تقرير إخباري: ترحيب فلسطيني بإلغاء الأرجنتين مباراتها مع إسرائيل في القدس

رام الله 6 يونيو 2018 /رحب الفلسطينيون اليوم (الأربعاء)، بإلغاء الأرجنتين مباراة ودية لكرة القدم بين منتخبها الوطني ونظيره الاسرائيلي والتي كان من المقرر إقامتها في مدينة القدس السبت المقبل، معتبرين ذلك انجازا لمنع تسييس الرياضة.

وقرر الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم الليلة الماضية إلغاء مباراته مع إسرائيل ضمن تحضيرات منتخب التانغو لمونديال كأس العالم المقرر هذا الشهر في روسيا.

وقال رئيس اتحاد كرة القدم اللواء جبريل الرجوب خلال مؤتمر صحفي في مدينة رام الله، إن " قرار الاتحاد الأرجنتيني إلغاء المباراة جاء بعد أن توصل إلى قناعة بأنها مباراة تخدم أهداف سياسية".

وأضاف الرجوب، أن "إسرائيل سعت أن تكون المباراة صورة ليس لها علاقة بالرياضة عبر نقلها من مكانها إقامتها الأصلي في حيفا إلى القدس تزامنا مع إحياء الفلسطينيين الذكرى ال70 للنكبة الفلسطينية وال51 للنكسة".

واعتبر، أن "القرار الإسرائيلي بإقامة المباراة في مدينة القدس خارج نص القانون الدولي ويتعارض مع مبدأ حقوق الإنسان وقوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم".

وأشار الرجوب، إلى أن "الاتحاد الفلسطيني بادر من اليوم الأول وجند كل إمكانياته وعلاقاته واتصالات مع كافة الجهات الرياضية لمنع قيام المباراة في المدينة المقدسة".

وأكد، أن "الجانب الفلسطيني تحرك من منظور رياضي صرف كون إجراء المباراة في أراضي خارج حدود إسرائيل المعترف فيها في الأمم المتحدة تتعارض مع قوانين الفيفا سواء كانت هذه المباراة أو أي أنشطة رياضية أخرى".

وأعرب الرجوب، عن أمله أن ما حصل "يقود إلى استخلاص العبر للجانب الإسرائيلي والإقرار بحق الاتحاد الفلسطيني في نشر اللعبة وتطويرها بحركة حرة غير مقيدة وفق أنظمة الفيفا".

ودعا، "إسرائيل عدم استخدام الرياضة لأهداف سياسية لا تتجاوز حدود العنصرية والفاشية وحماية الاحتلال".

وتوقع الرجوب، "إقدام إسرائيل بردة فعل بعد إلغاء المباراة من خلال تقييد حركة الرياضة الفلسطينية، مشددا على أن الجانب الفلسطيني ارادته صلبة وسيواجه كافة التحديات متوحدا".

وشكر، "كافة الجهات والمؤسسات الشعبية والرياضية في العالم الذين عملوا دون كلل على انتصار رسالة الرياضة وكرة القدم تحديداً ورفضوا من خلالها أن تكون الرياضة أداة بيد رجال السياسة والابتزاز السياسي".

وحيا الرجوب، لاعبي المنتخب الأرجنتيني بقيادة النجم الشهير ليونيل ميسي وبقية اللاعبين "الذين رفضوا أن يكونوا جسراً لتحقيق مأرب غير رياضية".

ورفع خلال المؤتمر الصحفي صورة للرجوب مع اللاعب ميسي وتحتهما العلمين الفلسطيني والأرجنتيني.

بدوره اعتبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات في بيان له، أن "رسالة الأرجنتين بإلغاء المباراة إن لم تفهمها إسرائيل فإنها مصابة بعمى سياسي".

وقال عريقات في بيان، إن "الأرجنتين قامت نيابة عن العالم بتوجيه صفعة لإسرائيل لعلها تصحو من الإرهاب الممارس ضد الشعب الفلسطيني".

وشكر عريقات، "الأرجنتين وشعبها وفريقها المتألق دوما على الانتصار لمبادئ القانون الدولي ورفض البلطجة والتهديد والابتزاز الإسرائيلي".

