بيروت 16 يوليو 2018 / اعتبر مبعوث خاص لرئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية مساعد وزير الخارجية حسين جابري انصاري اليوم (الاثنين) في بيروت أن "الأولوية الاساسية لايران والتي ينبغي ان تكون لدول المنطقة هي المسارعة في ايجاد الحل السياسي لكافة الازمات والخلافات الاقليمية الملتهبة".
وقال انصاري، في تصريحات بعد لقائين منفصلين مع كل من رئيس البرلمان نبيه بري ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل إنه يحمل إلى المسؤولين اللبنانيين رسالة تتصل ب"شرح الجهود التي تقوم بها ايران وشركائها في الاتفاق النووي من اجل المحافظة عليه وعلى المكتسبات السياسية والاقتصادية لايران".
وأشار إلى جهود بلاده من أجل "مواجهة السياسة الامريكية الاحادية المعتمدة في مجال الاتفاق النووي".
وأكد أن الرسالة التي يحملها إلى لبنان "تتضمن تأكيد ايران على معاني الصداقة والتعاون والتنسيق مع الدول الشقيقة في هذه المنطقة وفي العالم"، مؤكدا أن "المنطقة ملك لدولها ولشعوبها ولا بد لها ان تتضامن وتتقارب من أجل الدفاع عن مستقبلها ومصيرها".
وتمنى أن يشهد لبنان "مزيدا من الاستقرار والوحدة" آملا "بعد اجراء الانتخابات البرلمانية الناجحة ان تشكل الحكومة اللبنانية العتيدة بتوافق كل الاطراف".
وحول التطورات المرتبطة بحل الازمة السورية، قال انصاري إن "الاسراع في ايجاد حل سياسي مناسب للازمة السورية يفيد المنطقة برمتها وليس سوريا وحدها".
وأكد أن ايران "تضع في سلم اولوياتها متابعة العملية السياسية التي ستؤدي إلى الحل السياسي من خلال مفاوضات أستانا وبالتعاون مع المبعوث الاممي ستيفان دى ميستورا".
وأضاف "نعمل من خلال المفاوضات مع الامم المتحدة والدول الضامنة الثلاث على ايجاد مقدمات انطلاق عمل اللجنة الدستورية التي سوف تدرس الاصلاحات التي تساعد في اشاعة الاجواء الايجابية والمناخات المفيدة لحل الأزمة السورية بالتوازي مع الانجازات الميدانية".
واعتبر أن "الدور الاساسي والفاعل في المسألة الدستورية تقوم به الاطراف السورية سواء كان الدولة ام المعارضة او قوى المجتمع المدني لان هذه المسألة سيادية سورية ولا يحق لاي طرف خارجي ان يفرض وجهة نظره في هذا المجال".
ولفت إلى أن بلاده تعمل في هذه المرحلة على "توفير المناخات اللازمة والمناسبة التي تضمن عودة اللاجئين السوريين السالمة إلى وطنهم"، معتبرا أن "ملف النازحين هو من الملفات الحيوية التي تشكل خطوة اساسية في إعادة اجواء الامن والاستقرار في كافة الربوع السورية".
وأضاف "الملف الآخر الذي نعمل عليه مع شركائنا بشكل جدي هو الملف الانساني المرتبط بتبادل الاسرى والجرحى"، مشيرا إلى "الدور الاساسي للدولة السورية من أجل حل هذه المشاكل العالقة بمشاركة المعارضة السورية".
وحول الوجود الايراني في سوريا، أشار إلى أن "ثمة مستشارين ايرانيين يعملون في الجنوب السوري بناء على طلب رسمي من الحكومة السورية لمؤازرتها في مواجهة الإرهاب".
وأضاف إن "استمرار وجودهم وتحديد الحضور الايراني في سوريا سيحدد طبقا لحاجات الدولة السورية".
وفي ما يتعلق بالازمة اليمنية، قال "طوال الاشهر القليلة الاخيرة كانت هناك حركة مكثفة من المفاوضات التي جرت بمشاركة ايران والامم المتحدة واربع دول اوروبية بالاضافة إلى الاتحاد الاوروبي من أجل ايجاد الآليات المناسبة لبدء المفاوضات النهائية للازمة اليمنية".
وأكد أن "حل أزمة اليمن لا يكون عسكريا ونأمل ان نجد الظروف المؤاتية للحل السلمي هناك وان يضع الجميع منطق الحل شاملا".
وكان انصاري قد نقل إلى الرئيس اللبناني ميشال عون في وقت سابق من اليوم رسالة شفهية من نظيره الايراني حسن روحاني تتناول التطورات المتصلة بالاتفاق النووي ومساعي ايران للوصول إلى اتفاق سياسي للازمة السورية من خلال اللقاءات المتوقعة بين أطراف الازمة.