بكين 7 يونيو 2018 /تعمل الصين، أكبر سوق لخدمة التسليم في العالم، على تنمية قطاع لوجستي أكثر صداقة للبيئة لمجابهة تلوث البلاستيك الناجم عن نحو 40 طرد بريدي في العام الماضي.
وأظهرت البيانات الرسمية أن الصين شهدت نحو 40 مليار طرد بريدي في العام الماضي، بزيادة 28 بالمائة على أساس سنوي، لتحتل المركز الأول على مستوى العالم لأربع سنوات متتالية.
وقال سون كانغ أمين عام جمعية الشحن السريع الصينية، إن الطرود التي بلغ عددها 40 مليار طرد تحتاج إلى نحو 8 مليارات غلاف بلاستيكي وكمية ضخمة من اللفائف الشريطية، ما يؤدي إلى قلق متزايد بشأن التلوث البيئي.
ولفتت مشكلة تلوث عبوة الطرد انتباه الحكومة حيث أصبحت واحدة من الموضوعات التي تم تسليط الضوء عليها في اجتماع وطني حول حماية البيئة في مايو الماضي والذي يهدف إلى تحقيق تحسين جوهري في جودة البيئة والبناء الأساسي لصين جميلة بحلول عام 2035.
في هذا السياق، أصدرت مصلحة الدولة للبريد سويا مع تسع هيئات حكومية أخرى في نوفمبر الماضي مبادئ توجيهية تتطلب أن يكون نصف التغليف الخارجي للطرود قابلا للتحلل البيولوجي وأن تصبح 90 في المائة من الفواتير إلكترونية بينما يتم تقليل التعبئة لكل طرد بنسبة 10 في المائة بحلول عام 2020.
وفي فبراير الماضي، نشرت الإدارة العليا لتوحيد المعايير في البلاد إرشادات جديدة تطلب فيها ان تكون عبوة الطرود أرق وأكثر قابلية لإعادة التدوير بداية من سبتمبر المقبل.
وفي الوقت نفسه ، اتخذت الشركات في سوق الخدمات اللوجستية، سواء المملوكة للدولة أو الخاصة، تدابير عديدة لمواجهة هذا التحدي.
وقالت شركة "تشاينا بوست قروب" ، شركة البريد المملوكة للدولة، إنها تهدف إلى رقمنة 90 في المائة من بوليصة الشحن الخاصة بها وتحويل نصف مواد التعبئة والتغليف لديها قابلة للتحلل البيولوجي بحلول عام 2020.
وأعلنت شركة تساينياو للتكنولوجيا الشبكية، وهي الشركة التابعة لشركة علي بابا الصينية، عن خططها في الشهر الماضي لاستخدام جميع أوراق التوصيل الخاصة بها من مواد قابلة للتجديد بحلول عام 2020 ، مضيفة أنها ستشجع على استخدام نظام إلكتروني بدون ورق لتسجيل عملية التسليم.
فضلا عن ذلك، يخطط موقع التجارة الإلكترونية "سونينغ" لزيادة عدد صناديق التسليم القابلة لإعادة التدوير إلى 200 ألف هذا العام ،علاوة على استخدام ما لا يقل عن 2 مليار عبوة خضراء بحلول عام 2020.
وقال فانغ شي، باحث كبير في مصلحة الدولة للبريد، إن التكنولوجيا اللوجيستية الخضراء في الصين تساوي أو حتى تفوق نظيراتها الأجنبية، لكن البلاد ما زالت في المراحل الأولى من تطوير الآلية اللوجستية الخضراء.
وأضاف فانغ أن الأمر لا يتطلب جهودا من شركات الخدمات اللوجستية فحسب، بل يحتاج ايضا إلى تعزيز الوعي العام وتحسين الإطار التنظيمي.