مقابلة : مخرج فلسطيني: السينما الفلسطينية سبقت السياسيين بخطوات في علاج قضيتهم

مسقط الأول من أبريل 2018 / رأى المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي أن السينما الفلسطينية حققت إنجازات بالعالم لصالح القضية الفلسطينية لم يحققها السياسيين الفلسطينيين أنفسهم، بل أنها كانت سباقة وسابقة للسياسيين الفلسطينيين بخطوات كثيرة، فالسينما الفلسطينية حققت إنجازات عديدة، خاصة فيما يتعلق بالتوعية بالقضية الفلسطينية ونشرها في الخارج وعالميا أكثر من كل الخطابات السياسية الفلسطينية التي نسمعها ونراها.

جاء ذلك في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء " شينخوا" معه قبل مغادرته اليوم العاصمة العمانية مسقط، وذلك عقب مشاركته في مهرجان مسقط السينمائي الدولي الذي استمرت فعالياته خلال الفترة من 26 وحتى 31 مارس الماضي، حيث فاز فيلمه الروائي الطويل "الكتابة على الثلج" بالجائزة البرونزية للمهرجان.

وأكد مشهراوي في الحوار الذي دار معه بفندق مسك الموج صباح اليوم (الأحد) أن لغة السينما والفن والثقافة هي الأقوى، فنحن الأن في عصر الصورة والتكنولوجيا، وكلها أشياء تنقل للعالم صورة الواقع الذي يعيشه الفلسطنيين وبالتالي تصب لصالح القضية الفلسطينية.

وأردف مشهراوي قائلا: إن صراعنا مع الاحتلال الإسرائيلي ليس فقط داخلي، وإنما صراع على الرأي ونقله إلى العالم والرأي العام الدولي، ولذا فالرهان على الخارج، والسينما لها دور مهم في ذلك.

وأكد مخرج الفيلم الفلسطيني "الكتابة على الثلج" قائلا: بعيدا عن السينما أنا مواطن فلسطيني وأعيش في فلسطين ومعايش للحياة اليومية، وعندي إلمام بها وبتفاصيلها ولكن همي كسينمائي لا يتجسد في كوني مواطن فلسطيني تحت الاحتلال فقط، وإنما كسينمائي يصنع فيلما عن الواقع الفلسطيني وينقل قضيته وقضية وطنه، وفِي ذات الوقت ينافس به دولا تصنع سينما منذ مئات السنين، فهو ينافس على الفكرة والسيناريو والحوار وبناء الفيلم والتطوير والموسيقى والابداع والإخراج وغيرها، ففي البداية أنا أصنع فيلما بلغة سينمائية وبعده كفلسطيني موجود بالفيلم.

وعن فيلمه "الكتابة على الثلج" أكد رشيد مشهراوي أن الفيلم من إنتاج 2017 وقد افتتح به مهرجان قرطاج السينمائي الدولي في دورته الأخيرة، وهو فيلم يناقش قضية الانقسام الفلسطيني وأيضا العربي والواقع الصعب والأليم الذي نعيشه، ولكن يشارك فيه فنانون من أربع دول، وأن الأدوار الخمس الرئيسيّة يؤديها كل من: عمرو واكد من مصر، وغسان مسعود من سوريا، ويمنى مروان من لبنان، وعرين عمري من فلسطين، ورمزي مقدسي من القدس، ولكن الجميع يلعبون دور شخصيات فلسطينية بالفيلم.

وعن عدم تصويره للفيلم في بلاده فلسطين قال: أحداثه تدور في غزة وهو فيلم يضم فرق من عدة دول وأحداثه تتطلب حدوث انفجارات وأصوات مفرقعات وتبادل لاطلاق النار، فكيف لي في ظل الظروف السياسية والحصار الإسرائيلي أن أدخل كل هذه الفرق الفنية، وحتى إذا أدخلتها فمن يسمح لي بالقيام بأصوات التفجيرات والمفرقعات حتى وإن كانت للتمثيل، علاوة على أن الفيلم تدور أحداثه في بيت واحد ومنطقة واحدة ويتطلب بناء ديكور لحي كامل من البداية ويمكن أن يقام هذا الديكور في أي مكان، ولذا وتجنبا لكل هذه المشاكل والعراقيل صورته في مدينة برقة التونسية وقد وفقنا في اختيار المكان ومرت الأمور بكل سهولة.

وعن مهرجان مسقط السينمائي قال مشهراوي: لأول مرة أشارك فيه شخصيا، ولكن كان هناك حضور لأعمالي في دورات سابقة من المهرجان قبل ذلك، وبما أنني أشارك لأول مرة فقد كان بالنسبة لي نوع من الاستكشاف وقد وجدته مهرجان جيد، خاصة وأنه في ظل منافسة مهرجانات سينمائية عربية قوية مثل مهرجانات القاهرة ودبي و قرطاج وغيرها، وجدت في مهرجان مسقط عددا من الأفلام -وخاصة الروائية الطويلة- الجديدة والمهمة، علاوة على مشاركة نجوم عالميين وهذا يحسب للمهرجان.

أما عن رؤيته لمعالجة السينما للقضية الفلسطينية قال: السينما مهمة جدا للقضية الفلسطينية، فالسينما من خلال اعتمادها على الصورة وهي من أقدر الوسائل على التعبير والتبادل الثقافي وطرح الأشياء بإيجابياتها وسلبياتها، والسينما لنا كفلسطينيين مهمة جدا لأننا لدينا قضية وصراع مع الاحتلال الإسرائيلي على المكان والهوية والتاريخ وكلها أشياء لا يوجد شيء يعبر عنها أقوى من السينما، والعالم خارج فلسطين لن يستطيع أن يفهم ويعرف أشياء كثيرة عن الفلسطنيين وقضيتهم مع الاحتلال سواء سياسيا أو اجتماعيا وعن المجتمع والحياة والعادات التقاليد والجغرافيا وغيرها بدون السينما. / نهاية الخبر /