بكين 4 يوليو 2018 /قال خبراء في مراكز الابحاث الرائدة، إن زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ المقبلة إلى بلغاريا وألمانيا ستعزز التنمية الشاملة للعلاقات الصينية -الأوروبية.
ومن المقرر ان يقوم لي بزيارة رسمية لكل من بلغاريا وألمانيا وحضور الاجتماع السابع لزعماء الصين ودول وسط وشرقي أوروبا في العاصمة البلغارية صوفيا، وعقد الجولة الخامسة من المشاورات الحكومية بين الصين وألمانيا في الفترة من 5 إلى 10 يوليو الجاري.
ويعد تعاون 16+1 إطار تعاون أقليمي طوعي بين الصين والدول ال16 بوسط وشرقي أوروبا ، وقد تأسس في عام 2012 وأدى إلى تنمية سريعة في التجارة والاستثمار.
ووصل حجم التجارة بين الصين ودول وسط وشرقي أوروبا ال16 إلى 68 مليار دولار أمريكي العام الماضي بزيادة قدرها 15.9% على اساس سنوي، حسبما ذكرت وزارة التجارة الصينية.
وقال تسوى هونغ جيانغ رئيس قسم الدراسات الأوروبية في معهد الصين للدراسات الدولية إن تعاون 16+1 لديه إمكانات هائلة على المستويات المحلية يمكن اكتشافها خلال زيارة لي المقبلة.
وفي تعريفه لتعاون 16+1 بأنه جزء أصيل ومفيد من التعاون بين الصين وأوروبا ، اقترح تسوى أنه يمكن زيادة تعزيز الخبرات المكتسبة من تعاون 16+1 وتطبيقها في التعاون مع البلدان الأوروبية الأخرى.
واتفق ليو تسوه كوي مدير قسم دراسات دول وسط وشرق أوروبا بمعهد الدراسات الأوروبية في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، أيضا على أن آلية تعاون 16+1 ستساهم في تنمية الشراكة الصينية- الأوروبية.
وأشار تسوي أيضا إلى الاتجاه الإيجابي الصاعد حيال بناء مبادرة الحزام والطريق بين الدول الأوروبية، وقال إن زيارة لي سوف تساهم في زيادة تعزيز هذا الاتجاه والتعاون في المجالات الأخرى.
وفي تأكيده على الدور المهم لبلدان وسط وشرقي أوروبا في البناء المشترك للحزام والطريق، حث تسوي على تطبيق الخبرة المكتسبة من تعاون 16+1 في إطار مبادرة الحزام والطريق.
إضافة لذلك، فإنهما أعربا معا عن توقعات عالية من زيارة لي الرسمية لبلغاريا وألمانيا وتأثيرها الإيجابي علي العلاقات الصينية الأوروبية.
وقد ألقيا الضوء على دور بلغاريا الريادي في تطوير المشروعات الزراعية النموذجية في إطار تعاون 16+1 ودور ألمانيا الريادي في تطوير العلاقات الصينية الأوروبية.
وقال ليو إن بلغاريا تحسن حاليا بنيتها التحتية، وهو مجال تمتلك فيه الصين الكثير من الخبرات، بما يؤدي إلى إمكانية كبيرة للتعاون.
وذكر تسوي ان المصالح المشتركة بين الصين وألمانيا ضمنت أساسا صلبا ومستقبلا مشرقا للتعاون الثنائي، وأضاف ان هناك حاجة لمزيد من الجهود لتسريع وتيرة التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي والقيادة الذاتية.
وقال نائب وزير الخارجية الصيني وانغ تشاو خلال مؤتمر صحفي الجمعة الماضية، إنه منذ تأسيس الشراكة الاستراتيجية لجميع الأبعاد في عام 2014، حافظت العلاقات بين الصين وألمانيا على القوة الدافعة للتنمية عالية المستوى ، مع زيارات متكررة رفيعة المستوى بين الجانبين ونتائج مثمرة في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتكنولوجيا والابتكار والتبادلات الشعبية.
وشبه وانغ ايضا المشاورات الحكومية الدولية بين الصين وألمانيا " بالمحرك الفائق" في تعزيز التعاون العملي الثنائي في مختلف المجالات.
واكد تسوي انه باعتبار الصين وأوروبا مستفيدتين من العولمة ومن الآليات متعددة الأطراف ، يتعين عليهما أن تتحدا على نحو أكثر حزما في الاعتقاد والمبدأ والسياسة والاجراءات من أجل توطيد نظام التجارة الحرة والآلية متعددة الأطراف في مواجهة تحديات مثل الأحادية والحمائية.
وقال ليو أيضا إن زيارة لي ستعزز الثقة المتبادلة بين الصين والدول الأوروبية، وستجلب المزيد من الإجراءات العملية في تعزيز التعاون الواسع والمتعدد المستويات بين الصين وأوروبا، وحماية العولمة.
وخلال اجتماع المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني في أكتوبر الماضي، شدد الحزب على أنه سيواصل جهوده في حماية السلام العالمي، والمساهمة في التنمية الدولية ودعم النظام العالمي.
وقال تسوي " إن الصين وأوروبا تواجهان نفس التحديات وتتقاسمان المصالح المشتركة ، وسوف تساعد الزيارة الجانبين على اغتنام الفرص لتحويل مبادراتهما ورؤاهما للتعاون إلى واقع."