5- معاناة الجماعات الخاصة من التمييز والاعتداءات الجسدية
واجهت النساء الأمريكيات تمييزا واضحا في مجال التوظيف والعمل والتطوير المهني. كما زادت حدة تفاقم مشاكل الفقر والصحة والأمن المتعلقة بالأطفال بشكل أكبر. وعانى العديد من ذوي الاحتياجات الخاصة من مظاهر الإيذاء العنيف، كما تفشت التحرشات والانتهاكات الجنسية ما أسهم في رفع وتيرة الاحتجاجات والمظاهرات.
عانت النساء الأمريكيات من ارتفاع معدلات تعرضهن للتحرشات والانتهاكات الجنسية، ففي شهر أكتوبر من العام 2017، تفجرت فضيحة من العيار الثقيل حول قيام هارفي وينستين منتج الأفلام الأمريكي بالاعتداء على عدد من نجمات السينما جنسيا، ما دفع العديد من الأمريكيين من كافة مشارب الحياة لإطلاق وسم " وانا أيضا" ضحية وبدء حملة واسعة النطاق على منصات وسائل التواصل الاجتماعي لتشجيع الضحايا على التظاهر والاحتجاج على كافة مظاهر الاعتداءات والانتهاكات الجنسية واسعة النطاق التي تنتشر في الولايات المتحدة، حيث لقيت تلك الدعوات استجابة أكثر من مليون شخص. وبحسب تقرير صادر عن اللجنة الأمريكية لتوفير فرص التوظيف العادلة والمتساوية، فإن 60 بالمئة من النساء الأمريكيات اختبرن وعايشن اعتداءات وتحرشات جنسية في أماكن عملهن (https://www.usatoday.com, December 8, 2017). وذكر تقرير صادر عن موقع "بي بي سي" الالكتروني يوم 22 نوفمبر 2017 أن لاري نصار الطبيب السابق في منتخب الجمباز الأولمبي الأمريكي قد اتهم بانتهاكات جنسية لأكثر من 130 مرأة تلقت رعايته ، من بينهن عدد من الحاصلين على الميدالية الذهبية الأولمبية. وبحسب تقرير آخر نشره موقع "هافينجتون بوست" على موقعه الإلكتروني الرسمي في 18 ديسمبر 2017، فقد تلقى آليكس كوزينسكي قاضي الاستئناف الفيدرالي العديد من قوائم الاتهام والادعاء من موظفات سابقات بتعرضهن لمضايقات وتحرشات جنسية غير لائقة في أماكن عملهن. وذكر التقرير السنوي لوزارة الدفاع الامريكية الخاص بالاعتداءات والمضايقات الجنسية والذي نشر في شهر مايو من العام 2017، تسجيل وقوع 14900 قضية اعتداء وتحرش جنسي في الجيش الأمريكي في العام 2016 (http://abc7ny.com, December 13, 2017) . كما أشار تقرير نشرته صحيفة "هافينجتون تايمز" على موقعها الإلكتروني الرسمي في 15 ديسمبر 2017، ان خصوصية النساء اللواتي يقعن ضحايا للاعتداءات والتحرشات الجنسية غير مضمونة أو مكفولة، حيث انهن يعشن في اجواء من القلق والخوف تحسبا لتعقبهن ومعرفة المزيد عن حياتهن وكشفها للعلن، وهو أمر انعكس بشكل سلبي كبير على قيام النساء الضحايا بتسجيل شكاواهن الخاصة بتعرضهن لاعتداءات أو تحرشات ومضايقات جنسية.
