تقرير: الرسوم الجمركية الأمريكية تنتهك مباديء منظمة التجارة العالمية وتضر بالاقتصاد الأمريكي

بكين 8 أبريل 2018 / بعد أن شن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حربا جمركية على واردات الصلب والألومنيوم في مارس وخطط لفرض المزيد على الواردات الصينية، أشار خبراء ومسؤولون إلى أن الخطوة الأمريكية تنتهك مباديء منظمة التجارة العالمية وستضر بالاقتصاد الأمريكي.

وقال جواكين إينفانتي الفائز بجائزة الاقتصاد الوطني في كوبا في مقابلة حديثة مع وكالة ((شينخوا)) إن استراتيجية ترامب تهدف لإلغاء كافة الاتفاقيات التجارية التي أبرمتها واشنطن بعد الحرب العالمية الثانية والتي قد تؤدي لنزاعات تجارية غير مسبوقة.

وفي الوقت ذاته، يهدف عدم احترام ترامب للمنظمات التعددية كالأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية، للعودة للعقود التي تفاخرت فيها الولايات المتحدة بتفوقها الاقتصادي، حسبما قال.

وأضاف "في عالم لا يمكن فيه العدول عن العولمة بسبب التطور التكنولوجي وحيث تسود التجارة التعددية، يتصرف ترامب بشكل يتناقض تماما مع ذلك باتباع سياسات ستضر بالاقتصاد الأمريكي."

ويقول جون ر. تيلور أستاذ العلوم السياسية بجامعة سان توماس في هيوستن بولاية تكساس "تؤكد تلك الرسوم الجمركية التي استهدفت الصين أن إدارة ترامب تعتزم تجنب جهاز تسوية النزاعات بمنظمة التجارة العالمية والاعتماد بشكل أحادي على القانون الأمريكي وحده فيما يتعلق بالنزاع التجاري الحالي مع الصين."

وقال "إنه خطأ كبير."

وأضاف أن قواعد وتشريعات منظمة التجارة العالمية وضعت لتوفير آلية عالمية لحل النزاعات التجارية.

ويقول أندراس إينتواي الأستاذ الباحث بمركز الدراسات الاقتصادية والإقليمية التابع لمعهد الاقتصادات الدولية في الأكاديمية المجرية للعلوم إن الإجراءات الحمائية الأمريكية تنتهك على نحو خطير آليات التجارة التعددية وكذلك منظمة التجارة العالمية.

ووصف الرسوم الجمركية الأمريكية بالمصلحة الشخصية"، مشيرا إلى أن أي حل سليم لأي نزاع تجاري ينبغى تقديمه لمنظمة التجارة العالمية.

وسيكون للإجراءات الحمائية التجارية الأمريكية نتائج عكسية على الاقتصاد الأمريكي، حسبما قال إنوتاي الشهر الماضي الماضي بعدما كشف ترامب عن خطه لفرض رسوم جمركية على واردات الصلب والألومنيوم.

وفي 23 مارس، وجهت للرسوم الأمريكية انتقادات واسعة خلال اجتماع لمنظمة التجارة العالمية في جنيف.

وقالت المنظمة في بيان إن المندوبين التجاريين في أكثر من 40 دولة عضو منهم 28 من الاتحاد الأوروبي أخذوا الكلمة للتحذير من الإجراءات الجمركية الأمريكية خلال اجتماع لمجلس تجارة البضائع.

وقالت روسيا إن الرسوم الجديدة تتجاوز المعدلات المحلية التي التزمت بها الولايات المتحدة بموجب قوانين منظمة التجارة العالمية. كما طلبت مزيدا من التوضيح بشأن كيفية تبرير هذا الإجراء في إطار قواعد المنظمة.

وقال دانيل روساريو المتحدث باسم المفوضية الأوروبية للصحفيين يوم الأربعاء بشأن قائمة واشنطن المقترحة للسلع الصينية خاضعة لرسوم جمركية إضافية بنسبة 25 بالمئة بناء على تحقيق في المادة 301، إن الاتحاد الأوروبي لا يدعم الإجرءت التي تتعارض مع قواعد منظمة التجارة العالمية.

وأضاف لـ ((شينخوا)) "ندعو الأطراف المعنية لضمان الانصياع لمنظمة التجارة العالمية في تعاملاتهم التجارية. سنحلل الإجراءات المتخذة من حيث اتساقها مع المنظمة."

وبحسب المتحدث، لاحظ الاتحاد الأوروبي الإجراء الأمريكي ضد الصين في إطار المادة 301 ويراقب عن كثب التحقيقات منذ ان بدأت في أغسطس 2017.

كما أكد على أهمية دور منظمة التجارة العالمية في حل الخلافات التجارية.