وكان مقرر إقامة المباراة على أرض قرية "المالحة" في القدس وهي من القرى الفلسطينية المحتلة وفقا للقانون الدولي، وواحدة من 500 قرية دمرتها إسرائيل إبان النكبة الفلسطينية عام 1948.

وسبق أن اعترض الفلسطينيون بشدة على إقامة المباراة المذكورة خصوصا خوضها في ملعب في مدينة القدس، واتهموا إسرائيل باستغلال اتحاد كرة القدم لديها لتمرير سياسة الضم غير القانوني للمدينة.

وفي السياق اعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين في السلطة الفلسطينية في بيان، أن ما جرى "انجاز كبير حققته فلسطين من خلال منع إسرائيل من تسييس الرياضة".

وقالت الوزارة، إن "تراجع المنتخب الأرجنتيني عن إجراء المباراة على أرض محتلة رسالة قوية وواضحة إلى المجتمع الاسرائيلي بأن محاولات ساستهم تسييس الرياضة والمناسبات الثقافية والفنية واستغلالها لا ينطلي على أحد".

وأشار البيان، إلى أن " الإنجاز تحقق بجهود مكثفة بدأها الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم من خلال اتصالاته العديدة مع اتحادات شبيهة بما فيها الأرجنتيني والدولي للتحذير من مخاطر استغلال الرياضة لتحقيق أهداف سياسية".

وأكد البيان، أن "التجربة تعكس أهمية الإصرار والعمل والثبات على الموقف رغم ضآلة الفرص والخيارات، وأن المثابرة واستمرار الضغوط من شأنها أن تعطي النتائج المطلوبة".

وشكر البيان، "الاتحاد الأرجنتيني واللاعبين والفنيين في الفريق الذين دفعوا باتجاه الغاء المباراة، متمنين لهم التفوق والنجاح في مبارياتهم القادمة ضمن بطولة العالم لكرة القدم في روسيا الاتحادية".

من جهتها اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن إلغاء المباراة "جاء في إطار تنامي حالة التضامن الشعبي الأممي التي يحظى بها نضال الشعب الفلسطيني".

وقالت الجبهة في بيان، إن "قرار الأرجنتين يعكس حالة الوعي المتعاظمة التي ترفض سياسات الإحتلال والاستعمار وتقف إلى جانب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وتؤيد نضاله العادل والمشروع من أجل تحرير وطنه وتحقيق هدفه في العودة والحُرية".

وأكد البيان أن "الإنجاز السياسي الجديد يأتي في سياق تراكمي ومسار طويل لعزل إسرائيل وفرض العقوبات عليها وسحب الاستثمارات من شركاتها واقتصادها".

وفي الإطار أثنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، على موقف المنتخب الأرجنتيني بإلغاء المباراة.

وقال عضو المكتب السياسي لحماس حسام بدران في بان، إن "الغاء المباراة موقف يستحق الثناء والتقدير".

وأوردت الإذاعة الإسرائيلية العامة، أن إسرائيل مازالت تحاول اقناع المسؤولين في الارجنتين بالعدول عن قرارهم الذي جاء جراء تهديدات وانتقادات وجهتها جهات معادية لإسرائيل لأعضاء المنتخب الارجنتيني وفي مقدمتهم النجم ليو ميسي.

وذكرت الإذاعة، أن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اتصل الليلة مع الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري إلا أن الأخير أخبره أنه يعجز عن القيام باي شيء".

ونقلت الإذاعة عن وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريغف، معربة عن أملها عدول المنتخب الأرجنتيني عن قراره وعدم الاستسلام لدعوات لمقاطعة إسرائيل.

ويريد الفلسطينيون إعلان الجزء الشرقي من مدينة القدس عاصمة لدولتهم العتيدة، فيما تصر إسرائيل على اعتبار القدس الموحدة عاصمة لها، علما أنها احتلت الجزء الشرقي من المدينة المقدسة عام 1967 ولم يعترف المجتمع الدولي بذلك.

والقدس واحدة من قضايا الوضع النهائي للمفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل والمتوقفة منذ عام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية من دون تحقيق تقدم لحل الصراع الممتد بين الجانبين منذ عدة عقود.