يوجد تمييز خطير على أساس الجنس فيما يتعلق بقضايا التوظيف والعمل والتطوير الوظيفي. فبحسب تقرير صدر عن المكتب الامريكي لاحصاءات العمالة، خسرت تجارة مبيعات التجزئة 54300 وظيفة بين شهري أكتوبر 2016 وأكتوبر 2017، لكن التجارب المعاشة ما بين الرجال والنساء كانت مختلفة بشكل صارخ. فقد خسرت 160300 امرأة عملها، فيما حظي 106 آلاف رجل بفرص عمل. (http://iwpr.org, December 18, 2017) وبحسب نتائج مسح أجراه مركز "بيو" البحثي، فإن 57 بالمئة من النساء قلن بأن الحكومة الامريكية لم تقم بما يكفي من العمل والتشريعات والتدابير التي تعطي المرأة مكانة وحقوقا متساوية مع الرجال، و استشهدت 38 بالمئة من النساء بأن التجارب القائمة على التمييز على اساس الجنس لها علاقة بمجال التوظيف والأجور والترقية. (http://www.pewsocialtrends.org, October 18, 2017)
حقوق الأطفال الخاصة تواجه تهديدات جسيمة. فبحسب نتائج إحصاءات رسمية صدرت عن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي " إف بي آي" تم تسجيل 68068 حالة اعتداء جسدي ضد أطفال أقل من عمر العشر سنوات في الولايات المتحدة الأمريكية في العام 2016، إلى جانب 97588 حالة اعتداء على أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 11 إلى 15 عاما، و 159963 حالة اعتداء على الشباب الذين تتراوح اعمارهم ما بين 16و 20 عاما. ومن بين جميع تلك القضايا، كانت هناك 83611 حالة اعتداءا جنسي (http://ucr.fbi.gov) . وبحسب تقرير صدر في 28 نوفمبر 2017 من المعهد الأمريكي لأبحاث سياسات النساء، فإن فتاة من بين كل خمس فتيات في المدرسة الثانوية في هاواي، قد تعرضت للتسلط، بينما سجلت نحو ربع النساء هناك تعرضهن لاتصال جنسي غير مرغوب في حياتهن.
تتفاقم ظروف وأوضاع معيشة الأطفال الفقراء. فبحسب تقرير لشبكة "بي بي سي" في 11 ديسمبر 2017، تم تسجيل وجود 13.3 مليون طفل فقير في الولايات المتحدة الأمريكية ممن يعيشون في ظروف فقر مدقع، ما يشكل 18 بالمئة من عدد أطفال البلاد . وعاش نحو تسعة ملايين طفل في أسر شديدة الفقر، ما يشكل 11.8 بالمئة من أطفال الولايات المتحدة (http://www.mobilitypartnership.org, May 18, 2017). وبحسب نتائج مسح حول الأوضاع الصحية للمقيمين في المساكن العامة في حي كولومبيا، فإن 33 بالمئة من الكبار المستطلعة آراؤهم قالوا إن لديهم طفلا يعاني من الربو، و قال 21 بالمئة منهم إن لديهم طفلا يعاني من الوزن الزائد، و14 بالمئة قالوا بإن لديهم طفلا يعاني مرضا مزمنا (http://www.mobilitypartnership.org, March 6, 2017).
وجود الانتهاكات والاعتداءات العنيفة لذوي الاحتياجات الخاصة. فبحسب نتائج إحصاء صدرت في شهر يوليو من العام 2017 عن مكتب الإحصاءات العدلية، فإن معدلات الاعتداءات والانتهاكات العنيفة المرتكبة بحق ذوي الاحتياجات الخاصة في الولايات المتحدة زاد 2.5 مرة عن الاعتداءات والانتهاكات العنيفة لطفل ليس من ذوي الاحتياجات الخاصة ممن هم فوق الـ 12 من العمر المسجلة في الفترة ما بين عامي 2009 و 2015. أما معدلات الجرائم المرتكبة بحق ذوي الاحتياجات الخاصة فقد تضاعف ثلاث مرات مقارنة بنظرائهم ممن لا يعانون أي إعاقات أو احتياجات خاصة(http://www.bjs.gov). وبحسب إحصاءات صادرة عن برنامج إحصاءات جرائم الكراهية الصادر عن مكتب التحقيقات الفيدرالي الامريكي في العام 2017، فقد تم تسجيل 6063 حادثة فردية في عام 2016 ، كان 1.2 بالمئة منها مدفوعة بدواعي الإعاقة (http://ucr.fbi.gov).
6- استمرار ارتكاب الانتهاكات لحقوق الإنسان في دول أخرى
تسببت العمليات العسكرية المسلحة التي تقودها الولايات المتحدة الامريكية في دول أخرى بسقوط المزيد من الضحايا المدنيين. وفي هذا السياق؛ واصل معتقل خليج غوانتانامو سياسات الاعتقال والاحتجاز غير الشرعي والتعذيب بحق الأجانب ، كما قامت الولايات المتحدة ايضا بتأسيس أدوات حرب سيبرانية وعمليات قرصنة وتجسس على الشبكات العنكبوتية الأجنبية .
