بقلم/ يه شياو ون، نائب مدير لجنة الثقافة والتاريخ للمؤتمر الاستشاري السياسي الوطني
أصدر مكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة الصيني يوم 3 ابريل كتابا أبيض تحت عنوان "سياسة الصين وممارستها حول ضمان حرية الاعتقاد الديني". ويشرح الكتاب الأبيض من خلال سلسلة من الحقائق ذات الصلة بأن الصين تتمسك باحترام وحماية حرية المواطنين للاعتقاد الديني، التي تتميز بالخصائص الأربع: العمق والإخلاص والتماسك والثبات.
العمق: نظرة الحزب الشيوعي الصيني للقضية الدينية عميقة، حيث يعتقد أن احترام حرية الاعتقاد الديني لا يتعارض مع المادية الجدلية. وتعتبر المادية الجدلية او المادية الديالكتيكية التي ينادي بها الحزب الشيوعي الصيني المادة في الدرجة الأولى، ومن هذا المعنى، تختلف مع المثالية الدينية، ولكن في ظل " الطبيعة المادية في الدرجة الاولى"، الذي يتضمن الاعتراف بوجود اشياء موضوعية، وقوانين داخلية، فإن كل التدخلات الخارجية لها والعلاج البسيط للقضايا المعقدة به ضرر. وباعتبار الدين ظاهرة اجتماعية ذات تاريخ ممتد وطويل ومتواجد لفترة طويلة في المجتمع الاشتراكي، فإن تنميته الخاصة تخضع لقوانين موضوعية. لذلك، احترام حرية الاعتقاد الديني هو نفسه احترام الوجود الموضوعي والعملية الموضوعية والقوانين الموضوعية.
الاخلاص: الحزب الشيوعي الصيني يخدم الشعب بالكامل بإخلاص، ويبذل كل الجهود لحماية الحقوق الأساسية للجماهير العريضة، وتتجسد هذه الحقوق في العديد من الجوانب، تشمل بالطبع حرية اختيار العقيدة الدينية أيضا. وتعتبر البوذية والطاوية والإسلام والمسيحية، الكاثوليكية، المعتقدات الرئيسية في الصين، وتشكل ما يقرب من 200 مليون مواطن، وأكثر من 380 ألف موظف ديني، وبالطبع، كلهم قوة أساسية تلعب دورا نشطا في تعزيز الوئام الاجتماعي. ويصر الحزب الشيوعي الصيني على مبدأ " التعاون والتضامن سياسيا والاحترام المتبادل للمعتقدات" في التعامل مع العلاقات الدينية مع الاستمرار في توطيد الجبهة الوطنية الدينية الموحدة في المجتمع المدني.
التماسك: تحترم الصين حرية الاعتقاد الديني على اساس التقاليد التاريخية والثقافة. وتدعو الثقافة الصينية للسلام والوئام دائما، والسعي الى التشارك مع الاحتفاظ بالاختلاف، واحتضان الأديان المختلفة. ومن جانب آخر، اندمجت مختلف الاديان في عملية تنميتها في الصين مع الثقافة والتقاليد الصينية، لتكيف الاحتياجات الفعلية الاجتماعية. واليوم، تصر الدوائر الدينية الصينية على يكون الدين في الصين محليا، واستكشاف الافكار الدينية بشكل فعال ليتماشى مع الظروف الوطنية للصين، وبذل الجهود لشرح الشرائع الدينية وفقا للظروف الوطنية ومتطلبات العصر. وتتوافق جميع الاديان في الصين على ان "السلام أولوية الأديان"، وخدمة هذه النظرية، والحفاظ على هذه النظرية. ويعيش في الصين ذوي العقيدة ودون عقيدة في وئام وانسجام.
الثبات: تحترم الصين حرية الاعتقاد الديني بموجب الدستور والقوانين. وينص الدستور الصيني بوضوح على:" مواطني جمهورية الصين الشعبية يتمتعون بحرية الاعتقاد الديني." ومنذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، وتحت القيادة القوية للجنة المركزية للحزب بزعامة الرفيق شي جين بينغ كنواة له، تم تعزيز سيادة القانون بشكل شامل، وإدخال العمل الديني في نظام الحكم الوطني واستخدام القوانين والعلاقات الاجتماعية بين الديانات المختلفة، وتحسين نظام حكم القانون الاشتراكي ذي الخصائص الصينية بشكل مستمر. وفي عام 2017، تم تنقيح قانون الشؤون الدينية لتعزيز حماية حرية المواطنين في الاعتقاد الديني والحقوق والمصالح المشروعة للمجتمع الديني، وتنظيم سلوك الحكومة في إدارة الشؤون الدينية وفقا للقانون، واضافة المحتوى المتعلق مع ضرورة حماية الامن الوطني والانسجام الاجتماعي. ويشهد مستوى التشريع لحماية حقوق المعتقد الديني، وتوحيد الإدارة الحكومية للشؤون الدينية تحسنا مستمرا، الأمر الذي يساعد على حماية الحقوق والمصالح المشروعة للمواطنين المتدينين أكثر شمولية وفعالية. كما تتخذ الصين تدابير للحد من انتشار التطرف، وفي نفس الوقت تولي اهتمام خاص لمنع الأنشطة الإرهابية العنيفة، وعدم ربط التطرف الديني بمجموعة عرقية محددة او دين معين.
ان احترام الصين لحرية الاعتقاد الديني بعمق وصدق وتماسك وثبات له أسباب واقعية وتاريخية، كما هو ليس خيارا عقلانيا فحسب وإنما ضمانا قانونيا أيضا. وهذا هو الحزب السياسي الملحد، والحكومة التي تطبق مبدأ الفصل بين الدين والدولة، وفي قضية حماية حقوق الانسان في الدين، لديها مساهمة هامة تجاه العالم.