تحقيق اخباري: تنظيم داعش يحصل على مصادر طاقة حديثة بالمناطق النائية

بغداد 4 يوليو 2018 /كشفت سلسلة عمليات عسكرية واسعة نفذتها القوات العراقية شرق البلاد عن أسلوب جديد لتنظيم داعش الإرهابي لضمان توفير الطاقة في مناطق نائية لتأمين تشغيل أجهزته واتصالاته، وسط مطالبات بكشف أساليب حصول التنظيم المتطرف على تقنيات حديثة للطاقة.

وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس ديالى صادق الحسيني لوكالة أنباء (شينخوا) إن" القوات الأمنية كثفت مؤخرا من عملياتها العسكرية الواسعة خاصة في المناطق النائية والتي تتميز بتضاريس معقدة للغاية ومنها جبال حمرين والتي تتطلب حركة المفارز القتالية عشرات الكيلومترات سيرا على الاقدام للوصول إلى مضافات التنظيم التي اتخذت من الوديان الوعرة والتلال مواقع لها".

وكانت عمليات ديالى شنت مؤخرا سبع عمليات عسكرية واسعة في اربع مناطق أبرزها حوض حمرين لتعقب خلايا تنظيم داعش لانهاء وجودها وخطرها على المدنيين.

وأضاف الحسيني أن" مضافات التنظيم التي عثر عليها احتوت الكثير من المواد سواء متفجرات أو ذخائر أو مواد كهربائية بالاضافة إلى امتعة وبزات عسكرية لكن المثير هو أن بعض تلك المضافات كانت تعتمد بشكل أساسي على منظومات طاقة شمسية حديثة لتوليد الكهرباء".

ويطلق مصطلح المضافة على أماكن وجود عناصر التنظيم المتطرف وهي إما أن تكون بيوتا أو انفاقا أو كهوفا وهي ذات انواع منها للنوم أو التخزين أو الاجتماعات.

وتابع الحسيني أن " داعش يحاول من خلال الطاقة الشمسية إدامة مبدأ الحصول على الطاقة الكهربائية في مضافاته التي تكون بعيدة جدا ونائية وهذا أمر لم يكن مألوفا في السنوات الماضية بل كان يعتمد على المولدات في أغلب الأوقات لكن بعد مضافاته في عمق جبال حمرين مثلا وصعوبة نقل الوقود ربما يكون سبب مباشر في اعتماد على الطاقة الشمسية".

إلى ذلك قال قائد عمليات ديالى الفريق الركن مزهر العزاوي إن" تنظيم داعش يعتمد على مصادر طاقة متعددة من خلال ما تم ضبطه في مضافات سواء المولدات أو منظومات الطاقة الشمسية التي تم ضبط أحدها وهي كبيرة مؤخرا في جبال حمرين وكانت تؤمن الطاقة لاكثر من مضافة".

وأضاف العزاوي أن" أكثر من 20 مضافة لداعش تم تدميرها خلال الاسابيع الماضية ضمن حدود المسؤولية الأمنية" ، لافتا إلى أن الجهد والزخم الكبير للقوات الأمنية الحق ضررا بالغا في ما تبقى من فلول التنظيم.

فيما أشارالنقيب بالجيش العراقي حسن الربيعي إلى أن القوات الامنية المشتركة ضبطت مؤخرا في جبال حمرين(75كم) شمال شرق بعقوبة منظومة متكاملة للطاقة الشمسية في إحدى مضافات داعش كانت تستخدم لشحن أجهزة اتصالاته وتشغيل بعض الاجهزة الأخرى كمكائن الماء ومكيفات الهواء.

وأضاف الربيعي أن" داعش يعتمد على الطاقة الشمسية في المضافات النائية جدا والتي من الصعوبة الوصول اليها إلا أن طريق دراجات نارية أو سيرا على الاقدام لأنها تقع في مناطق وعرة للغاية".

بدوره قال أحمد الربيعي عضو مجلس ديالى إن" اعتماد تنظيم داعش على الطاقة الشمسية يدلل على انتهاج أسلوب جديد لدى التنظيم في خلق مورد طاقة مستمر يكون أفضل من اعتماد على المولدات التي تحتاج إلى الوقود ".

وتابع الربيعي أن" ضبط منظومة طاقة شمسية في مضافات داعش لم يكن حالة فردية بل تكرر عدة مرات وفق بيانات القوات الامنية ما يستدعي التحقيق في كيفية وصول تلك المنظومات الحديثة إلى أيدي مسلحي التنظيم".

على صعيد متصل قال الخبير الأمني " أن تنظيم داعش يغير من تكتيكاته بين فترة وأخرى سواء من ناحية الهجمات أو كيفية التاقلم مع الأوضاع في ظل انكساره الكبير في كل معاقله ".

وأضاف الشمري أن" وجود المولدات أصبح عبئا على كاهل مسلحي داعش في ظل عدم قدرته على تأمين الوقود أو إصلاح الاعطال ما يعرض مسلحيه للكشف لذا بدأ يعتمد على الطاقة الشمسية التي تمثل طاقة رخيصة وسهولة التعامل معها وهي مستمرة دون توقف".

وأشار الشمري إلى أن جزءا من عوامل استمرارية التنظيم في المناطق النائية بالوقت الراهن هو وجود الطاقة الشمسية التي كشفت العمليات الاخيرة بانه لم يستثمرها في إدامة الطاقة لأجهزة الاتصالات بل في تشغيل مكائن المياه على بعض الابار التي قام التنظيم بحفرها وبذلك امن استمراريته في تلك المناطق.

وكانت القوات الأمنية الحكومية ضبطت أول منظومة للطاقة الشمسية في مضافات داعش في مناطق جنوب بهرز (احدى بلدات ديالى) قبل أشهر معدودة قبل أن يتم كشف المزيد في الفترة الماضية.

وبدأت القوات الأمنية العراقية المشتركة صباح اليوم عملية عسكرية لتطهير المناطق الواقعة شرق الطريق الذي يربط محافظة ديالى بمحافظة كركوك ويمتد إلى المناطق الشرقية من محافظة صلاح الدين والتي شهدت مؤخرا اختطاف وقتل عددا من المدنيين وافراد القوات الامنية.

واعلن حيدر العبادي رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة العراقية في التاسع من ديسمبر الماضي استعادة جميع الاراضي العراقية من سيطرة التنظيم المتطرف وفرض السيطرة الكاملة على شريطه الحدود مع سوريا ووضع تحكيمات لمنع تسلل الإرهابيين إلى البلاد من سوريا.