محللون: فشل مجلس الأمن بشأن الكيماوي يرجح ضربة أمريكية "محدودة" لسوريا

دمشق 10 إبريل 2018 / قال عدد من الخبراء والمحللين السياسيين في سوريا يوم الثلاثاء أن العدوان الأمريكي على سوريا بات أمرا محتملا ووشيكا بعد فشل مجلس الأمن الدولي في تنبي قرار حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، وسط تأهب عالمي لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وتوقع المحللون أن تكون الضربة الأمريكية لسوريا محدودة وتستهدف بعض المواقع العسكرية، ولن تكون هناك حربا واسعة أو شاملة، محذرين في الوقت نفسه من عواقب تلك الضربة الأمريكية إقليميا ودوليا.

وشهد مجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء صدامات سياسية مكثفة بين روسيا والولايات المتحدة حول المزاعم الأخيرة حول استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل قوات الحكومة السورية في المعارك ضد المسلحين في مدينة دوما بدمشق.

وفشل مجلس الأمن الدولي في تبني مشروعي قرارين روسيين حول التحقيق في مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية بسوريا، فيما استخدمت روسيا حق الفيتو ضد مشروع قرار أمريكي بشأن القضية ذاتها.

وقال المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، في كلمة ألقاها خلال جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي، بشأن التصويت على 3 مشاريع حول التحقيق في كيميائي سوريا، إن روسيا ترفض مشروع قرار الولايات المتحدة حول تشكيل آلية خاصة بسبب غياب أي ضمان لاستقلالها حال عملها في الإطار الأمريكي .

كما لم يتبن مجلس الأمن الدولي مشروع القرار الروسي الثاني الذي نص على توجيه بعثة من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى سوريا لإجراء تحقيق في الهجوم المزعوم بدوما، حيث صوتت 4 دول، بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، ضد الوثيقة الروسية، وحظيت بدعم 5 بلدان بينها الصين، وامتنعت 6 دول أخرى عن التصويت.

وأكد نيبينزيا أن الجانب الأمريكي وحلفاؤه لا يريدون أي تحقيق حقيقي في مزاعم كيميائي سوريا، متهما الولايات المتحدة بـ"إجادة توجيه التهديدات" للدول الأخرى .

ومن جهته، قال حميدي العبدالله، المحلل السياسي السوري، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن " الضربة الأمريكية على سوريا باتت محتملة بنسبة كبيرة"، على الرغم من أن إدراك أمريكا وبعض الدول الغربية بأن "تبعاتها وعواقبها ستكون وخيمة".

لكنه أشار إلى أن "الاعتداء الأمريكي لن يرتق إلى حرب شاملة"، موضحا أن الولايات المتحدة قد تختار بعض المواقع العسكرية للجيش السوري، " تحت ضغط من إسرائيل وقوى إقليمية أخرى للعمل ضد النفوذ المتنامي لإيران في سوريا".

وفي الأمم المتحدة، أكد بشار الجعفري المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة، أن "التهديد بالعدوان والإرهاب لن يحيدنا كدولة مؤسسة في الأمم المتحدة عن ممارسة واجبنا وحققنا بموجب الميثاق والدستور في الحفاظ على سيادة بلدنا" ، مشددا "لن نسمح لكم أن تكرروا في بلادنا ما قمتم به في ليبيا والعراق".

ونفت الحكومة السورية اتهامات بالتورط في هجوم كيماوي مزعوم وقع في مدينة دوما السورية السبت، أدى إلى مقتل واصابة العشرات بحالات اختناق، واعتبرتها "فبركات"، بل دعت يوم الثلاثاء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لإرسال فريق لزيارة دوما بالغوطة الشرقية لدمشق والتحقيق في ادعاءات حول الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية في المدينة.

وتتوعد دول غربية منذ يومين بـ"رد قوي"، وتحدثت واشنطن عن قرار مهم في "وقت قصير جداً"، فيما أكدت فرنسا أنها سترد في حال تخطت دمشق "الخط الأحمر". وأعلن البيت الأبيض إلغاء ترامب زيارته إلى أمريكا اللاتينية "للإشراف على الرد الأمريكي على سوريا"، قبل أن يتخذ وزير الدفاع قرارا مماثلا ، حسبما أوردت قناة ((فوكس نيوز)) الأمريكية.

وتوقع مسؤولون أمريكيون أن يكون الرد العسكري جماعيا ، بمشاركة فرنسا وبريطانيا ومن الممكن أن يشمل حلفاء آخرين في الشرق الأوسط.

ورأى محمود مرعي ، أمين عام هيئة العمل الوطني الديمقراطي المعارضة في الداخل السوري، في تصريحات لوكالة ((شينخوا))، أن الولايات المتحدة وفرنسا وبعض الدول الغربية الأخرى تحضر لهجوم عسكري على سوريا، مؤكدا أن " هذا العدوان إن تم يمكن أن يتسبب بحرب إقليمة أو دولية."

وتوقع أن تستهدف الولايات المتحدة مواقع هامشية وستكون ضربة محدودة "من أجل حفظ ماء وجه الرئيسين الأمريكي والفرنسي"، بحسب قوله.

وبدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي السوري حسام شعيب، في تصريحات لوكالة ((شينخوا)) بدمشق، إن " الجانب الأمريكي ممتعض من الانتصار الذي حققه الجيش السوري والقيادة السورية وممتعض أكثر من أن الدولة لم تلتف أساسا إلى كل ما قيل ويقال بشكل يومي من اتهامات ومن حملات مغرضة ومحاولة تشويه الدولة السورية" .

وأضاف أن الولايات المتحدة تريد أن تقوم بعمل خاطف، بدون الدخول في حرب عسكرية تقليدية أو حرب مستمرة، ترغب من خلاله أن تقول أمام العالم "إنني ما زلت موجودة وأعطي الأوامر للعالم".