تسببت العملية العسكرية الأمريكية على سوريا بسقوط المزيد من الضحايا المدنيين. ففي 19 يونيو 2017، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" على موقعها الإلكتروني الرسمي أن الإدارة الامريكية منحت القوات المسلحة الأمريكية " صلاحية كاملة" لتقرير كيف وحجم القوة الواجب استخدامها، فيما قامت القوات المسلحة الأمريكية بتقليل وإغفال عدد الضحايا المدنيين الذين تأثروا أو ماتوا بسبب عمليات المراقبة والتحقيقات، ما أدى إلى ارتفاع اعداد الضحايا المدنيين بشكل كبير جدا. كما استهدفت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة والقوات البحرية الامريكية مراكز ومرافق مدنية بالتفجير والقنابل حيث استهدفت 12 مدرسة و 15 مسجدا و 15 جسرا إضافة إلى الأحياء السكنية المجاورة والمستشفيات والآثار التاريخية والثقافية ومخيمات اللاجئين. كما نفذت طائرات التحالف وابلا من الغارات التي استهدفت القوارب التي كان الكثير منها يقل عائلات كانت بانتظار عبور النهر من أجل الهرب من أتون الحرب الدائرة، ما أدى إلى وقوع مجزرة أسفرت عن سقوط نحو 21 مدنيا (www.motherjones.com, August 6, 2017). كما قام الجيش الامريكي بمهاجمة القوات الحكومية السورية أربعة مرات على الأقل في غضون النصف الأول لعام 2017، بما فيها مطارا عسكريا سوريا. وقال ميليس هوينيغ المحلل والناشط السياسي الأمريكي إن الولايات المتحدة الأمريكية تنتهك بشكل صارخ قواعد وقوانين اتفاقية الامم المتحدة من خلال شنها عملية عسكرية على سوريا(muslimtimes.co, June 24, 2017).
يستمر وجود العديد من الأجانب الذين يتعرضوا للتعذيب منذ فترة طويلة في معتقل خليج غوانتانامو. ففي 13 ديسمبر 2017 ذكر موقع شركة الإذاعة الأمريكية (إيه بي سي) على موقعه الإلكتروني الرسمي أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم تطلق سراح أي مسجون في معتقل خليج غوانتانامو، ولم تكشف عن أية قائمة المفرج عنهم أو قائمة الأبرياء . وذكر موقع "الجزيرة" الإخباري في 22 سبتمبر 2017 أنه وفي جلسة استماع للجنة الداخلية الأمريكية لحقوق الإنسان، قال جميل أميزيان المعتقل السابق في معتقل غوانتانامو في بيان خطي إنه اعتقل في غوانتانامو لـ 11 عاما واجه خلالها ظروف حبس انفرادي قاسية إلى جانب اشكال مختلفة من أنواع وألوان التعذيب، ولم يتلق ردا وجوابا قضائيا محددا يوضح التهمة القانونية الموجهة إليه. وبحسب تقرير لموقع صحيفة "يو إس إيه توداي" الإلكتروني في 13 ديسمبر 2017، فقد انتقدت منظمة الامم المتحدة ومنظمة حقوق الإنسان السلطات الأمريكية إنشاء إجراء " الثغرة السوداء القانونية" التي تسمح بالاحتجاز غير محدد الأجل لأي شخص مشتبه دون توجيه تهمة قانونية إليه، إلى جانب الإبقاء على العديد من المعتقلين داخل المعتقلات المعنية لما أكثر من عشر سنوات دون إطلاق سراحهم. وحث نيلز ميلزر المقرر الخاص في الأمم المتحدة حول قضايا التعذيب في 13 ديسمبر 2017 الولايات المتحدة الأمريكية على إنهاء ممارساتها التعذيبية بحق المعتقلين في معتقل خليج غوانتانامو(www.usatoday.com, December 13, 2017).
تنشئ الولايات المتحدة أدوات حرب سيبرانية، فقامت وكالة الامن القومي الأمريكي بتشغيل وإدارة عمليات قرصنة على شبكات الهواتف المحمولة في باكستان من خلال التجسس على مئات عناوين الهويات الشخصية في البلاد ، بحسب ما نشره موقع ويكيليكس (economictimes.indiatimes.com, April 11, 2017). وفي 14 مايو 2017 كشف موقع "زيرو هيدج" الإلكتروني أن وكالة الأمن القومي الامريكي خلقت أداة حربية سيبرانية تسمى بـ "أسلحة غاية في السرية" التي تشمل أدوات متقدمة تسمح لأي شخص الولوج عبر "باب خلفي" للحصول على بيانات أي نظام حاسوبي. واستخدمت مجموعة غير معروفة من القراصنة الإلكترونيين نفس البرنامج والمعدات التي أنشأتها وكالة الامن القومي الأمريكي لإطلاق هجوم برمجيات خبيثة سيبراني على المستوى الدولي عبر استخدام فيروس "رانسوموير" ما أدى إلى سيطرتها على200 ألف نظام حاسوبي (www.zerohedge.com, May 14, 2017).