادلة والتنمية المشتركة.

السيدات والسادة،

الأصدقاء،

إن التعاون في مجال الأعمال هو أهم أوجه التعاون في إطار بريكس وأنجعها. وبفضل جهودنا المشتركة، حققنا تطورات جديدة في إطار التعاون خلال هذا العام. نحن بلدان بريكس،سوف نصوغ شراكة قائمة على الثورة الصناعية الجديدة، تتضمن تنسيقا أكثر بين سياسات الاقتصاد الكلي، وتعاونا أوثق في الابتكار والتصنيع، وجهودا مشتركة من أجل تسريع وتيرة الارتقاء الاقتصادي وإحلال محركات نمو جديدة محل المحركات الحالية. لقد أحرزت بلدان بريكس الخمسة أيضا تقدما جيدا على صعيد التعاون في مجالات تيسير التجارة وتجارة الخدمات والتجارة الألكترونية وحقوق الملكية الفكرية ،وغيرها من المجالات. وهذه الخطوات سوف تمكننا من اغتنام الفرص ومواجهة التحديات في عالم متغير وسوف تعمل على إثراء استراتيجية الشراكة الاقتصادية لمجموعة بريكس.

إن مجتمع الأعمال هو الدعامة الأساسية للتعاون الاقتصادي في إطار بريكس وهو القوة الديناميكية التي تدفع هذا التعاون. وكقادة أعمال، فأنتم يجب أن تلعبوا دورا كبيرا في تشكيل العقد الذهبي الثاني للتعاون في إطار بريكس. وآمل أن تستغلوا تماما قوتكم لتعزيز التعاون المربح للجميع من أجل تحقيق التنمية المشتركة لبلدان مجموعتنا الخمسة. وكقادة أعمال، يجب عليكم أن تتخذوا خطوات جريئة لاستكشاف أرضية جديدة في السعي وراء الإصلاح والابتكار. ومن خلال العمل معا، سوف تستطيعون بالتأكيد فتح أفق جديد للتنمية لبلداننا الخمسة وغيرها من الأسواق الصاعدة والبلدان النامية.آمل أيضا أن تضعوا في الأذهان احتياجات الشعوب وأن تسعوا إلى تحقيق عوائد التنمية على المستويين الاقتصادي والاجتماعي،وذلك من أجل زيادة الدعم الشعبي للتعاون في إطار مجموعة بريكس.

السيدات والسادة،

الأصدقاء،

يوافق هذا العام الذكرى المئوية لميلاد نيلسون مانديلا. ودعوني أستشهد بإحدى مقولاته الشهيرة " بعد تسلق تل كبير، لا يكتشف المرء سوى أن هناك الكثير من التلال التي عليه تسلقها" . والواقع أن تاريخ التعاون في إطار بريكس هو رحلة تضم بلداننا الخمسة وهي تتسلق تلالا كبيرة، لكي تصل إلى مرتفعات أخرى. وإني على قناعة بأنه حينما تمضي قدما بلداننا الخمسة معا، فإننا سوف نقدم إسهامات أكبر لسلام البشرية وتنميتها.

شكرا لكم.

 


【1】【2】

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×