من المقرر أن يجتمع زعماء الصين واليابان وكوريا الجنوبية للمرة الأولى منذ عام 2015، لتعزيز التفاعل بين الدول الآسيوية الثلاث وتوطيد التعاون الودي وإضاءة آفاق السلام والاستقرار والإزدهار الاقتصادي في المنطقة.
ويجتمع في الاجتماع القادم في اليابان رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ، ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن. وبالإضافة إلى الاجتماع، سيقوم لي أيضا بزيارة رسمية إلى اليابان، هي الأولى لرئيس مجلس دولة صيني خلال ثمانية أعوام.
ويصادف العام الجاري الذكرى السنوية العاشرة للاجتماع الثلاثي خارج إطار الآسيان، بينما سيشهد العام القادم الذكرى الـ20 لإطلاق التعاون بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية. وتتطلع الدول الإقليمية إلى المحادثات الثلاثية، التي من المقرر أن تعزز زخم التعاون المربح للجميع، وتدفع التكامل الاقتصادي لشرق آسيا، وتساعد على بناء اقتصاد عالمي مفتوح.
وخلال السنوات الماضية، حقق التعاون بين الدول الثلاث نتائج مثمرة. فقد حقق التعاون في الأعمال والتجارة بالإضافة إلى برامج التبادل التعليمي والثقافي تقدما جديرا بالثناء. وتعمل الدول الثلاث بشكل تدريجي على تحسين آلياتها التعاونية وأطلقت بالفعل برامج تعاونية في مجالات متعددة.
لا ينكر أن التعاون الثلاثي منذ أن بدأ رسميا قبل حوالي عقدين قد شهد تقلبات لأسباب مختلفة. غير أن التعاون ظل طموحا مشتركا للأطراف الثلاثة التي تتمتع بالقرب الجغرافي والتقارب الثقافي.
وقد يكون الوضع في شبه الجزيرة الكورية المستفيد الأول من التفاعل الثلاثي المجدد بين الدول الثلاث.
ومن أجل دعم التطورات الإيجابية الأخيرة في شبه الجزيرة، فمن المهم لكوريا الجنوبية واليابان أن تدركا بشكل أكبر أن مقترح "المسار المزدوج" و"التعليق مقابل التعليق" للصين يظل الطريقة الأكثر عملية لنزع الأسلحة النووية وتحقيق السلام الدائم في شبه الجزيرة الكورية.
ويسعى "نهج المسار المزدوج" إلى إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية مع إقامة آلية سلام. أما "التعليق مقابل التعليق"، فيقضي بتعليق بيونغ يانغ لأنشطتها النووية والصاروخية في مقابل تعليق التدريبات العسكرية الواسعة النطاق بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
علاوة على ذلك، تعد العلاقات الثلاثية السليمة مهمة لرفاهية الشعوب ومستقبل المنطقة. ومن أجل فتح آفاق جديدة، يتعين على اليابان وكوريا الجنوبية الانضمام إلى الصين لتعويض النقص في الثقة. كما أنهما بحاجة إلى رؤية النوايا الاستراتيجية لبعضهما البعض بطريقة موضوعية، والانخراط في اتصالات صريحة، ومواجهة التاريخ بشكل مباشر، وتطوير رؤية مستقبلية.
كما تتطلب الآفاق الجديدة لتوثيق التعاون دفعة جديدة. ولتوجيه التعاون الثلاثي في المستقبل، من المتوقع أن يسهم الاجتماع في تسريع المفاوضات بشأن اتفاق التجارة الحرة بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية والشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة. وستمهد هذه الجهود الطريق لاتفاق التجارة الحرة في منطقة آسيا والباسيفيك وتجعل الاقتصاد العالمي أكثر انفتاحا وشمولا وتوازنا، مما يعود بالفائدة على الجميع.
ويعد الاجتماع القادم أيضا فرصة جيدة للأطراف الثلاثة للتعبير بشكل مشترك عن دعمهم للتجارة الحرة العالمية وسط تصاعد الحمائية التجارية.
وفي التحليل النهائي، تتحمل الصين واليابان وكوريا الجنوبية، الدول الثلاث الرئيسية في آسيا والباسيفيك، مسؤولية خاصة ومشتركة للحفاظ على السلام والاستقرار وتعزيز الازدهار في المنطقة وخارجها. وحان الوقت بالنسبة للدول الثلاث للوفاء بواجباتها يدا بيد.